أبونا تادرس الانطونى
نياحة الراهب القمص تادرس الانطوني في 6/10/1992
أضاءت شمس هذا القديس فى مدينة نقادة بمحافظة قنا فى ٦ أبريل سنة ١٩٣٥م
وسُمى هارفى وكان والديه بارين امام الله
فربياه على مخافة الله وحفظ وصاياه وكان هارفى مطيعاً لوالديه ، وتعلم منهم الانجيل فأشتعل بمحبة المسيح وتعلم فى مدرسة البلدة قواعد القراءة والكتابة ولكن لم يستكمل تعليمه وترك المدرسة بعد السنة الثالثة الابتدائية وبدأ يساعد والده " يوسف بساده " الذى كان يعمل نساجاً "
ويبدو أن الطفل هارفى احب شفيعه الأنبا انطونيوس وهو فى سن الطفولة حيث حدثت معه واقعة غريبة ،، فى احد الايام اثناء رجوعة من الكنيسة . ضل الطريق
وحاول ان يرجع داره لكنه لم يكن يعرف الطريق للمنزل،
وفجأة رأى أمامه رجل عجوز ذو هيبة ووقار فتقدم وسال
الطفل هارفى
لماذا تبكي يا أبني
فأجابه لقد تهت عن الطريق.. ولم اعرف مكان دارى وهنا امسكه الشيخ وأوصله الى داره، فحاول هارفى أن يدخله معه الى الدار فرفض وفى النهاية ساله عن اسمه فقال له
أنا الأنبا أنطونيوس
ثم اختفى ويبدو ان هذا الظهور كان دعوة له لهذا الطريق الملائكى وهو رهبنته بدير الانبا انطونيوس. وبعد ان أكمل سن الثانية والعشرين من عمره وذات يوم استيقظ هارفى في الصباح واخذ حقيبته فى هدوء وخرج من داره دون علم اسرته متجهاً الى دير السيدة العذراء المحرق اسيوط
وهناك تقابل مع أسقف الدير. الأنبا أنطونيوس آنذاك وعندما علم انه لا يحمل خطاب موافقة
من اسرته رفض ان يقبله بالدير.. ثم مد يده وأعطاه مبلغ ٥٠ قرشاً وقال له
خد دول وارجع ياولدى لأسرتك
خرج هارفى من دير المحرق ولكنه لم يعد الى داره بل ركب سيارة متجهاً الى دير الانبا بولا البحر الاحمر وهناك تقابل مع رئيس الدير الأنبا ارسانيوس وأمين الدير القمص متى الانبا بولا
وبعد ان رحبا به واستمعا له.. رفضا رهبنته لنفس السبب وهو عدم وجود خطاب من أسرته، لم ييأس الشاب هارفى فركب سيارة أخرى متجهاً الى دير الانبا انطونيوس ولكنه قوبل بالرفض لعدم وجود خطاب من أسرته.. وفى النهاية
عاد الى بلدته وهو يصلى ويطلب من الله ان يسهل له الطريق ولكن الشاب هارفى كان عاشقاً لحياة الرهبنة فذهب لدير الانبا بولا البحر الاحمر مرة اخرى وتقابل مع الأنبا ارسانيوس رئيس الدير والح عليه انه يقبله فى الدير ولكن الأنبا ارسانيوس قال له.. يأبني أنا أرى أنك شاب ضعيف لا تقدر ان تتحمل حياة الصحراء، ان المعيشة هنا صعبة جدا
وهنا سجد هارفى في اتضاع وأجاب والدموع تسيل من عينيه يا سيدنا انا اعلم هذا جيداً وانا مستعد لكل الأتعاب.. جربني.. وانا واثق أن الله سيقويني ويساعدني.
وعندما رأى رئيس الدير عزيمته واصراره اخذه وسلمه الى احد الأباء الرهبان وقال له: خذ يا أبونا هذا الشاب ودربه على حياة الرهبنة واجعله ابناً روحيا لك وفرح جدا الشاب هارفى وتعلم أصول الرهبنة واستلم العمل فى مطبخ الدير ولكن للأسف لم تستمر فرحته لقد حضر والده الى الدير وظل يبكى امام الرهبان طالباً منهم ان يرجعوا اليه ابنه، وفعلا نفذوا طلب الاب بعد جدل كبير، وقال راهب روح يأبني مع أبوك وانا ها انزل بلدكم بعد شهرين، وبأذن يسوع هرجعك معايا . وأطاع هارفى فى الحال.
انطلق الشاب بعد فترة من الزمن الى محطة السكة الحديد فأستقل القطار الى محافظة بنى سويف ثم اتجه الى عزبة الدير ببوش وبعد ان قدم خطاب الموافقة ظل لمدة ستة أشهر بعزبة الدير ثم سمح له رئيس الدير بالذهاب الى دير الانبا انطونيوس بالبحر الاحمر بمصاحبة القافلة التى كانت تضم فيها اربعة اخوة اخرين طالبى الرهبنة..
وفى عام ١٩٥٩ تمت رهبنة هذا القديس وسمى بأسم الراهب تادرس الأنطوني.،
لقد تعلم كلمة (نشكر الله) من مرشده القديس يسطس الأنطوني، فكان دائم الشكر حتى وهو فى عمق الألم والمرض.
وجاءت الايام الاخيرة فى حياة هذا القديس العظيم يعد نفسه للخروج من هذا الجسد واشتد المرض عليه لعدة ايام رفض فيها تناول الطعام والعلاج وعندما التفوا حوله الاباء كان يكلمهم بكلمة واحده وهى ” الطافوس … الطافوس ” وكأنه يقول لهم جهزوا لي ” المقبرة “
وفى يوم ٦ أكتوبر ١٩٩٢م حملوه الأباء رغماً عنه فى سيارة ذاهبين الى المستشفى بالقاهرة وبعد ان قطعوا مسافة ما يقرب من ١٠٠ كم بعداً عن الدير شعروا بحركة غريبة فى السيارة فوجدوا ابونا تادرس يتحرك وبدأ يردد بعض المزامير والترانيم الروحية ولم تمضى دقائق قليلة وانطلقت روحه الغالية الى السماء وسط جمهرة من السواح والقديسين
اذكرنا يا ابي الحبيب امام عرش النعمة