يا له من هدير يختلف تمامًا عن هدير حزقيا، والذي كان يُعبِّر عن مزيد من الأشواق والتعلق بالرب. إننا هنا أمام لحن مختلفٍ، لا يُظهر لنا سوى حالة الفشل الذي وصل إليها الشعب. صحيح أن إلهنا محب ورقيق، مليء بالنعمة والحنان، لكنه أيضًا قدوس وبار، لا يتغاضى عن الشر، بل يعرف أن يُظهر غضبه وعدم رضاه حينما ينغمس شعبه في الشر. وهذا ما بيَّنه الرب لشعبه في ذات السفر، في قوله لهم: «فحين تبسطون أيديكم أستر عينيّ عنكم. وان كثَّرتم الصلاة لا اسمع. أيديكم ملآنة دمًا. اغتسلوا تنقوا اعزلوا شر أفعالكم من أمام عينيَّ. كفوا عن فعل الشر» (إش1: 15، 16). وهذا ما أدركه المرنم فقال: «إن راعيت إثمًا في قلبي لا يستمع لي الرب» (مز66: 18).
إن قول يونان حق: «للرب الخلاص». غير أن إلهنا لا يشفي على عثم، كهؤلاء الأطباء الباطلون الذي أشار إليهم إرميا في نبوته مرتين قائلاً عنهم: «ويشفون كسر بنت شعبي على عثم. قائلين سلام سلام، ولا سلام» (إر6: 14و8: 11).