رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خبز الله أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن أكل أحدٌ من هذا الخبز يحيا إلى الأبد ( يو 6: 51 ) إنه ـ تبارك اسمه ـ قبل أن ينزل من السماء ليقدم نفسه للعالم كالمَنْ الحقيقي، كان هو «خُبز الله» ( يو 6: 33 ) أي موضوع فرح ومسرة قلب الآب. كان موضوع شبعه ولذته منذ الأزل ( أم 8: 30 ). وإننا نجد وصفًا جميلاً لهذه الحقيقة في مزمور 78 «فأمر السحاب من فوق، وفتح مصاريع السماوات، وأمطر عليهم منًا للأكل، وَبرَّ السماء أعطاهم. أكل الإنسان خُبز الملائكة. أرسل عليهم زادًا للشبع» ( مز 78: 23 - 25). فقبل أن تنفتح أبواب السماء، وقبل أن يُمطر الله المَنْ على شعبه الأرضي، كان المَنْ عنده، ولكنه أمر السحاب من فوق، وفتح أبواب السماوات ليُمطر المَنْ على الأرض، لكي يُشبع الجياع خبزًا ( يو 6: 35 ). وفي خروج 16: 13 نقرأ أن الرب أعطاهم السلوى في المساء، وفي الصباح أعطاهم المَنْ. والسلوى تُكلمنا عن المسيح السماوي الذي ذُبح ومات تحت دينونة الله وغضبه، واكتنفته الظلمة الدامسة على الصليب. وكان تمتعنا بالشركة معه، وشبع واكتفاء قلوبنا به، يستلزم موته على الصليب. فعند كلامه عن نفسه كالخبز الحقيقي، أشار إلى موته ـ أي إلى جسده ودمه ( يو 6: 53 - 58). وكان يعني بذلك أن التغذي والشبع به، إنما يكونان على أساس الإيمان بكفاية موته لأجلنا على الصليب. والشخص الذي يستفيد من عمل المسيح الكفاري على الصليب، هو الذي في مقدوره أن يتغذى بالمسيح كالمَن. وقد ارتبط نزول المَن بالسبت ( خر 16: 22 - 40). والكلمة "سبت" كلمة عبرية ومعناها بالعربية "راحة". ومن الجدير بالملاحظة أن السبت (راحة) جاء ذكره في تكوين 2 قبل دخول الخطية في تكوين 3، ثم لا نعود نقرأ في الكتاب المقدس عن السبت حتى نصل إلى خروج 16، بعد أن تم فداء بني إسرائيل من أرض مصر وبيت العبودية؛ صورة لخلاص الله في المسيح. وارتبط السبت في هذا الفصل (خروج 16) بإعطاء المَنْ للشعب. وهذا في تمام المناسبة مع المَنْ السماوي الذي يستطيع أن يَهَب الراحة الحقيقية لكل مَنْ يطيع دعوته الكريمة: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم» ( مت 11: 28 - 30). |
|