رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أ. حلمي القمص يعقوب
المعركة الرهيبة على الصليبس: كيف انتصر السيد المسيح على الشيطان؟ س: كيف مات السيد المسيح وهو الإله الذي لا يموت؟ س: لماذا اختار السيد المسيح موت الصليب؟ س: هل حقًا نزل السيد المسيح إلى الجحيم؟ كيف انتصر السيد المسيح على الشيطان؟ ج: منذ لحظة القبض على السيد المسيح والشيطان قد ازدادت حيرته واضطرابه وشكَّه في شخصية السيد المسيح، ومن أمثلة ذلك ما يلي: 1ـ الشيطان رأى مُخلّصنا الصالح ثابتًا أمام الجنود والخدام الذين جاءوا للقبض عليه، حتى أنهم سقطوا أمامه، ورآه يشفي أُذن ملخس، وسمعه يعترف جهرًا أمام رئيس الكهنة "فأجاب رئيس الكهنة وقال له: أستَحْلِفُكَ باللَّه الحَيّ أن تقوم لنا: هل أنت المسيح ابن اللَّه؟ قال له يسوع أنت قُلت. وأيضًا أقول لكم: من الآن تُبصرون ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوَّة، وآتيًا على سحاب السماء. فمزَّق رئيس الكهنة حينئذٍ ثيابَهُ قائلًا: قد جدَّف" (مت 26: 63 ـ 65) فقال الشيطان في نفسه: لا بد أنه بالحقيقة ابن اللَّه. ثم رأى أحد الخدام يصفَعَهُ على وجهه المبارك، والجنود يعصبون عينيه ويضربونه ويستهزءون به قائلين تنبأ لنا مَن لَطَمَك؟ ويعرُّونه ويُلبِسونه ثوبًا قرمزيًا، ويكلّلونه بالأشواك ويستهزءون به قائلين: السلام يا ملك اليهود، ويبصقون عليه ويضربونه على رأسه، فيقول الشيطان في نفسه: هذا إنسان ضعيف مثله مثل شمشون بعد أن فقد قوته. 2ـ رآه الشيطان واقفًا ثابتًا أمام بيلاطس البنطي الذي ازداد خوفًا منه لأنه سَمع قول اليهود أنه: "جعل نفسه ابن اللَّه"، "فلمَّا سَمِع بيلاطُس هذا القول ازداد خوفًا. فدَخَل أيضًا إلى دار الولاية وقال ليسوع: مَن أين أنت؟ وأمَّا يسوع فلم يُعطِهِ جوابًا. فقال له بيلاطس: أمَا تُكَلّمني؟ ألَسْت تَعلم أن لي سُلطانًا أن أصْلِبَك وسُلطانًا أنْ أطلِقَك. أجاب يسوع لم يكن لك عليَّ سلطانٌ البتَّة، لو لم تكُن قد أُعطِيتَ من فوق" (يو 19: 8 ـ 11).. عجبًا.. الوالي يخشى الأسير المقيَّد.. ورصد الشيطان جرأة المصلوب وهو ما عبَّر عنه بيلاطس فيما بعد في رسالته إلى "سينيكا" فيلسوف روما فيقول: "لم تستغرق المحاكمة وقتًا يُذكَر وكان الاتهام الموجَّه إلى يسوع هو إخلاله بالأمن وإعلان نفسه ملكًا لليهود.. وعندما سألته عما إذا كان يعتبر نفسه ملك اليهود، قال لي: "أنت تقول".. كانت إجابات يسوع المقتضبة تفيد أنه يعلم أننا راغبون في إلصاق التهمة به، وكان يتكلّم في جرأة بالغة دون أدنى خوف أو اضطراب.. ورغم أنه كان يرى نفسه محاطًا بأعداء قد أعدُّوا العدَّة لقتله، رغم هذا كان يقف جامدًا كالصخر لا يلين.. وفي النهاية حكمتُ عليه بالموت، ولم يكن في استطاعتي أن أفعل غير هذا، فكل الطرق التي كانت أمامي كانت تؤدي إلى هذه النهاية"(144). وتعجَّب الشيطان وتحيّر وتساءل: تُرى مَن يكون هذا الذي يخيف بيلاطس الوالي الروماني؟! 3ـ نظر الشيطان فرأى السيد المسيح حاملًا صليبه متجهًا إلى جبل الجلجثة، وإذ به يسقط به عدَّة مرات، وسياط الجنود الرومان تُلهب ظهره، ويعجز عن مواصلة السير، فيُسخّرون سمعان القيرواني ليحمل صليبه، فيعود الشكّاك إلى شكه متسائلًا: كيف يكون هذا ابن اللَّه ويقبل كل هذا الهوان؟!.. لا بد أنه إنسان وبعد قليل سأقبض على روحه وأنتهي منه إلى الأبد. 4 ـ ويصرخ الشيطان تارةً على فم اللص اليسار: "إن كنت أنت المسيح، فخلِّص نَفْسَك وإيانا" (لو 23: 39) وتارةً على فم رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب قائلين: "خلّص آخرين وأمَّا نفسه فما يَقْدِر أن يُخلّصها! إن كان هو مَلِكَ إسرائيل فليَنزل الآن عن الصليب فنؤمِن به! قد اتّكل على اللَّه، فليُنقِذْه الآن إن أرَادَه! لأنه قال: أنا ابن اللَّه" (مت 27: 42، 43) ومرة ثالثة على فم الجنود: "والجُند أيضًا به استهزأوا به وهم يأتون ويُقدّمون له خلًا، قائلين: إن كنت أنت ملك اليهود فخلّص نفسَك" (لو 23: 36) وملك المجد يترك الشيطان معذَّبًا في شكوكه. 5ـ يسمع الشيطان وعد السيد المسيح للص اليمين "الحَقَّ أقُول لك: إنكَ اليوم تكون معي في الفردَوس" (لو 23: 42) فيرتعد ويقول: الفردوس المُغلَق منذ آلاف السنين.. مَن يتجرأ ويفتحه اليوم؟! ألعلّه هو المُخلّص؟! 6ـ وإزاء الظلمة تزداد حيرة الشيطان وشكوكه وقلقه، وعندما رنّت في أذنيه كلما السيد المسيح: "إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟" (مت 27: 46) يستريح قليلًا ويقول: حقًا لو كان هذا ابن اللَّه فكيف يتخلّى عنه الآب؟!.. قد يكون هو أعظم نبي جاء إلى الأرض ولكن أخيرًا تخلّى اللَّه عنه، لأنه مِلك لي أنا الذي مَلكتُ آدم وكل ذريته، فبقلب مستريح أستطيع أن أقبض على روحها وأودعها في سجن الجحيم مع روح أبيه آدم وكل الأنبياء. ثم سمعه يقول "أنا عَطشَان" (يو 19: 28) فتشجّع أكثر فأكثر قائلًا في نفسه: لقد أصابه التعب والإعياء ولم يعد قادرًا على احتمال سكرات الموت. 7ـ ووقف الشيطان الذي امتلك البشرية جمعاء على جبل الجلجثة مع جنوده ينتظرون لحظة موت المسيح، فإن أي إنسان كانت تأتي لحظة موته كان يظهر له الشيطان بمنظره البشع فيجف دمه، ويقبض عليه ويودع روحه في سجن الجحيم، وأخيرًا صرخ يسوع بصوت عظيم قائلًا: "يا أبتاه، في يَدَيك أستَودع روحي" (لو 23: 46) وصرخ الشيطان قائلًا: هذه روح بشرية ملكي أنا، فكل البشر خاصتي، فكيف يسلّمها هذا المصلوب للآب؟! لعله يجهل الحقيقة؟! وتجرَّأ الشيطان وتشجَّع مُشدِّدًا نفسه وتقدَّم بمنظره البشع لكيما يقبض على روح السيد المسيح الإله المتأنس، وإذ بالسيد ولأول مرَّة يُعلن لاهوته بهذه الصورة للشيطان فيرتعب ويصرخ من هول الصدمة.. آه.. لقد سَقط الشيطان أخيرًا في قبضة المصلوب.. إنه تعدي على العزة الإلهيَّة، فسقط في الدينونة للمرة الثانية، وكانت المرة الأولى حينما حرَّض اليهود والرومان على سفك دم بريء، فوقف الشيطان مُدانًا أمام العدل الإلهي مستوجبًا العقوبة.. فماذا حدث؟ قَبض عليه ملك المجد وقيَّده أي جرَّده من سلطانه، وغزا مملكته وأطلق كل النفوس التي ماتت على الرجاء. وبعد أن أسلم يسوع الروح وقد انتصر على الشيطان انشق حجاب الهيكل، وانقشعت الظلمة، ورقصت الأرض طربًا " فصرخ يسوع أيضًا وأسلم الروح. وإذ حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين من فوق إلى الأسفل والأرض تزلزلت والصخور تشقَّقت" (مت 27: 50، 51) وكان حجاب الهيكل يفصل بين القدس وقدس الأقداس، ودُعيَ أيضًا: "حجاب السَّجف" (خر 35: 12) وهو عبارة عن ستارة سميكة في سُمك راحة اليد مصنوعة من قماش منسوج من اللون الأسمانجوني الذي يشير للسماء، والأرجوان الذي يشير للمُلك، والقرمز الذي يشير لدم الفداء، والبوص المبروم الذي يشير للطهارة، وكان مُطرَّز عليه صورة الكروبيم (خر 36: 35) وكان يتكون من 72 مربّعًا منسوجًا بطول ستين قدمًا وعرض ثلاثين قدمًا، وكان ثقيلًا جدًا وتكلفته غالية جدًا، ولا يدخل من خلاله إلاَّ رئيس الكهنة في يوم عيد الكفارة العظيم فقط حيث يُقدّم البخور، ثم ينضح بأصبعه من دم الثور الذي قُدّم كذبيحة خطية على وجه غطاء تابوت العهد وأمامه سبع مرات، وهكذا كان يفعل بدم تيس الخطيـة (لا 16: 13 ـ 15) (راجع دائرة المعارف الكتابية جـ 3 ص 30). أما الظلمة التي حدثت فقد ذكرها يوليوس الأفريقي (200 ـ 245م) مستشهدًا بأقوال اثنين من الوثنيين الذين عاصروا هذه الظلمة وهما: فليجون - تاليوس 1ـ فليجون Phlegon: الذي قال " في زمن طيباريوس قيصر، والقمر في تمامه حدث كسوف تام للشمس من الساعة السادسة (12 ظ) إلى الساعة التاسعة (3 ب. ظ)" (Ante N. F. P 137). 2ـ تاليوس Thallus: الذي سجل في كتابه الثالث حدوث الظلمة دون أن يذكر السبب. |
04 - 12 - 2021, 02:47 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: المعركة الرهيبة على الصليب
ويعلّق يوليوس الأفريقي قائلًا: "إن العبرانيين يحتفلون بعيد الفصح يوم 14 للقمر.. وكسوف الشمس يحدث فقط عندما يأتي القمر تحت الشمس، وهذا لا يمكن أن يحدث إلاَّ في الفترة ما بين اليوم الأخير من الشهر القمري السابق واليوم الأول من الشهر القمري الجديد وليس في أي وقت آخَر"(145). وأشار العلامة ترتليان لشهادة فليجون وتاليوس قائلًا: "إنه في نفس الساعة التي أسلم فيها المسيح روحه (الإنسانية وليس اللاهوت) على الصليب اختفى ضوء النهار والشمس في أوج إشراقها وأنتم أنفسكم (أيها الرومان) لديكم وصف لأعجوبة العالم"(Apology 21) (146) أما ديوناسيوس الأريوباغي الذي كان عالمًا يونانيًا في علم الفلك، ففي وقت صلب السيد المسيح كان في مدينة "هيرابوليس" بمصر يرصد النجوم، وعندما رأى الظلمة تغطي الأرض، ولم يجد لها تفسيرًا قال: "إما أن إله الطبيعة يتألم أو أن العالم أوشك أن ينهدم" وعندما عاد إلى أثينا وسمع بشارة بولس الرسول بالمسيح المصلوب القائم آمن بالمسيحية (أع 17: 34). كما جاء في تقرير بيلاطس البنطي والي اليهودية إلى الإمبراطور طيباريوس قيصر عن هذه الظلمة يقول: "وعندما صُلِب كانت هناك ظلمة على كل الأرض، واختفت الشمس تمامًا وبدت السماء مظلمة على الرغم من أن ذلك كان بالنهار، وظهرت النجوم وكان ضوئها معتمًا في آن واحد، وكما أعتقد فإن عظمتكم لا تجهلون ذلك، لأنه أضيئت مصابيح في العالم كله من الساعة السادسة.. وبدا القمر مثل الدم ولم يضئ طوال الليل رغم أن البدر كان في تمامه. وناح أوريون Orion والنجوم أيضًا على اليهود للشر الذي فعلوه"(147). وأشار إلى هذا التقرير العلامة ترتليان (145 ـ 220م) وأيضًا المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري (264 ـ 340م)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ويُعلّق القديس أثناسيوس على شهادة الطبيعة قائلًا: "لأنه جعل حتى الخليقة نفسها تخرج عن صمتها، فالأمر العجيب أنه في موته، أو بالحري في انتصاره على الموت وهو على الصليب، اعترفت كل الخليقة بأن من ظهر وتألم في الجسد لم يكن مجرَّد إنسان بل ابن اللَّه ومخلّص الجميع، فالشمس توارَت، والأرض تزلزلت، والجبال تشقَّقت، وارتعب كل البشر. جميع هذه الأمور أوضحت أن السيد المسيح الذي على الصليب هو اللَّه، وأن الخليقة كلها خاضعة كعبد له، وأنها شهدت برعبها لحضور سيدها. وهكذا أظهر اللَّه الكلمة نفسه للبشر بأعماله" (تجسد الكلمة 19: 3)(148). ويقول القديس أثناسيوس أيضًا: "بل وأكثر من ذلك، ماذا يقولون عن المعجزات الأخرى لألوهيته، فأي إنسان أظلمت الشمس وتزلزلت الأرض عند موته؟ فأي من البشر الذين يموتون كل يوم منذ القديم وإلى الآن حدثت عند موته عجيبة كهذه؟!" (تجسد الكلمة 49: 24)(149). وبعد موت السيد المسيح طعن واحد من العسكر جنبه بالحربة فخرج منه دم وماء. ويقول القديس يعقوب السروجي: "خرج الدم من جنب المسيح دلالة على أنه حي وخرج الماء دلالة على أنه ميت، وهنا العجب لأنه أين رأيتم إنسانًا يجود بروحه وهو حي إلاَّ ربنا.. إن المسيح كان حيًّا وميتًا في آن واحد لأنه مَن من الموتى نفخ عند موته في قرص الشمس فطفأ نوره؟ ومن منهم زعزع الأرض بصوت نزعه؟ ومن أقام الراقدين الذي شبعوا موتًا إلاَّ الذي صار واحدًا منهم. أو هو هذا لا غيره؟ ومن الذي ارتعب منه بوابو الهاوية حيث انقضَّت روحه كطائر ليزور الأنفس المعتقلة؟ ومن الذي ذابت أمامه أبواب الجحيم النحاسيَّة وتحطّمت متاريس الحديد؟ إلاَّ ابن البتول الذي لم يتسلّط عليه الموت بل مات مختارًا ليحل الموت بالموت"(150). ويقول نيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ: "السياط التي جُلِد بها السيد المسيح مصنوعة من سيور البقر وفي أطرافها عظم أو معدن، لذلك فقد مزَّقت الشرايين المحيطة بالقفص الصدري وأحدثت نزيفًا داخليًا. فلمَّا ضربه الجندي بالحربة كان الدم عندئذ يملأ القفص الصدري فسال الهيموجلوبين ثم البلازما ثم السوائل الخاصة بالأوديما. هذه التي عبَّر عنها ببساطة القديس يوحنا أنه بعدما طُعِن في جنبه بالحربة "خَرَج دَمٌ وماءٌ" (يو 19: 34) وقد رأى القديس يوحنا خواص الدم مفصولة لأن السيد المسيح كان قد أسلم الروح في الساعـة التاسعة، وعندما طعنه الجندي قُرب الغروب كان قد مضى حوالي ساعتين"(151). |
||||
04 - 12 - 2021, 02:48 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: المعركة الرهيبة على الصليب
: كيف مات السيد المسيح وهو الإله الذي لا يموت؟
ج: شهد الإنجيل لموت السيد المسيح شهادة واضحة لا لَبس فيها، فقال مُعلّمنا متى، وكذلك مرقس الإنجيلي: "فصَرَخ يسوع أيضًا بصوتٍ عَظيم وأسْلَم الرُّوح" (مت 27: 50، مر 15: 37) وقال لوقا البشير: "ونادَى يسوع بصوتٍ عَظيم وقال: يا أبتَاه، في يَدَيك أستَودِع روحي. ولمَّا قال هذا أسلم الروح" (لو 23: 46) وقال يوحنا الحبيب عن الجنود: "وأمَّا يسوع فلمَّا جاءوا إليه لم يَكْسِروا ساقَيْهِ لأنهم قد رأَوه قد مَات" (يو 19: 33)، وكلمة "رأوه" هنا في الأصل اليوناني تعني أنهم عرفوه وتأكدوا أنه قد مات، وبطرس الرسول يقول لليهود: "هذا أخذتموه مُسلَّمًا بمشورة اللَّه المَحْتُومَةِ وعلمـه السابق وبأيدي أثمة صلبتموه وقَتَلتُمُوه" (أع 2: 23) "ورئيس الحياة قَتَلْتُمُوه" (أع 3: 15) ومُعلّمنا بولس الرسول تحدث عن موت المسيح عشرات المرات "ولكن اللَّه بيَّن محبَّته لنا، لأنه ونحن بعد خُطاةٌ مات المَسيح لأجْلِنا" (رو 5: 8). وعندما يسمع غير المؤمنين قولنا بأن اللَّه مات على الصليب وفدانا من حكم الموت يقابلون هذا الأمر بالاستهزاء والسخرية، ويظنون أن المسيحيين على جانب كبير من التفاهة والغباء بل الكُفر والإلحاد. أنهم يتصوَّرون المسيحيين وكأنهم أناس مجانين لا يدرون ما يقولون، ولا يفكرون ولا يفهمون ولا يدركون، ويتساءلون: كيف يموت اللَّه؟! ومن الذي كان ينظّم الكون ويضبطه أثناء فترة موته؟.. وهكذا سيظل الصليب لليهود عثرة ولليونانيين جهالة. بل أن الاستهزاء والسخرية الملازمان للصليب هما امتداد لاستهزاء وسخرية اليهود والرومان بالمسيح المصلوب، والحقيقة أنه لو فهم هؤلاء المستهزئون والساخرون حقيقة الصليب وأنه لا خلاص بدون دم الصليب لبكوا كثيرًا على جهالتهم التي تقودهم للهلاك الأبدي. والآن دعنا يا صديقي نجاوب عن السؤال الذي يردده الكثيرون وهو: كيف يموت اللَّه؟ بادئ ذي بدء نقـول أن اللَّه لا يموت، لأن اللاهوت منزَّه عن الألم والموت، وأن اللاهوت لا يتغيَّر من حال إلى حال، فاللَّه حي بروحه القدوس، وهو واهب الحياة لكل كائن حي، واللَّه غير قابل للموت ولا يقوى عليه الموت، وهذا ما نعنيه في صلواتنا: "قدوس اللَّه قدوس القوي قدوس الحي الذي لا يموت". صورة في موقع الأنبا تكلا: يسوع المسيح المصلوب مع القديس دومينيك، رسم الفنان فرا أنجيليكو في الفترة ما بين 1437-1446 (تفاصيل) - صور دير ومتحف كنيسة مارمرقس (سان ماركو: القديس مرقس الإنجيلي)، فلورنسا (فيرينزي)، إيطاليا. ويرجع إلى القرن الثاني عشر. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 3 أكتوبر 2014 وعلى الصليب عُلّق اللَّه المتأنس. أي اللَّه المتحد بالإنسان، فالسيد المسيح هو إله كامل وإنسان كامل، ويقول العلامة مار ديونيسيوس ابن الصليبي: "نسأل النساطرة والخلقيدونيين ومن يقول بقولهم الآن من هو المُعلَّق على الصليب إله أم إنسان، فإن قالوا أنه إله. أجبناهم أنه يستحيل أن تُسمّر يـداه، أو الحربة تخرق جنبه، لأن طبعه فوق هذه الحوادث. وإن قالوا إنه إنسان ساذج (أي إنسان فقط). فنجيبهم أنه يستحيل على الإنسان أن يعمل هذه الباهرات فيُظلم الشمس ويشقق الصخور ويقيم الموتى. إذًا المُعلَّق على الخشبة إله متجسد وهو الفاعل كل هذه الأمور" (تفسير إنجيل متى ص 547)(152). ويقول الشيخ أبو الفضل القرشي: "إن الاعتقاد بظهـور اللاهوت في المسيح، لا يستلزم الكُفر، وأنه لا إله إلاَّ اللَّه" (هامش الشيخ القرشي على تفسير الأمام البيضاوي جـ 2 ص 142)(153). السيد المسيح = اللَّه المتأنس. = اللَّه + الإنسان. = اللاهوت + (الجسد البشري + النفس البشرية). والذي حدث على الصليب هو افتراق النفس البشرية للسيد المسيح عن الجسد البشري، فالموت الذي جاز فيه السيد المسيح هو موت بحسب الجسد، ولذلك نصلّي في الساعة التاسعة: "يا من ذاق الموت بالجسد في وقت الساعة التاسعة من أجلنا نحن الخطاة.." وبسبب الإتحاد الكامل بين الطبيعتين اللاهوتية والناسوتية، فلا حرج أن نقول أن السيد المسيح أو أن اللَّه قد مات، فمثلًا رغم أن جسد الإنسان هو الذي يأكل ويشرب وينام ويموت فإننا لا ننسب هذه الأفعال إلى جسد الإنسان، إنما ننسبها للإنسان ككل، فنقول أن فلان أكل أو شرب أو نام أو مات، ولا نقول أن جسد فلان فعل هذا، ورغم أن روح الإنسان خالدة لا تموت فإن الإنسان عندما تفارقه روحه فنقول عنه أنه مات، ولا نقل أن جسد فلان قد مات، وبالمثل نقول أن السيد المسيح قد مات ونحن نعي تمامًا وندرك أن هذا الموت يخصّ الناسوت دون اللاهوت. لقد انفصلت الروح البشرية عن الجسد البشري، ولكن اللاهوت لم يفارق أحدهما، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وهذا ما تردّده القسمة السريانية: "هكذا تألم كلمة اللَّه بالجسد، وذُبِح وانحنى بالصليب، وانفصلت نفسه عن جسده. إذ لاهوته لم ينفصل قط لا من نفسه ولا من جسده"، والدليل على أن اللاهوت لم يفارق الجسد أنه عندما وُضِع هذا الجسد في القبر لمدة ثلاثة أيام لم يتعرّض لفساد.. لماذا؟ لأنه متحد باللاهوت، والروح البشرية المتحدة باللاهوت استطاعت أن تقتحم مملكة الشيطان وتُخلِّص كل النفوس التي ماتت على الرجاء وتنقلها من سجن الجحيم إلى الفردوس. ويمكن تشبيه موت السيد المسيح على الصليب بقطعة من الورق وضعناها في إناء به زيت حتى تشرَّبت تمامًا. ثم شققنا الورقة إلى نصفين.. تُرى هل فارق الزيت أحد الجزئين؟.. قطعًا لا، فالزيت يشير للاهوت، الورقة تشير للناسوت، وعندما شققنا الورقة فإن هذا إشارة لانشقاق الروح البشرية للسيد المسيح عن جسده المقدَّس، ولكن اللاهوت لم يفارق أي منهما. |
||||
04 - 12 - 2021, 02:49 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: المعركة الرهيبة على الصليب
وماذا حدث لحظة القيامة؟
عاد اللاهوت ووحَّد بين الروح البشرية للسيد المسيح والجسد البشري، وقام السيد المسيح منتصرًا ظافرًا على الموت والخطية والشيطان.. يا لفرحة البشرية بالقيامة.. لم يكن السيد المسيح يحتاج للموت ولا للقيامة لأنه هو القيامة "أنا هو القِيَامة والحَياة" (يو 11: 25) إنما مات عنا ليوفي حكم الموت، وقام وأقامنا معه "وأقامنا معه، وأجْلَسَنا مَعَه فـي السَّماويات في المسيح يسوع" (أف 2: 6). ومن البدع التي تعرَّضنا لها من قبل بدعة أبوليناريوس الذي كان في البداية مستقيم الرأي يدافع عن الإيمان الأرثوذكسي ضد الأريوسية، ولأن الأريوسيين قالوا أن السيد المسيح كان له إمكانية فعل الخير أو الشر، وقال في نفسه إن المسئول عن أفعال الإنسان هي روحه البشرية العاقلة الواعية، ولكيما يُبرئ السيد المسيح من اتهامات الأريوسية قال أنه لم يأخذ روحًا بشرية لأن فيه الروح القدس معتمدًا على قـول الإنجيل: "والكلِمَةُ صَارَ جسدًا" (يو 1: 14) و"عظيم هو سِرُّ التَّقوى اللَّه ظَهَر في الجسد" (1تي 3: 16) فتصدّى له أعز أصدقائه وهو البابا أثناسيوس الرسولي، وقال له: إن السيد المسيح لم يخلّص من الإنسان إلاَّ بمقدار ما أخذ من الإنسان، فلو أخذ جسدًا بشريًّا فقط فهو خلّص الجسد البشري للإنسان دون روحه، وقال القديس غريغوريوس: إن اللَّه لم يشفي من الإنسان إلاَّ بمقدار ما أخذ من الإنسان، والسيد المسيح تحدّث عن روحه البشرية عندما قال "وأنا أضَعُ نفسي عن الخِراف.. أضَعُ نفسي لآخُذَها أيضًا.. لي سلطان أن أضَعَهَا ولي سلطانٌ أن آخُذها أيضًا" (يو 10: 15 ـ 18) وقال لتلاميذه: "نَفسي حَزينَةٌ جدًا حتى الموت" (مت 26: 38) وعلى الصليب "نكَّس رأسَهُ وأسْلَمَ الروح" (يو 19: 30) وانعقدت له عدة مجامع، وإذ أصرَّ على بدعته حكمت عليه الكنيسة بالحرم في مجمع القسطنطينية سنة 381م (راجع كتابنا أسئلة حول حتمية التثليث والتوحيد وحتمية التجسد ص 230 ـ 235). |
||||
04 - 12 - 2021, 02:50 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: المعركة الرهيبة على الصليب
ما هو فكر الآباء في موت المسيح؟
موت المسيح في فِكر القديس أغناطيوس الأنطاكي موت المسيح في فِكر القديس أثناسيوس موت المسيح في فِكر القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات موت المسيح في فِكر القديس كيرلس الكبير موت المسيح في فِكر القديس باسيليوس أسقف قيصرية موت المسيح في فِكر البابا ديسقورس موت المسيح في فِكر القديس يوحنا الدمشقي موت المسيح في فِكر القديس ساويرس أسقف الأشمونين * القديس أغناطيوس الأنطاكي: قال: "نحن نؤمن أن اللَّه تألّـم بالجسد كالإنسان، وهو غير متألم كالإله، وذاق الموت بالجسد وهو غير مائت كالإله. فإذا سمعت أن اللَّه تألم عنا وأن المسيح اللَّه الكلمة مات لأجلنا، فإفهم أننا نوصل الطبائع إلى وحدانية اللاهوت والناسوت، ونسميها بهذا الاسم الواحد اللائق باللَّه، كما أنك أنت أيضًا من طبيعتين هما نفس وجسد، وتُسمى بهذا الاسم الواحد اللائق بالإنسان، ونفسك غير مائتة بالطبع.. حقًا وُلِد المسيح، نما حقًا أكـل وشرب حقًا، صُلِب حقًا، تألم ومات وقُبر، وقام من الأموات. من آمن بهذا أنه هكذا فهو مغبوط، ومن ازدرى بهذا فهو غريب عن الحياة المغبوطة"(154). * القديس أثناسيوس: وقال أيضًا القديس أثناسيوس: "فإنه هو نفسه يجب أن نعترف به متألمًا وغير متألم.. تألم كإنسان وظل غير متألم ولا متغير كإله" (ظهور المسيح المحيي ـ مؤسسة القديس أنطونيوس ص 16)(156). كما قال: "أنا أعرفه أنه إله بالحقيقة من السماء غير متألم، وأنا أعرفه أنه من زرع داود بالجسد الناسوتي من الأرض المتألم، ولا أسأل بأي مثال هو متألم وغير متألم، هذا هو الواحد فقط هو اللَّه وهو إنسان"(157). |
||||
04 - 12 - 2021, 02:50 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: المعركة الرهيبة على الصليب
* القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات:
قال: "لم يتألم المسيح أيضًا بمثال فنطسة (أي خيال) في الجوع والعطش، والتعب من المشي في الطريق كما ظن قوم، بل تألم بالجسد بالحقيقة ونقول عن الآلام كما يجب أنها له لوحده، لأنه تألم بالجسد الذي يتألم، وهو بذاته لا يعرف ألمًا لأنه غير متألم كإله.. جسد اللَّه الكلمة هو الذي تألم، وجوهر اللاهوت لم يخالطه الألم، الكلمة سُمّر بالجسد على الصليب، ولم يكن الكلمة خارجًا عن الجسد الذي تألم بإرادته، ولا كان غير راضي بالآلام التي نالت جسده، بل كان فرحًا بها"(158). * القديس كيرلس الكبير: شبّه آلام السيد المسيح بالحديد المحمّى بالنار، فمتى طُرق الحديد فهو الذي يتأثر أما النار فأنها لا تتأثر من الطَرق فيقول: "كيف يصبح الواحد نفسه غير متألم ومتألم في نفس الوقت؟ عندما يتألم في جسده لم يؤثر الألم في ألوهيته. هذا التدبير فائق ولا يستطيع عقل أن يسبر عمقه ومجده.. نؤمن أنه تألم في جسده دون أن يتألم في لاهوته. وكل محاولة لتشبيه الإتحاد بين اللاهوت والناسوت مهما كانت قاصرة وعاجزة عن أن تعلن الحق وتشرحه فإنها مع ذلك تظل هذه التشبيهات قاصرة على أن تبعث في العقل قدرة على تصوُّر الحقيقة وإدراك دقتها التي تفوق التعبير بالكلمات. فقطعة من الحديد أو أي معدن آخَر إذا اتصلت بنار مشتعلة تتحد بالنار وإذا طُرقت يترك الطَرق آثارًا على المعدن، أما طبيعة النار فهي تظل بعيدة عن التأثر. وهكذا نعتقد بأن الابن تألّم بالجسد دون أن يتألم بلاهوته" (المسيح واحد 104)(159). وقال أيضًا: "أنه بسبب إتحاده بالجسد تألم بكل الإهانات لكنه احتفظ بما له من عدم الألم لأنه ليس إنسانًا فقط بل هو نفسه اللَّه. وكما أن الجسد هو جسده هكذا آلام الجسد ورغباته غير الدنسة وكل الإهانات التي وجهها البعض، كل هذا احتمله هو لأنه كان موجهًا ضد جسده الخاص به. قد تألم دون أن يتألم"(160). كما قال القديس كيرلس الكبير أيضًا "نحن يا سادة نؤمن بالاتحاد بين الكلمة والناسوت، ونرى أن الآلام تخص الناسوت، ولكنه غير قابل للألم كإله. وإن كان قد تجسد وصار مثلنا إلاَّ أننا نعترف بألوهيته ومجده الفائق وعطاياه الإلهيَّة. ونحن نضع الإتحاد كأساس للإيمان، ونعترف بأنه تألم في الجسد ولكنه ظل فوق الآلام لأن عدم التألم من طبيعته. وعلينا الاحتراس من فصل اللاهوت عن الناسوت، ومن التقسيم إلى طبيعتين أو فصل كل طبيعة عن الأخرى.. هو نفسه إله متأنس، والآلام تخصّ الناسوت أي تخصّه هو، لكن من حيث هو إله هو غير قابل للآلام. هذا هو الاعتقاد الصحيح الذي يجعلنا أتقياء، وهذه هي تعاليم الأرثوذكسية التي تجعلنا نتقدم وننمو"(161). * القديس باسيليوس أسقف قيصرية: قال: "هذه هي الأمانة التي نؤمن بها، أنه لم يُولَد بمثال بل بالحقيقة، ولم يتألم بمثال بل بالحقيقة، جاع وعطش ليس بمثال بل بحق، أكل وشرب مع العشارين والخطاة ليس بمثال بل بحق. كان يأكل ما يُقدّم له، أسلم ذاته أيضًا للصليب وسُمَّرت يداه وطُعن جنبه بحربة وخرج منه دم وماء.. فإننا نؤمن أن الغير جسد تجسَّد، والغير متألم تألم.. لا تخف الآن إذا سمعت أن اللَّه مات، ولا تفزع من الكُفّار المخالفين الغير فاهمين الدين، الذين يقولون كيف يموت الغير مائت. إنما عرفناه أنه غير مائت لمّا مات بالجسـد وقام، فلو لم يكن غير مائت ما أقام جسده، وكـان بقـى في المقبرة إلى الانقضاء"(162). * البابا ديسقورس: البابا ديسقورس يقول "إنني أعرف تمامًا إذ نشأت في الإيمان أن الابن المولود من الآب بكونه اللَّه، هو بنفسه مولود من مريم كإنسان، أنظره يسير على الأرض كإنسان، وخالق الطغمات الإلهيَّة كإله، نراه نائمًا في السفينة كإنسان وسائرًا في البحر بكونه اللَّه، نراه جائعًا كإنسان ويهب الطعام كإله، نراه عطشانًا كإنسـان ويروي الظمآن بكونه اللَّه، تجده مجرَّبًا كإنسان ويخرج الشياطين بكونه اللَّه، وهكذا في أمور كثيرة مشابهة"(163). |
||||
04 - 12 - 2021, 02:50 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: المعركة الرهيبة على الصليب
* القديس يوحنا الدمشقي (675 – 749م):
يقول: "إذًا فإن كلمة اللَّه نفسه قد احتمل الآلام في جسده، بينما طبيعته الإلهيَّة ـ التي لا تتألم ـ ظلّت وحدها عديمة الألم.. فإن النفس البشرية التي هي قابلة الآلام عندما يُجرَح الجسد، ولو كانت هي لا تُجرَح، فهي تشارك الجسد أوجاعه وآلامه. وأعلم بأننا نقول أن اللَّه يتألّم في الجسد ولا نقول أبدًا أن اللاهوت يتألم في الجسد" (المئة مقالة في الإيمان الأرثوذكسي 69)(164). وقال أيضًا: "إذًا فإن المسيح، ولو كان قد مات بصفته إنسانًا وكانت نفسه المقدَّسة قد انفصلت عن جسده الأطهر، لكن اللاهوت ظـل بلا انفصال عن كليهما، لا عن النفس ولا عن الجسد، وأقنومه الواحد لـم ينقسم بذلك إلى أقنومين. لأن الجسد والنفس منذ ابتدائهما قد نالا الوجود في أقنوم الكلمة بالطريقة نفسها، وفي انفصال أحدهما عن الآخَر بالموت، ظل كل منهما حاصلًا على أقنوم الكلمة الواحد، حتى أن أقنوم الكلمة الواحد ظل أقنـوم الكلمة والنفس والجسد، فإن النفس والجسد لم يحظيا قط بأقنوم خاص لكل منهما خارجًا عن أقنوم الكلمة، وأن أقنوم الكلمة ظل دائمًا واحدًا ولم يكن قط اثنين، حتى أن أقنوم المسيح دائمًا واحد. وإذا كانت النفس قد انفصلت عن الجسد انفصالًا مكانيًا فقد ظلت متحدة به اتحادًا أقنوميًا بواسطة الكلمة" (المئة مقالة 71)(165). * القديس ساويرس أسقف الأشمونين: وهو من القرن العاشر الميلادي. يقول: "المسيح من جهة إنسانيته وتأنسه قابل للألم والعرض والتأثير والموت. ومن جهة أزليته ولاهوته غير ملموس وغير محسوس ولا يتألّم ولا مائت.. كالنفس المتحدة بالجسم أو كالنار المتحدة بالحطب. فإن الجسم يوصف بالموت والفساد والاستحالة وقبول التأثير والتجزؤ والانفصال والحلول في الأماكن.. وكذلك النفس لا توصف بأنها قُتِلت ولا مائت ولا جاعت ولا عطشت وإن كانت تتحد بالجسم الفاسد، المائت الجائع العطشان"(166). _____ |
||||
04 - 12 - 2021, 11:32 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المعركة الرهيبة على الصليب
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
05 - 12 - 2021, 12:12 AM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: المعركة الرهيبة على الصليب
شكرا جدااا الرب يباركك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ماهى معركة الصليب الرهيبة ؟ |
الصرخة الرهيبة |
المعركة ليست لك بل المعركة لله |
المعركة الرهيبة |
المعركة ليست بين "شفيق" و "المرسي" ...المعركة بين "الشعب" و "الإخوان" |