قد تبدو الكنيسة مصادَرة من أهواء القيِّمين عليها، هذا أقلّه في الأوقات العجاف!. لكنّها، في الحقيقة، لا تبقى من دون قَدَاسات!. تدبير الله يصون الكنيسة!. والأهواء يسمح ربُّك بها للتّأديب والغربلة، ولا تكون ضدّ الله بل لأجل الله بطرق هو يعرفها!. في كلّ حال شهود الله باقون، ولكنْ، هؤلاء، بصورة متنامية، في تاريخ الكنيسة، يمسون قلّة وشهداء ويشتدّ الخناق عليهم، ما يشير، من جهة، إلى استشراء روح الانحلال والشّكليّة والارتداد، ومن جهة أخرى، إلى عمل الله الثّابت والحافظ للكنيسة عبر شهود لمسيح الرّبّ ولو قلّة رغم كلّ الضّغوط!. على هذا، تستمرّ الكنيسة بالقطيع الصّغير، في ضيقات وشدائد، إلى المنتهى، بنعمة الله، فيما رقعة زيت الارتداد تتّسع في الجمهور الكبير، اتّساعًا مأسويًّا!.
الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان