الشهيدة فبرونيا العذراء | الشهيدة أفرونيا (أفرونية) *
في الدير بنصيبين:
قيل أن برين Byrene قامت بتربية ابنة أختها فبرونيا (يُكْتَب أحيانًا خطأ بصيغة "فيرونيا"). كانت برين رئيسة دير للراهبات في نصيبين Nisibis (في آشور)(1). نمت فبرونيا جسديًّا وروحيًّا، وكانت لا تهتم بأمور العالم خارج الدير. لقد ركّزت فبرونيا على حياتها الروحية، ونموّها في الفضائل التي تُهيِّئها للتمتع بعريسها السماوي.
St-Takla.org Image: Saint Febronia (Avronia) صورة في موقع الأنبا تكلا: الشهيدة فبرونيا، شهيدة العفة والطهارة (الشهيدة أفرونيا)
كانت خالتها برين(2) حازمة في تربيتها لابنة أختها، فدرّبتها حتى صارت تأكل مرة واحدة كل يومين، وترقد على لوح رفيع من الخشب. كانت فبرونيا تعشق الكتاب المقدس، أحبته فكانت تلهج فيه نهارًا وليلًا. صارت تقرأ الكتاب المقدس وتُفسِّره للراهبات مرة كل أسبوع، وكان كثير من النساء في المدينة يحضرن الاجتماع. كانت برين تطلب من فبرونيا أن تحجب وجهها حتى لا يراها النساء فينشغلن بجمالها، ولكي لا ترتبط هي بهن.
اضطهادها:
فجأة انتهت حياة الهدوء والسلام في الدير حين بدأ دقلديانوس Diocletian اضطهاده للمسيحيين، وفي نصيبين كانت الأوامر الإمبراطورية تُنفذ بكل وحشية بواسطة الوالي سيلينس Selenus. هرب الإكليروس مع الأسقف وتبعتهم كل الراهبات (حوالي خمسين راهبة) ماعدا برين وفبرونيا -التي كانت تمر بفترة نقاهة بعد مرض خطير- وطومايس Thomais زميلتها الراهبة والتي كتبت سيرتها بعد ذلك. وحين وصل جنود الوالي إلى الدير لم يهتموا بالقبض على الراهبتين المسنتين ولكن حملوا معهم فبرونيا(3).
في اليوم التالي اُحضِرت أمام سيلينس الذي طلب من ليسيماخُس Lysimachus ابن أخيه أن يحاكمها. وبدأ الشاب يفعل ذلك بكل احترام وبشيء من التردّد، إذ كان هو نفسه ابنًا لامرأة مسيحية وكان يشعر بالشفقة نحو فبرونيا. انفعل سيلينس بسبب تردّد الشاب في المحاكمة وفي لحظة انفعال عرض على فبرونيا التمتع بالحرية والثراء إذا تركت دينها وتزوجت من ليسيماخُس. أجابته القديسة أن لها كنزًا في السماء وثروة غير مصنوعة بيد إنسان، وأنها مخطوبة لعريس لا يموت. استشاط سيلينس غضبًا من إجابتها وأمر بربطها بين أربعة أعمدة وجلدها، ثم كسروا 17 من أسنانها وقطعوا ثدييها بالرغم من صرخات اعتراض الجموع التي ملأت مكان المحاكمة. وإذ رأوا بعد كل هذا التعذيب أنها لم تَمُت ألقوها أمام ثور فمزقها بقرونه(4)، وكان استشهادها حوالي سنة 304 م.
وبأمر من ليسيماخُس حُمِلت أشلاء فبرونيا وعملوا لها جنازة مهيبة، وكان استشهادها سببًا في إيمان الكثير من الوثنيين الذين طلبوا نوال المعمودية، ومن بينهم ليسيماخُس نفسه الذي صار راهبًا في زمن الإمبراطور قسطنطين.
العيد يوم 25 يونيو، وتعيد لها الكنيسة القبطية في اليوم الأول من أبيب.
_____