القس مرقس ميلاد
- مارمرقس يهتم بكل نفس
من طبيعة مارمرقس أن يهتم بكل نفس:
† إذا رجعنا وقرءنا أحداث القيامة في الإنجيل بتدقيق سنجد أن أول زيارة تمت للقبر كانت حين ذهبت مريم المجدلية ومريم الأخرى (زوجة كلوبا وأم يعقوب وسمعان ويوسي) للقبر ورأوا الملاك - بحسب طقس الكنيسة الملاك ميخائيل هو الذي نزل ودحرج الحجر وجلس على فم القبر.
† وفي إنجيل القديس متى تجد أن الملاك قال لهما: "اذْهَبَا سَرِيعًا قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا" (إنجيل متى 28: 7).
† نفس الحادثة يرويها مارمرقس في "إصحاح 16":
"لكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ" (إنجيل مرقس 16: 7). نلاحظ أن مارمرقس لم يكتف بكلمة "قلن لتلاميذه" بل حرص أن يذكر بعدها كلمة "ولبطرس" بالرغم من أننا كلنا يعلم أن بطرس من تلاميذ السيد المسيح، وذلك لأن مارمرقس طبيعته أن يهتم بكل نفس في ضيق أو تعب أو في حالة انكسار فهذه هي طبيعته. القديس متى لم يهتم بهذه الجزئية. فكلمة "ولبطرس" عندما سمعها مارمرقس نقلا عن النسوة كان لها وقع قوي علي قلب مارمرقس فكتبها في الإنجيل لأنها كانت تعبر عن اعماق قلبه، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى مثل أرشيف مارمرقس وغيره. فالقديس مرقس كان يعلم أن بطرس بعدما أنكر السيد المسيح تعبت نفسيته لأنه شعر انه أخطأ في حق السيد المسيح وشعر أن هذا الإنكار قد يجعل السيد المسيح يرفضه. كان القديس مارمرقس مشغول بالقديس بطرس ويشعر بمشاعره ففرح بكلمة "ولبطرس" فدونها في إنجيله وهي دليل على اهتمام السيد المسيح بالنفس الواحدة. وصار الاهتمام بالنفس الواحدة هو طقس كنيسة الإسكندرية.