ما طبيعة الرّابط الّذي يربط أهليّة الرّسل باستقلال الله، في عملية الخيار والتّعيين هذه؟. أهليّة الرّسل تؤكّد حاجتهم، ومن ثمّ حاجةَ خلفائهم، بصورة أساسيّة، إلى أمرَين: نقاوة القلب والآمين!. بتنقية القلب نمسي مهيّأين لمعاينة الله ومعرفة مقاصده!. ولكن، هذا لا يعني أنّنا، بالتّنقية، نحوز المعاينة والمعرفة بصورة آلية!. الله كائن وليس كتلة صمّاء!. الآليّة هي لما هو أصمّ! فيما الله حيّ!. لذا، ولو عرفنا أنّ في النّقاوة استدعاءً، فالله يأتينا، أبدًا، جديدًا، على غير ما يمكن أن نتوقّع، لأنّ اللهَ أكبرُ من قلوبنا!
الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان