في العهد الجديد مَثَل الدينويّة الذي قرأناه الأحد الماضي في الكنيسة، والذي يصل فيه المسيح إلى أن يقول إنّي أنا الفقير وأنا الجائع وأنا العطشان وأنا المريض وأنا المسجون وأنا العريان. يُماهي نفسَه مع المحتاجين مماهاة كاملة. ولذلك اعتبَرَ أنّ كلّ عطيّة أو مساعدة تُقدَّم إلى محتاج تُقدَّم إلى شخصه هو. من هنا المفهوم المسيحيّ أنّ الإنسان، عندما يُلاقي محتاجًا، يعتبر أنّه لاقى المسيح، لأنّ “المسيح” يقول: “كلّ ما فعلتُم بأحد هؤلاء الصغار فبي فعلتموه”. وبالمقابل يجب أن ننتبه إلى موضوع مهمّ جدًّا هو: “كلّ ما لم تفعلوه بأحد هؤلاء الصغار فبي لم تفعلوه”. يعني أننا سوف نُدان، ليس فقط على عمل المحبّة الذي عملناه فنأخذ المكافأة، بل أيضًا سوف نُدان ونأخذ العقاب على المحبّة التي كنّا نستطيع أن نُقدّمها ولم نقدّمها. إذًا، مع مثل الدينويّة، وصل موضوع الفقر والفقير في المسيحيّة إلى ذروته، إلى أبعد حدّ، إلى حدّ أنّه صار خدمةً شخصيّة للمسيح.
حديث للمطران سابا (إسبر)، مطران بُصرى حوران وجبل العرب والجولان