أما عندكم إيمان
صلاة البدء
في ساعات الخوف، تحرّك فينا يا يسوع الإيمان. في ساعات القلق، تدعونا إلى الثقة بك. في ساعات الصيف، نريد أن نتكل عليك. إيماننا ضعيف فقوِّ إيماننا. ثقتنا واهية فشُدَّها إليك. نتكّل عليك وعلى غيرك. فلا تسمح أن نتكلّ إلا عليك.
قراءة النصّ
نقرأ مر 4: 35- 41
نتوقّف بعد القراءة ثلاث دقائق، نطرح على نفوسنا الأسئلة التالية:
- نحن نسير مع يسوع، في جماعة، في كنيسة. فهل نحن واعون للنعمة التي نحن حاصلون عليها برفقة يسوع؟
- الموج يضربنا، والعاصفة تهدّد القارب، تهدّد الكنائس. هلاّ دعونا يسوع فيجعل البحر يهدأ والعاصفة تسكن.
- هل نحن من أهل الخوف أم من أهل الإيمان؟
دراسة النصّ
نجد هنا ثلاثة مشاهد. في المشهد الأول، نرى قاربًا تغمره الأمواج وهو يكاد يغرق. القارب هو الكنيسة وفيها يسوع وتلاميذه. خاف التلاميذ ونحن نخاف معهم على جماعاتنا، على كنيستنا. أما يسوع، فهو نائم نومة الهدوء. هو بعيد كل البعد عن الخوف الذي ينتابنا. بل هو يدعونا إلى الهدوء، والثقة بحضور الله. مثل هذا الخوف يصيبنا حين نحسّ أن الرب بعيد عنّا. ولكنه يقول لنا كما قال للتلاميذ في ذلك الليل الرهيب: أنا هو، لا تخافوا.
في المشهد الثاني، نرى ضياع هؤلاء الصيّادين المحترفين. عرفوا هيجان الموج في بحيرة طبرية، ولكنهم لم يحسّوا يومًا بمثل هذا العنف. المأساة أمامهم والموت ينتظرهم. لهذا أوقظوا يسوع ونبّهوه إلى الوضع الذين هم فيه. تجاه هذه الحالة، بدت عظمة المعلّم وجلالته. وقف في وجه الموج والريح. أمر البحر فائتمر. أسكت الريح فسكتت. نادى الموج بسلطانه فهدئ. هذا ما عمله الله في العهد القديم. وهذا ما يعمله يسوع الذي هو الله وابن الله. حدّث البحر كما يحدّث الإنسان إنسانًا. قال له: أصمت. فصمت. فما أعظم قدرة المخلّص. لهذا، لا تخاف الكنيسة وسيّدها في القارب وهو الذي يوجّه مسيرة التلاميذ. كما أنه هو الذي يعرف إلى أين يسير بهم، ويسير بكنيسته اليوم وفي كل يوم وحتّى نهاية العالم.
في المشهد الثالث، برزت قدرةُ الله التي لا تضاهيها قدرة، فوقف التلاميذ أمامها مندهشين. وطرحوا السؤال: من هذا؟ لم يصلوا بعد إلى معرفة هذا الشخص الذي يرافقونه، يستمعون إليه، يرونه يعمل المعجزات. هم ما زالوا تحت تأثير الخوف. لهذا سألوا: من هذا. فلو بلغوا إلى مستوى الإيمان لعلموا أن هذا الذي تطيعه الرياح والبحر هو ربّ الريح والبحر. فلا يبقى للرسل، ولا يبقى لنا، إلى نظرة فائقة الطبيعة ترينا في هذا الإنسان الشبيه بنا في كل شيء، ذاك الذي هو ابن الله.
التأمّل
بعد صمت عشر دقائق، نتطلع إلى يسوع في هدوئه أمام هيجان البحر، في نومه الذي يدلّ على موته، وبالتالي على "غيابه" عن التلاميذ. هذا بالأحرى ما أحسّوا به. لهذا صرخوا إليه: يا معلّم، هلكنا. ونتأمّل يسوع في كل قدرته يأمر البحر والرياح فيفهمنا أنه يُسكت كل الرياح التي تعصف بالكنيسة. فلماذا الخوف وهو الذي يقود السفينة.
المناجاة
نعيد قراءة النصّ، وندخل في نفسيّة التلاميذ الذي انتقلوا من الخوف إلى الدهشة، بانتظار الوصول إلى الإيمان. الذين ظنّوا يسوع نائمًا، ونسوا أن الرب حارس لهم. هو لا ينعس ولا ينام. وفي الوقت اللازم يأمر البحر فيسكت والرياح فتهدأ.
تأوين النصّ
من حدث معروف، وهو هيجان الموج على بحيرة طبرية، استخلص مرقس تعليمًا ثمينًا حول هويّة يسوع. فالله يفعل بقدرته في شخص الذي نام في مؤخّر السفينة واستيقظ ساعة شاء أن يستيقظ. وهكذا دُعي التلاميذ لكي يحدّدوا موقع إيمانهم.
أجل، في هذا الإنسان يسوع، يتجلّى آخر له السلطان المطلق على الشرّ وعلى الموت. وفي هذا المسيح الغائب عن كنيسته بعد الصعود، الغائب عن كنيسته المضطّهدة، يجب على التلاميذ أن ينفوا عن نفوسهم الخوف. أن يتركوا جانباً الشكّ والارتياب هاج البحر ساعة رافق يسوع تلاميذه في الرسالة إلى أرض وثنيّة. فالرسالة هي في كل وقت محاولة رهيبة نخاف فيها من الفشل والاضطهاد. ذاك كان وضع التلاميذ مع يسوع، ووضعهم في بداية الكنيسة، ووضعنا اليوم. فما يكون موقفنا؟
صلاة الختام
الصلاة الربيّة أو ترتيلة