- القديس ساويرس البطريرك الأنطاكي -
يوسف حبيب، مليكة حبيب يوسف
الابتعاد عن التناول بحجة الخطية
لا يقل لي أحد: "أني أخشى التناول من الأسرار المقدسة وأفرز نفسي عنها. أن بولس الرسول يستوقفني فعلًا حينما يقول: لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب" 1كو11: 29 ولهذا السبب أتقرب بحذر مرة أو مرتين في السنة من المائدة الرهيبة".
قل لي "أهذا تعتبره مانعًا أن يقول بولس الرسول بأن تُطَهِّر نفسك كل يوم فتتمتع بهذا الطعام الخالِد الذي يجب ألا تأكل وتشرب منه بدون استحقاق؟ إذا كانوا يذكرونك حينما تذهب لمقابلة ملك بأنه يجب عليك أن تدخل بطريقة لائقة وبمظهر متواضع، فإننا لا نقول إنهم بذلك يبعدونك عن مسكن الملوك"، بل بالحري إنهم يشجعونك على الدخول والتمتع بالكرامة بتقدمك بطريقة لائقة.
وأيضًا حينما تتقرب مرة واحدة في السنة، فأنك لا تتطهر مقدمًا لطول السنة، بطريقة لائقة بهذا اليوم الذي فيه تريد أن تتقرب. وإن لم يكن الأمر كذلك فما معنى تفكيرك الخاطئ؟
فانك حينما تكون قد جمعت دنس شهور عديدة وكومت الخطايا، فأنك بالأحرى تتقرب بطريقة غير لائقة. لأن من يتقرب باستمرار، يعرف انه مستعد تمامًا لكي يتقدم أمام ملك الملوك ويحييه ويقبله في داخله. فهو يتجنب خطايا كثيرة بكل قوته وكل مقدرته. أما أنت بعد أن تحدد مرة واحدة تتناول فيها ثم تتمتع بعد ذلك، فانك تواجه مهله طويلة، وفي اطمئنان بدون خوف تأتي ما تستمرؤه حتى ذلك اليوم، فلا يكون مدخلًا لملك الملوك، إذ يجد مسكنك مغلقًا.
يجب علينا إذن أن نتطهر على قدر الإمكان ونتقدم باستمرار من الطاهر وحده. أن الشمس تراها العيون السليمة، لكن هذا ليس عاصمًا لمن كان نظرهم ضعيفًا، بل هم يحتقرون علاج أنفسهم ويحرمون كلية من ضياء أشعتها.