منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 12 - 2021, 04:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

سيرة الشهيدان باتيرموث وكوبريه



الشهيدان باتيرموث وكوبريه:


في أيام يوليانوس الجاحد اُتهم الناسكان باتيرموث وتلميذه كوبريه أنهما جليليان، يفسدان عقول الناس عن عبادة الآلهة وتقديم الذبائح.
التقي الناسكان بالإِمبراطور بعد أن أوصي باتيرموث تلميذه بالمثابرة علي احتمال الآلام من أجل الأيمان، وكان الأب قد بلغ الخامسة والسبعين من عمره، وتلميذه الخامسة والأربعون، ثم انفرد الإمبراطور بالتلميذ مستبعدًا معلمه لكي لا يؤثر عليه.
تظاهر يوليانوس باللطف والوداعة مع كوبريه، وتحدث معه كصديق له بلا كلفه، قائلًا له: "أنظر يا صديقي العزيز، فإنك وإن كنت تكبرني في السن لكن لي خبرة أكثر منك. فقد كنت في شبابي تلميذًا لذاك الجليلي مثلك. هل كنت تعلم ماذا كان حالي؟ كنت أعيش في حال وضيع، بلا مكسب، بغير كرامات؛ لكنني إذ تعلقت بعبادة الآلهة التي لا تموت، لا توجد خيرات لم أنلها. كانت الخيرات تجري إليّ كما من تلقاء نفسها من غني ومجد وكرامة فائقة. لذا أقدم لك نصيحة كصديق مخلص أن تذبح للآلهة الإمبراطورية، فأهبك مركزًا ساميًا، وتعيش معي في قصري الخاص".
بهذا الأسلوب المخادع انجذب قلب كوبريه لإِغراءات العالم وسقط في خزي عدم الإيمان، معلنًا قبوله هذه النصيحة، وطلبه أن يكون الإمبراطور مرشدًا له، حاسبًا هذا اليوم هو أسعد أيامه. وبالفعل انطلق إلي معبد أبولون ليختم خيانته لسيده بتقديم ذبائح للأوثان.
أراد الإمبراطور أن يحطم نفسية باتيرموث فبعث إليه بخبر خضوع تلميذه لنصيحة الإمبراطور كعمل انتصاري عظيم؛ فاستقبل الشيخ الخبر بمرارة لم يذق مثلها قط، وانحني علي ركبتيه ليصرخ لإلهه بدموع ونحيب:
"إلهي، إلهي لا تترك هذا المسكين يهلك!
أذكر أتعابه في شبابه، ولا تترك ذاك الذي لعبت به كلمات الإمبراطور اللينة.
عملك يا سيدي أن تغفر، متحننًا علي صنعة يديك".
في اليوم التالي إذ جلس الإمبراطور علي عرشه متهللًا بالغنيمة التي كسبها أُدخل الناسك الشيخ، يسير في حركات هادئة وبروح متضع. وإذ رآه كوبريه مال نحو الإمبراطور ليهمس متهكمًا: "إنه معلمي القديم الذي أضلنّي"؛ ثم نظر إلي باتيرموث ليقول: "أنظر فإنني أسبح في بحر من الخيرات، وأنت تذرف الدموع. إنني أمارس ديانة عظيمنا يوليانوس. إنني لست مسيحيًا!".
- سعادتك هذه يا كوبريه هي التي تجعلني أبكي.
- أترك البكاء أيها الشيخ وافعل مثلي.
هنا تدخل الإِمبراطور يعلن للشيخ أنه إن امتثل بتلميذه يجعله شريكًا معه في خيراته، أما باتيرموث فقاطع الإمبراطور بشجاعة وأدب ليعلن له أن الخيرات الزمنية إنما هي لأيام قليلة علي الأرض، أما هو فيبكي هنا لينال خيرات أبدية. عاد الشيخ يوجه حديثه لتلميذه، قائلًا له:
"يا كوبريه، ملابسك الثمينة ستتحول إلي خرق مخزية، أما جسدي الذي يستره ثوبي الممزق فسيمتلئ بهاءً إلي الأبد.
أنت الآن تشبع لكنك ستموت جوعًا، أما أنا فأعاني من العوز اليوم ليصبح الشبع شريكي الدائم.
كوبريه صار مجالسًا لسلطان سيحاكمه الملك الرب. إنه سيكون مع جماعة نصيبها صرير الأسنان في النار الأبدية.
من أجل بعض التملقات من مخلوق يجلب علي نفسه عقابات الخالق!
يا لتعاستك يا كوبريه، يا من تفرح إبليس في هذه الساعة! هوذا الملائكة القديسون قد تركوك، ولم تعد إلا إنسانًا مربوطًا بالجحيم. لقد رذلت الحق لتلتصق بالكذب.
أيها البائس، أذكر أعمالك المقدسة في حياتك الماضية من فرح وسط الزهد ونقاوة يديك، وممارسة الفضائل، وتمتعك بالسلام الذي لا يضمحل...
ارجع يا كوبريه يا ابني، وتعال معي! لا تتشكك لحظة واحدة في مراحم الله الذي جحدته تحت وطأة الوصايا المسممة. كن لطيفًا مع المسيح الذي أحببته كثيرًا، الذي يخلصك علي الدوام!"
بهذا الحديث الروحي الذي فيه كشف الشيخ جراحات ابنه بصراحة ووضوح دون أن يفقده الرجاء تحرك قلب كوبريه، ولم يحتمل مرارة الخيانة والجحود لسيده. وكأنه قد شعر بقيود قد ربطت أعماقه خلال هذا اليوم الكئيب الذي فيه أنكر المخلص... وللحال سحب يده من يد الإمبراطور ليصرخ:
"آه يا أبي... ها أنا أنقض عهدي مع سحر يوليانوس.
أنا هو كما كنت، أنا تلميذ المسيح!
لقد أخطأت وأذنبت كثيرًا!
لِتنسَ يا سيدي قسمي الكاذب، وإني أعترف لك أمام السماء والأرض أني أمجدك يا ملكي وإلهي!"
لا يستطيع أحد أن يعبر عن بهجة قلب الشيخ الذي يري نفسًا جحدت مخلصها قد عادت بالتوبة إليه، تشهد له في حضرة الإمبراطور. وقد شارك المسيحيون الحاضرون فرحة الشيخ وأحسوا بعمل روح الله العجيب. أما الإمبراطور فحاول أن يتصنع الهدوء، لكي يعاتب كوبريه ويسحبه إلي إنكار مسيحه، لكن كوبريه كان يزداد قوة وشجاعة، شاهدًا للحق.
أدرك يوليانوس أن حيلته قد فشلت تمامًا فعوض استمالة الشيخ بما ناله تلميذه من أمجاد زمنية، سحب روح الله قلب التلميذ لينعم مع معلمه بالإِيمان الحق... وعندئذ لم يجد الإمبراطور وسيلة أمامه إلا استخدام العنف بكل وحشيته.
أدرك كوبريه أن الأوامر قد صدرت بتعذبيه، وفي شجاعة تحدث مع الإِمبراطور موضحًا له أنه لا يخاف الآلام، إنما يحسبها قليلة للغاية مقابل ما ارتكبه من جحود، وأنه ليحسب نفسه سعيدًا أن يؤدب علي هذا الجحود.
أمر يوليانوس بقطع لسان كوبريه بعنف، حتى سقط كوبريه مغشيًا عليه من الآلام، وكان معلمه يسنده ويعزيه.
أُعد الأتون، فصار المعلم يسند تلميذه، طالبًا منه أن يصرخ في أعماقه لذاك الذي أنقذ الثلاثة فتية من أتون النار. وبالفعل إذ أُلقي الاثنان معًا، وكانا يصليان لم تمسهما النار، الأمر الذي أذهل يوليانوس، لكنه لم يتراجع عن شره... بل طلب مضاعفة النيران.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سيرة الشهيدان أغاثوبس وثيؤديلوس
سيرة الشهيدان أباكير ويوحنا
سيرة الشهيدان حلفا وزكا *
سيرة القديسان الشهيدان أباكير ويوحنا
سيرة الشهيدان ديسقوروس واسقلابيوس


الساعة الآن 09:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024