رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القدّيس يوستينوس (القرن الثاني) في دفاعه عن المسيحيّين: “نحن -المسيحيّين- الذين أَحببنا طُرُق اكتساب الأموال والحصول على الممتلكات فوق أيّ شيء آخر كبشر، نقدّم الآن لصندوق الشركة (الذي للكنيسة) ما نملك، ونُشارك به مع كلّ شخص محتاج”. إذًا كان هناك صندوق رسميّ منذ القرن الثاني في الكنيسة، وهو ما نسمّيه اليوم في بعض الرعايا “صندوق محبّة”، “صندوق الفقير”. وفي دفاع آخَر يقول: “لقد توجّهَ اهتمامُنا للمنبوذ والمهمَل. وأصبحت محبّتُنا العمليّة هي العلاقة المميّزة لنا أمام العدوّ (أي الوثنيّ)… انظرْ ما يقول الوثنيّون عنّا. يقولون: كيف يحبّون بعضُهم بعضًا، وكيف هم على استعداد للتضحية بحياتهم بعضهم من أجل بعض”. لذلك يُعتبر المال والغنى لدى المسيحيّين، وبخاصّة عند آباء الكنيسة الكبار، نعمةً من حيث إنّه يسمح لمالكه بأن يعطي ويعمل أعمال رحمة ويساعد كثيرًا. وتغيّر مفهوم المال والغنى، من أن يكون بركةً من الله نستحقّها، إلى أن يصير نعمةً يعطيني إيّاها الله لكي بواسطتها أنال بركات كثيرة. كيف أنال البركات؟ عندما أُعطيها، وليس عندما أخزّنها. لذلك فالتقليد (التراث) المسيحيّ ينظر إلى الغنى على أنه وكالة وليس مُلكًا شخصيًّا. المسيح قال: “إنّه أسهلُ على الجمَل الدخول من خرم الإبرة من أن يدخُل الغنيّ إلى ملكوت السموات”، فيسأله تلاميذه: “مَن يستطيع أن يخلُص إذًا؟”. فيجيبهم بالقول: “عند الناس ليس مستطاعًا، وأما عند الله فكلّ شيء مستطاعٌ”. آباء الكنيسة يشرحون هذا القول بأن الغنى هو سبيل، واسطة، أسلوب، طريقة، إمكانيّة لكي ننال الرحمة الإلهية عندما نوزّعه ونعطيه للمحتاجين، لأنّي بقدر ما أُعطي آخذ بركة. فإذا كنتُ غنيًّا، وإذا كان عندي إمكانيّة كبيرة، فأنا آخذ بركات أكثر بقدر ما أعطي من هذا الغنى. ولذلك يُعتبر الغنى أو المال وكالةً وكّلني الله بها لكي أُوَزّعها لأبنائه المناسبين والمحتاجين، وهي ليست شيئًا لي. وهذه هي النظرة اللاهوتيّة العميقة. حديث للمطران سابا (إسبر)، مطران بُصرى حوران وجبل العرب والجولان |
27 - 12 - 2021, 07:05 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: يُعتبر الغنى أو المال وكالةً وكّلني الله بها لكي أُوَزّعها لأبنائه
جميل جدا الرب يبارككم |
||||
|