القديس أغسطينوس الغضب إلى درجات ثلاث هي:-
(أ) الغضب الداخلي حيث يكون الانفعال في داخل القلب دون أن يعبر عنه بحركة ظاهرة من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم (مت5).
(ب) الغضب المصحوب بكلمة تعبر عنه وإن كان ليس لها معني شرير سوي في دلالتها على وجود الغضب من قال لأخيه رقا (مت5).
(ج) الغضب المصحوب بانفعال ظاهري مع كلمة ذم (الحقد) من قال يا أحمق (مت5).
وقد قسم القديس دوروثيؤس الغضب تقسيما مشابها:-
(أ) الاضطراب أو التهيج الداخلي. ويشبهه بقطعة الفحم التي تدخن قبيل اشتعالها.
(ب) الغضب أي ملازمة الاضطراب الداخلي بانفعال خارجي. وهذا يحدث إذا لم نطفئ قطعة الفحم بالهدوء الداخلي في القلب تاركين سوء النية والظن يلهبانها حتى يحدث لهيبًا.
(ج) الحقد. وذلك إذا استمر الغضب فترة طويلة أي أضفنا إلى قطعة الفحم وقودًا أو أي مادة قابلة للاحتراق فيتحول الغضب إلى حقد وعندئذ يحتاج إطفاء قطعة الفحم إلى تعب وجهاد كثير.
لهذا ليتنا لا نسمح للغضب في أي درجة من درجاته أن يكون له موضع في قلوبنا أو على أفواهنا أو حركات أعضائنا أو حتى مجرد عبوره في فكرنا حتى لا يتحول القذى إلى خشبة فيصعب استئصاله.
+ هناك فرق شاسع بين الغضب والكراهية كما هو بين القذى والخشبة لأن الكراهية هي غضب مزمن فبطول الزمن أشتد القذى (الغضب) حتى صار يدعي بحق خشبة (الكراهية) فإنك إن غضبت على إنسان ترغب في رجوعه إلى الحق أما إذا كرهته فلا يمكن لك أن تشتاق إلى رجوعه.
+ لا تطنوا أن الغضب أمر يستهان به إذ يقول النبي تعكرت (ذبلت) من الغضب عيناي (مز7:6) فمتوعك العينين بالتأكيد لا يستطيع معاينة الشمس وإن حاول النظر إليها أضرته......
فإذا غضبتم لا تخطئوا اغضبوا ولا تخطئوا فأنتم كبشر تغضبون متى تغلب الغضب عليكم لكن بحب عليكم ألا تخطئوا بإبقائه في قلوبكم لأنكم إن تركتموه في قلوبكم صار الغضب ضدكم فيحرمكم من معانية النور لذلك اغفروا للآخرين.