منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 12 - 2021, 02:06 AM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

دور الحكمه في حياة يعقوب
وهي التي هَدَتِ البارَّ،

الهارب من غضب أخيه سُبلًا مُستقيمة،

وأرته ملكوت الله،

وآتته معرفة المُقدَّسات،

وأنجحته في أتعابه،

وكثَّرت ثمرَ أعماله. [10]

لم ينسب الحكيم ليعقوب الحكمة حين استخدم وسائل الخداع لنوال البكورية والبركة أو الحصول على نصيب أوفر من خاله لابان، وإنما يتحدث عنها حين قابل غضب أخيه عيسو بروح التواضع والعطاء بسخاء.

بالحكمة تمتع بالسماء المفتوحة والرؤى السماوية المعزية مقابل بغض عيسو له ومحاولة قتله.

يشير هنا إلى حلم يعقوب الهارب من وجه عيسو أخيه (تك 27: 41-28: 17)، حيث رأى السماء بكونها "ملكوت الله"، وهو تعبير إنجيلي يندر استخدامه في العهد القديم(432). لقد تمتع يعقوب برؤيا أخروية، حيث يملك الله على المؤمنين، ويقيم منهم ملكوته الإلهي.

"المقدسات": تشير إلى المقدس السماوي أو إلى السمائيين المقدسين في الرب.

* تأملوا ناسكًا (يعقوب)؛ كان يجري هاربًا من إنسانٍ عنيفٍ للغاية، كان هاربًا من أخيه، ووجد عونه في حجرٍ، هذا الحجر هو المسيح. هذا الحجر هو عون لكل الذين يعانون من الاضطهاد، أما بالنسبة لليهود غير المؤمنين فهو حجر عثرة وصخرة خزي (رو 9: 33؛ 1 بط 2: 8؛ إش 8: 14؛ 28: 16). هناك رأى يعقوب سلمًا قائمًا من الأرض ورأسه تبلغ السماء، وفي السماء الرب متكئ عليه، ورأى ملائكة صاعدين ونازلين (تك 28: 12- 13). انظروا لقد رأى ملائكة صاعدين، لقد رأى بولس صاعدًا. ورأى ملائكة نازلين، يهوذا الخائن يسقط بتهورٍ. رأى ملائكة صاعدين، رأى قديسين يصعدون من الأرض إلى السماء، ورأى ملائكة نازلين الشيطان وكل جيشه منطرحين من السماء(433).

القديس جيروم

ونصرته على طمع مُضايقيه وأغنته. [11]

ووقته من أعدائه،

وحمته من الكامنين له،

ووهبته النصرة في قتالٍ شديدٍ،

لكي يعلم أن التقوى أقدر من كل شيء. [12]


هنا يشير إلى فترة خدمته لخاله لابان الذي كان استغله وخدعه وكان يطمع أن يصرفه فارغًا. أما أعداؤه فهم عيسو ورجاله أو لابان واخوته (تك 31: 23).

يقصد بالقتال الشديد صراعه في عبر مخاضة يبوق مجاهدًا مع الله (تك 32: 22-29).

سلاح يعقوب في معركته وقتاله الشديد هو التقوى التي هي أقدر من كل شيء.

يحدثنا الحكيم عن أبينا يعقوب الذي وسط أتعابه وجد حجرًا يضعه تحت رأسه. ما هو هذا الحجر إلا حكمة الله المتجسد، الذي نتكئ عليه برؤوسنا لكي يقدسها، ويرفع أفكارنا إلى السماء وسط متاعبنا في هذا العالم؟ هكذا "الحكمة أنقذت خدامها من أتعابهم" [9].

* الحجر الذي تحت رأسه كان المسيح. لم يضع حجرًا من قبل تحت رأسه، وإنما فقط عندما جاء الوقت الذي فيه كان هاربًا من مضطهده. عندما كان في بيت أبيه وتمتع بوسائل الراحة للجسد، لم يكن له حجر لرأسه. لكنه ترك بيته فقرًا ووحيدًا خرج وليس معه غير العصا، وللحال في ذات الليلة وجد حجرًا ووضعه تحت رأسه(434).

القديس جيروم

* لم نقرأ عن الطوباوي يعقوب أنه رحل ومعه خيول أو حمير أو جمال، إنما نقرأ فقط أنه حمل عصا في يده...

أظهر يعقوب عصاه ليأخذ لنفسه زوجة (تك 32: 10)، وحمل المسيح خشبة الصليب ليخلص الكنيسة.

إذ نام يعقوب وضع حجرًا تحت رأسه ورأى سلمًا ممتدًا إلى السماء، بينما اتكأ الرب على السلم(435).

الأب قيصريوس أسقف آرل

* السلم المُثبت على الأرض ويبلغ السماء هو صليب المسيح، خلاله وهب لنا الوصول إلى السماء، بل بالفعل يقود إلى السماء. هذا السلم يحوي درجات متنوعة من الفضائل، خلالها نرتفع نحو السماء. الإيمان والبرّ والطهارة والقداسة والصبر والتقوى وكل بقية الفضائل هي درجات هذا السلم(436).

القديس يوحنا الذهبي الفم

وهب الله يعقوب ذكاءً، واستطاع أن يحاور خاله الذي خدعه، لكن تعرض يعقوب للخطر حين تعقبه خاله ومن معه من أقربائه. هنا لم يكن ممكنًا للحكمة البشرية أن تحفظ يعقوب، إنما تدخل الله نفسه، وحذر لابان من أن يفعل يعقوب سوءً (تك 34: 24 إلخ).

* عجيب هو صلاح الرب. فإذ رأى الله لابان مصممًا على محاربته والدخول مع الرجل الصالح في معركة، قال له كمن يطلب منه مراجعه نيته: "احترز من أن تكلم يعقوب بخيرٍ أو شرٍ" (تك 31: 25). يقول له لا تحاول أن تضايق يعقوب ولا بكلمة قاسية بل لاحظ نفسك، راجع هجومك الشرير، اكبح غضبك، لجِّم أفكارك الثائرة... أسألكم أن تلاحظوا رأفة الله. عوض أن يأمر الله لابان أن يرجع إلى موضعه، اكتفى بتوجيهه ألا يستخدم كلمات قاسية وعنيفة مع الإنسان الصالح. ما هو السبب لذلك؟ كي يتعلم الإنسان الصالح ويختبر مدى عناية الله به.

ألا ترون أنه لو رجع لابان كيف كان يمكن للرجل الصالح وزوجته أن يعرفوا هذا؟ سمح الله للابان أن يذهب ويشهد بشفتيه بالكلمات التي قيلت له من الله... هذه بالحقيقة هي علامة حكمة الله الخلاَّقة، أن يحول أعداء الحق هم أنفسهم إلى شهودٍ للحق، فيحاربون بأفواههم لجانب الحق(437).

القديس يوحنا الذهبي الفم

* يعقوب الذي طهرَّ قلبه من كل المظاهر، مظهرًا تصرفات مملوءة سلامًا، أولًا طرد كل ماله وبقى في الخلف، وصارع مع الله (تك 32: 23- 25). لأن من يترك الأمور العالمية يقترب من صورة الله ومثاله. ما هو الصّراع مع الله سوى الدخول في صراعٍ لأجل الفضيلة، وإن يجاهد مع من هو أقوى منه يصير في حالة أفضل بإقتدائه بالله أكثر من الآخرين؟ إذ كان إيمان يعقوب وتكريسه لا يُهزمان، أعلن الرب له أسراره الإلهية بلمس حق فخذه (تك 32: 26). فإنه من نسله يولد الرب يسوع من عذراء، ويسوع ليس غير مشابه ولا بأقل من الله (الآب)(438).

القديس أمبروسيوس

بالحكمة الإلهية جاهد يعقوب مع الله والناس وغلب. لقد صارع حتى الفجر حيث بدأ نور شمس البرّ يشرق عليه. أما المكافأة التي نالها فهي شهوة قلب كل مؤمن حقيقي، إذ لم يُعد يُدعى يعقوب الذي يعني "يتعقب" بل "إسرائيل" وتعني "رؤية"، وكما يقول القديس أغسطينوس "اسم عظيم يحمل بركة عظيمة"(439).

* يقول الرب قي الإنجيل: "ملكوت السماوات يغتصب والغاصبون يختطفونه" (مت 11: 12)... يقول ليعقوب: "أطلقني لأنه قد طلع الفجر" (تك 32: 26)، أجابه: "لا أطلقك إن لم تباركني". وبارك يعقوب؛ كيف؟ بتغيير اسمه... انظروا إنه إنسان واحد، من جانب لًمس وجفَّ (يعقوب)، ومن جانب آخر تبارك لينال قوة (رؤية الله)(440).

القديس أغسطينوس

يرى القديس كيرلس الكبير أننا مادمنا في ليل هذا العالم نصارع، لكن إذ يحل فجر الأبدية لا يوجد بعد مجال للصراع بل لرؤية الله.

* أنتم ترون كيف أنه لم يستمر في الصراع عند بدء النهار. في الواقع لا يوجد صراع للذين بالفعل عاشوا في النور. فالذين جاءوا إلى مثل هذه العظمة يليق بهم أن يقولوا: "يا الله إلهي أترقبك من النور" (مز 62: 2 lxx). وأيضًا: "في الصباح تسمع صوتي، انتظرتك وستراني" (مز 5: 4 lxx). عندما يشرق نور البرّ، أي المسيح في عقولنا ويُقدم بهاءه في قلوبنا، عندئذ ننتظر كنفوسٍ نبيلةٍ، ونتأهل للاهتمام الإلهي: "عينا الرب على الأبرار" (مز 34: 15). عند الفجر يتوقف الصراع(441).

القديس كيرلس الإسكندري
رد مع اقتباس
قديم 21 - 12 - 2021, 11:18 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دور الحكمه في حياة يعقوب

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
قديم 21 - 12 - 2021, 12:19 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دور الحكمه في حياة يعقوب


مرور جميل جدا
شكراا
الرب يباركك
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 12 - 2021, 06:09 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

الصورة الرمزية walaa farouk

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,918

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

walaa farouk متواجد حالياً

افتراضي رد: دور الحكمه في حياة يعقوب

ميرسي علي مشاركتك المثمرة
ربنا يفرح قلبك
  رد مع اقتباس
قديم 25 - 12 - 2021, 08:10 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دور الحكمه في حياة يعقوب

مرور جميل جدا
شكراا
الرب يباركك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دور الحكمه في حياة نوح
دور الحكمه في حياة الشعب
دور الحكمه في حياة يوسف
دوره الحكمه في حياة إبراهيم
دور الحكمه في حياة لوط


الساعة الآن 11:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024