أ. حلمي القمص يعقوب
هل حقًا نزل السيد المسيح إلى الجحيم؟
لقد أنكر بعض البروتستانت هذه العقيدة، فيقول الدكتور القس لبيب مشرقي "ونعتقد أن نزول السيد المسيح إلى الجحيم معناه حلول السيد في القبر وتأكيد موته بإقامته (مكوثه) فيه ثلاثة أيام. إن نزوله إلى الهاوية لا يُقصَد به حرفيًا النزول بل معناه أن السيد داس سلطان الموت بموته وكسر شوكته" العقيدة الإنجيلية ص 110)(176).
وقال القس إبراهيم سعيد: "ويعتقد بعض المفسرين أن أقسام الأرض السفلى تعني القبر بدليل ما جاء في مزمور (63: 9) {أما الذين هم للتَّهْلُكة يطلُبُون نفسي، فيدخُلُون في أسافِل الأرض} أي في القبر. فالإشارة عنا منصرفة إلى موت المسيح ودفنه في القبر.. هذا آخِر درك تنازل إليه المسيح في اتضاعه، وأطاع حتى الموت.. أن تترك نفسي في الهاوية.. في اعتقادنا أن هذا الرأي هو أقربها إلى الصواب" (شرح رسالة أفسس ص 283)(177).
وت
ج:
أسماء الجحيم
استحالة أن تكون الهاوية هي القبر
نزول السيد المسيح إلى الجحيم عقيدة ثابتة بدليل شهادة النبوات
عقيدة نزول السيد المسيح إلى الجحيم ثابتة بشهادة العهد الجديد
عقيدة نزول السيد المسيح إلى الجحيم ثابتة في التقليد
عقيدة نزول السيد المسيح إلى الجحيم ثابتة من أقوال الآباء
"دُعي الجحيم بعدّة أسماء وهي:
1ـ الهاوية: "الرب يُميتُ ويُحْيي. يُهبط إلى الهاوية ويُصعِد" (1صم 2: 6) وكذلك (تك 37: 35، 1مل 2: 9، أي 7: 9) بالإضافة إلى نحو 15 مرة في العهد الجديد منها عشر مرات وردت في سفر الرؤيا.
2ـ الجُبّ: "لا تَتَصامَم من جهتي، لئلا تَسْكُتَ عَني فأُشْبه الهابطين في الجُب" (مز 28: 1) "لأنه قد شَبِعَت من المَصَائب نَفسي، وحياتي إلى الهاوية دَنَت. حُسِبتُ مثل المُنحدرينَ إلى الجُب" (مز 88: 3، 4) "لكنك انحَدَرْت إلى الهاوية، إلى أسافل الجُبّ" (إش 14: 15) (وكذلك أم 1: 12، مرائي 3: 55، حز 26: 20).
3ـ السجن: "ويُجمَعُون جمعًا كأسَارى في سجن، ويُغلَق عليهم في حَبسٍ. ثم بعد أيام كثيرة يُعهَّدون" (إش 24: 22).
4ـ الحفرة: "فدى نفسي من العُبور إلى الحُفْرةِ، فَتَرى حياتي النور" (أي 33: 28) وكذلك (مز 103: 4).
5ـ البئر: "وأُعطِيَ مفتاح بئر الهاوية. فَفَتَح بئر الهاوية، فصَعِدَ دخان من البئر كدخان أتون عظيم" (رؤ 9: 1، 2).
ومن المستحيل أن تكون الهاوية هي القبر بدليل ما يلي:
+ في أصل اللغة كلمة "الهاوية" غير كلمة القبـر، فالهاويـة أو الجحيم (مقر الأرواح) في العبرية "شيئول" Sheol وفي اليونانية "هاديس" Hades وفي القبطية "آمنتي" Amenty وفي العربية "الهاوية" مشتقة من الفعل هوى أي سقط إلى أسفل. أمّا القبر في العبرية فهو كوبير Quiber، وفي اليونانية منيتو Meneneion.
+ في الهاوية تُوجَد أرواح البشر الحيَّة التي لا تموت ولا تضمحل، بينما القبر يضم الأجساد التي ماتت فتضمحل وتعود إلى التراب.
+ الهاوية في مكان غير معلوم. أمَّا القبر فمكانه معلوم على سطح الأرض.
+ الهاوية في النهاية مقر للوحش (رؤ 1: 7) وملاك الهاوية هو الشيطان (رؤ 9: 11) فالشيطان مقرّه الهاوية وليس القبر.
+ كلمة "هاوية" لا ترد أبدًا في صيغة الجمع، فلا يوجد هاويات، ومثلها كلمة "الجحيم" فلا توجد جحائم إنما هو جحيم واحد. بينما القبر يرد في صيغة الجمع وهي قبور.
+ لا يستطيع الإنسان أن يمتلك "هاوية" بينما يستطيع أن يمتلك قبرًا.
+ قال الإنجيل: إنه في الدينونة سيسلّم كل من القبر والهاوية الأموات الذين فيهما، إذًا الهاوية شيء والقبر شيء آخَر.
+ عندما ظن يعقوب أن يوسف ابنه قد افترسه وحش رديء قال: "إني أنزلُ إلى ابني نائحًا إلى الهاوية" (تك 37: 35) وليس من المعقول أن يذهب يعقوب إلى بطن الوحش الرديء حيث قبر يوسف كما ظن، إنما كان يقصد هاوية الجحيم، ولا يوجد لقاء في القبور، وقيل عن يعقوب بعد موته أنه: "أسلَم الروح وانضَمَّ إلى قومه" (تك 49: 33) مع أنه دُفن بعد موته بنحو ثمانين يومًا. إذًا المقصود بانضمامه إلى قومه هو لقائه معهم في الجحيم.
ونزول السيد المسيح إلى الجحيم عقيدة ثابتة بدليل شهادة النبوات:
قال أيوب: "ليتَك تواريني في الهاوية، وتُخْفِيني إلى أن ينْصَرف غَضَبُكَ، وتُعيِّن لي أجلًا فتذكُرَني" (أي 14: 13).
تنبأ إشعياء النبي عن السيد المسيح: "لتَفْتَح عيون العُمْي، لتُخرِجَ من الحَبس المأسورين، من بيت السّجْن الجالسِين فـي الظلمة" (إش 42: 7).. "روح السيد الرب عليَّ، لأن الرب مسحني لأبُشّر المساكين، أرسلني لأعْصِبَ منكسِري القلب، لأنادي للمسبيِّين بالعتـق، وللمأسُورين بالإطلاق" (إش 61: 1).
قال اللَّه على لسان هوشع: "من يَد الهاوية أفدِيهِم. من المَوت أُخلِّصُهُم. أين أوباؤكَ يا موت؟ أين شوكَتُكِ يا هاوية" (هو 13: 14).
قال اللَّه على لسان زكريا النبي: "وأنت أيضًا فإني بدم عهدك قد أطلقت أسراك من الجب الذي ليس فيه ماء. أرجعوا إلـى الحصن يا أسرى الرجاء" (زك 9: 11، 12).