ألم يسأم الشعب من المَن، الذي هو «بُرَّ (قمح) السماء .. طعام الملائكة« (مز78: 24، 25). وأظهروا حنينهم لطعام العبودية والمذلة، قائلين لموسى «قد تذكَّرنا السمك الذي كنا نأكله في مصر مجانًا، والقثاء والبطيخ والكراث والبصل والثوم. والآن قد يبست أنفسنا. ليس شيء غير أن أعيننا إلى هذا المن! « (عد11: 5، 6).
ألم يكونوا على مشارف أرض كنعان، التي وعدهم الرب بها، الأرض التي تفيض لبنًا وعسلاً، وقالوا «أليس خيرًا لنا أن نرجع إلى مصر؟ فقال بعضهم لبعض: نقيم رئيسًا ونرجع إلى مصر!» (عد14: 3، 4). وكأنهم حنُّوا إلى الطين واللِّبن، حنُّوا إلى السياط والهوان، حنُّوا إلى أيام أنينهم وصراخهم في أرض الشقاء والمذلة والعبودية بعد أن حررهم الرب وفداهم.