رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بلا ولاء أو وفاء: لقد أرسل نوحٌ مرةً الغراب، ومرةً أخرى الحمامة. وما أبعد الفارق من تصرف الاثنين. لقد خرج الغراب ولم يعد مرة أخرى إلى الفلك، في حين أن الحمامة - في المرَّتين التي أرسلها فيها نوح - رجعت إليه. إن الغراب لا يعرف الانتماء، لا صديق له، فرغم أنه مكث في الفلك مدة كبيرة، ما يقرب من ستة أشهر، ولا شك أنه تمتع بعناية نوح له، فهو الذي كان يُطعمه طوال هذه المدة، إلا أنه عندما خرج من الفلك، ووجد أمامه هذا الكم الهائل من الجيف، لم يُفكِّر أن يرجع إلى الفلك. فهو من ناحية يُفضِّل هذه الجيف عن الطعام الذي كان يُقدمه له نوح، ومن ناحية أخرى لا يشعر بأي انتماء لولي نعمته الذي اهتم واعتنى به!! ألا يُذكرنا هذا بكلمات الرب الأسيفة عن شعبه: «الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه، أما إسرائيل فلا يعرف. شعبي لا يفهم» (إش 3:1). ما أردأ أن تتحجر العواطف مُتجاهلة يد النعمة الغنية الممدودة بكل ترحاب، لتُقدِّم ما نحتاج إليه؟! يُشير الرب عن ذلك بالقول: «لأن شعبي عمل شرَّين: تركوني أنا ينبوع المياه الحية، لينقروا لأنفسهم آباراً، آباراً مشققة لا تضبط ماء» (إر 13:2). أيمكن أن يصل جحود الإنسان إلى هذه الدرجة؟ أيمكن أن تنطق الشفاه بمثل هذه الكلمات: «ابعد عنا، وبمعرفة طرقك لا نُسر. من هو القدير حتى نعبده؟ وماذا ننتفع إن التمسناه؟» (أي 14:21،15). هذا بكل أسف ما حدث، ليس فقط من الناس الأردياء، بل حتى من شعبه الذي تمتع بعنايته ورعايته. الذي اختبر يد الله المنعمة الصالحة، والذي يوبخهم موسى قائلاً: «وأفسد له الذين ليسوا أولاده عيبهم، جيل أعوج ملتوٍ. ألرب تكافئون بهذا يا شعباً غبياً غير حكيم؟ أليس هو أباك ومقتنيك، هو عملك وأنشأك؟» (تث 5:32،6). ويستكمل موسى حديثه قائلاً: «فسمن يشورون ورفس. سمنت وغلظت واكتسيت شحماً! فرفض الإله الذي عمله، وغبي عن صخرة خلاصه» (تث 15:32). ليتنا نأخذ لأنفسنا من ذلك دروساً نافعة، ويكون لسان حالنا ما قاله بطرس للرب، وكان محقاً في قوله: «يا رب، إلى من نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك» (يو 68:6). وبذلك ينطبق علينا كلمات الرب: «يدعو خرافه الخاصة بأسماء ويخرجها. ومتى أخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها، والخراف تتبعه، لأنها تعرف صوته» (يو 3:10،4)، وأيضاً: «خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني» (يو 27:10). |
21 - 12 - 2021, 02:59 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الغراب بلا ولاء أو وفاء في الكتاب المقدس
جميل جدا جدا ربنا يفرح قلبك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الغراب وشكله في الكتاب المقدس |
ماذا تعلم عن الغراب في الكتاب المقدس |
الغراب وسواده الحالك في الكتاب المقدس |
الغراب والحمامة في الكتاب المقدس |
أين ذكر الغراب فى الكتاب المقدس؟ |