إن القلب الكبير لا يستسلم للضيقات. بل قد لا يشعر بالضيقة
، لأنها لم تضايقه. وأتذكر أنني قلت من قبل إن الضيقة سُميت ضيقة
، لأن القلب قد ضاق عن أن يتسع لها. ولو كان القلب متسعًا،
ما شعر أنها ضيقة، وما تضايق منها. الضيق إذن في قلوبنا وليس
في العوامل الخارجية: فإن تعكرنا نحن من الداخل،
تبدو أمامنا كل الأمور متعكرة. وإن تعبنا في الداخل، تبدو الأمور متعبة!
أليس حقًا أن أمرًا من الأمور قد يضايق إنسانًا ما، وفى نفس الوقت
لا يتضايق منه إنسان آخر، وهو نفس الأمر؟!