رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أين تمكثُ؟ «قَالاَ: رَبِّي، الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ، أَيْنَ تَمْكُثُ؟» ( يوحنا 1: 38 ) تجاوَب التلميذان اللذان تبعا الرب، مع سؤاله لهما: «مَاذَا تَطْلُبَانِ؟»، فقالا: «رَبِّي، الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ، أَيْنَ تَمْكُثُ؟» (ع38). لاحظ أنهما قالا للرب: «رَبِّي (رَبُّونِي)، الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ»، مثلما قالت مريم المجدلية للرب: «رَبُّونِي! الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ» ( يو 20: 16 )، بعدما أظهرت محبة صادقة للسّيِّد، فاقت محبة التلاميذ أنفسهم، حتى وإن كانت محبة “لَيْسَت حَسَبَ الْمَعْرِفَةِ”، حيث لم يكن المفروض ذهابها إلى القبر أساسًا. ولكن هذان التلميذان، بعد إعلان الرب لهما باعتباره “حَمَلُ اللَّهِ”، وتلك المرأة بعد أن دعاها الرب شخصيًا باسمها: «يَا مَرْيَمُ» ( يو 20: 16 )، كمن «يَدْعُو خِرَافَهُ الْخَاصَّةَ بِأَسْمَاءٍ» ( يو 10: 3 )، كانوا ـــــ التلميذان والمجدلية ـــــ يحتاجون الرب في صفته كالمُعلِّم. لكن الرائع أن التلميذين سألاه: «أَيْنَ تَمْكُثُ؟» (ع38). لقد كان مستواهما أعلى روحيًا من تلميذي عمواس اللذين قالا للرب: «امْكُثْ مَعَنَا، لأَنَّهُ نَحْوُ الْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ النَّهَارُ». وما أروع الرب إذ «دَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا»، ليُكمِل رد نفسيهما ( لو 24: 29 ). وبمعنى آخر كانت طلبة التلميذين في لوقا 24 تدور حول ذاتهما وظروفهما وآلامهما وحزنهما واحتياجاتهما ... إلخ. وكانا يحتاجان الرب طبعًا في هذه الحالة. وهذه كثيرًا ما تكون حالتنا وطلبتنا في اجتماعاتنا: ”عزينا يا رب ... فرحنا ... باركنا ... تَدَّخل في مشاكلنا ... إلخ.“ ولكن طلب التلميذين في يوحنا 1: 38 يرتفع إلى مستوى راحة السَيِّد نفسه، وشبع قلبه وإنعاشه «يَا مُعَلِّمُ، أَيْنَ تَمْكُثُ؟» ... أين تستريح؟ ... «أَخْبِرْنِي يَا مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، أَيْنَ تَرْعَى؟ِ» ( نش 1: 7 ). وهذه هي الشركة الحقيقية مع الآب ومع ابنه ( 1يو 1: 1 -4). وهذا هو الفرح الكامل. إن الصلاة مع كونها هامة وضرورية، لكنها في النهاية تختص بنا، لكن الشركة (السجود) شيء يُخرجنا تمامًا عن ذواتنا، إلى دائرة علاقة الابن والآب ( مت 11: 27 ). |
|