رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بطرس وهيرودس اَلصِّدِّيقُ يَنْجُو مِنَ الضِّيقِ، وَيَأْتِي الشِّرِّيرُ مَكَانَهُ ( أمثال 11: 8 ) يتضح صِدق هذا الحق الكتابي المُتضمن في آية اليوم، في موت هيرودس. فرغم أن الرب لا يُوقع الجزاء دائمًا بمثل هذه السرعة، إلا أننا يجب أن نثق تمامًا أن ديان كل الأرض يصنع عدلاً ( تك 18: 25 ). كان أهل صور وصيدا يعتمدون على اليهودية في الحصول على طعامهم ( عز 3: 7 )، لكنهم لسبب أو لآخر أغضبوا هيرودس، وصاروا عُرضة لأن يفقدوا المعونة التي يقدمها لهم. وكما هي العادة في السياسة، قدموا رشوة إلى ”بَلاَسْتُسَ“ النَّاظر على مضطجع الملك، الذي دبَّر لمندوبيهم لقاء مع هيرودس. وكانت هذه فرصة للملك المتعجرف والمتكبر كي يستعرض سلطانه وكبريائه، وفرصة لمندوبي صور وصيدا أن يتملَّقوه حتى يُدخلوا السرور إلى نفسه. يُخبرنا المؤرخ اليهودي ”يوسيفوس“ أن حادث موت هيرودس وقع أثناء احتفال تكريم ”كلوديوس قيصر“، حيث ارتدى الملك هيرودس لباسًا فضفاضًا لامعًا، احتفالاً بالمناسبة. ورغم أننا لا نعلم بالضبط ماذا قال هيرودس في حديثه، لكننا ندرك لماذا قاله. فلقد أراد أن يُبهر مُستمعيه، وبالفعل نجح في ذلك! أما القوم فقد عزفوا على وتر إعجاب هيرودس بنفسه وتمجيده لذاته، فصرخوا: «هذا صوتُ إله لا صوت إنسان!». وهو ما أثار إعجابه الشديد. لم يُعطِ هيرودس المجد لله؛ فقد كان هذا المشهد وثنيًا تمامًا؛ بينما يقول الرب: «أنا الرب هذا اسمي، ومجدي لا أُعطيه لآخَر» ( إش 42: 8 ). وبدلاً من أن يقتل هيرودس بطرس، لقى هيرودس مصرعه بيد إله بطرس. وربما نفس الملاك الذي أطلق سراح بطرس هو الذي ضرب هيرودس فمات. وبحسب شهادة ”يوسيفوس“ فقد مكث هيرودس في مُعاناته حوالي خمسة أيام قبل أن يموت، وكان هذا عام 44 بعد الميلاد. لقد عانى شعب الله من ظلم الحكام طويلاً، بداية من قسوة فرعون ملك مصر، ورغم ذلك فقد حفظ الرب شهادته دائمًا في العالم. صحيح أن الرب لم يُعاقب كل الحكام الظالمين كما عاقب هيرودس، لكنه يُراقب شعبه على الدوام، ويحميه. في بداية الأصحاح بَدَا وكأن هيرودس يُمسك بزمام الأمور، وأنه ينتصر على الكنيسة، لكن في نهاية الأصحاح نفسه كان هيرودس قد مات، والكنيسة لا زالت حية بل تنمو «وأما كلمة الله فكانت تنمو وتزيد» (ع24). |
10 - 12 - 2021, 02:30 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: بطرس وهيرودس
جميل جدا الرب يباركك |
||||
|