القمص صليب حكيم
الزواج العرفي
يجدر بنا أيضًا أن نحذر أبناءنا مما يسمى بالزواج العرفي الذي أيا كانت أسبابه فالكنيسة ترفضه لأنه يتم خارجها حيث يتم بعقد بين شخصين بشهود مثل عقد الإيجار أو البيع والشراء. وهو يعتبر زنى كما يقرره القانونيون في قولهم "كينونة الزواج العرفي زواجًا سريًا ما يقترب به من شبهة الزنا نظرًا لعدم العلانية"(1). وتبيحه بعض المجتمعات ولكن لا توافق عليه المسيحية لأنه كما يقولون أيضًا إن "الشريعة المسيحية لا تعرف عقد الزواج العرفي"(2) حيث أن الزواج في المسيحية تشريع إلهي وسر مقدس وممارسة هذا الزواج هو هدم لسر الزيجة وافتعال زواج من صنع البشر وترتيبهم خلافًا للزواج الذي رسمه الإنجيل والذي فيه تحل البركة على العروسين ويقدسهما الله بفعل الصلاة ويحل كل منهما للآخر.\\\\
وللزواج العرفي نتائج سيئة للغاية يذكرها رجال القانون عندما يميزون بين الزواج الرسمي والزواج العرفي فيقولون:
أولًا: "الزواج العرفي لا يمكن أن يحقق الغاية من الزوجية نفسها من كونه عقد لا يتسم بالدوام والاستقرار بالاشتراك في معيشة هادئة مستقرة، وهو محرم إذ أنه يرتب ضررًا للمرأة والرجل على حد سواء"(3) لأنه "لا يترتب عليه أية آثار. فلا تجب النفقة للزوجة على زوجها ولا يحق له طاعتها كما لا يحق لهما التوارث فيما بينهما ولا أيًا من حقوق الزواج الرسمي"(4) ولذلك "يسعى الجميع من علماء دين واجتماع ورجال قانون لمحاربته"(5).
ثانيًا: إذا كان الزوج في هذا الزواج متزوجًا أصلًا فسيسوء شعور زوجته عندما تراه يرتبط بامرأة أخرى وتشمئز نفسيًا من علاقتها معه لإحساسها بخيانته وعدم إخلاصه لها وعدم قناعته بها.
ثالثًا: وإذا كان الزوج أصلًا أعزبًا فإنه سيركن إلى هذا النوع من الإشباع الجنسي وقد لا يفكر في الزواج مكتفيًا بما هو فيه. أو أنه قد يصبح عاجزًا عن تأثيث بيت لزيجة شرعية. لأن الزواج العرفي يلتهم كل دخله.
رابعًا: وإذا كانت الزوجة أصلًا فتاة بكرًا فسوف تفقد بكوريتها واحتمال حملها بجنين أمر قائم ومعظم الأزواج في مثل هذه الحالة يهربون من مسئوليتهم من هذه الزوجة عندما تلد فيطلقونها ويصرفونها إلى حال سبيلها خصوصًا بعد تحول اهتمامها لرضيعها فتتشرد هي وطفلها. ولا تطول شيئًا منهم لأنها ستواجه "أهم المشاكل التي تقابل طرفي هذا الزواج وهو إثباته. إذ لا بُد لها إذا أرادت مقاضاة الطرف الآخر من رفع قضية إثبات زوجية"(6)، وهذا أمر يطول أمده وتكاليفه في الوقت الذي أصبحت هي في حاجة لمن ينفق عليها وعلى رضيعها.
خامسًا: هذا الزواج عادة له وقت ينتهي فيه بانتهاء الأسباب التي دعت إليه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وهو نقطة سوداء في حياة الإنسان الذي يعيشه سواء كان شابًا أو فتاة، حيث يصبح كل منهما موضع شك دائم في استئمانه على حياة زوجية شرعية آمنة ومستقرة وبذلك تصبح سقطة الزواج العرفي سببًا في الحرمان من حياة عائلية هانئة ودائمة.
سادسًا: وإن كان الزواج العرفي حالة زنى فهل بعيد على الموت أن يدرك الإنسان وهو يعيش فيه؛ وما مصير إنسان يموت في خطيته؟. بهذه المناسبة تحضرني توبة شاب كان مغلوبًا من نفسه في مشاهدة الأفلام الجنسية ثم جاء يعلن توبته عن مشاهدة هذه الأفلام لأنه شاهد المرأة قد ماتت حال زناها.
سابعًا: في حالة ما يقوم الزواج العرفي بين مسيحية وغير مسيحي فإن العقد ينص على أن الزواج يتم على شريعة غير المسيحي(7). ومعنى ذلك أن هذه المسيحية بجانب تورطها في الزنى في هذا الزواج فإنها تتورط أيضًا في إنكار إيمانها والشهادة لدين آخر. وإذا حدث أن دام زواجها هذا حتى نهاية الأجل فإنها ستموت زانية ومنكرة لإيمانها معًا. فهذه مسكينة وبائسة لأنها باعت المسيح بحياة جسدية زائلة وفقدت ميراثها السماوي معه ومع ملائكته وشهدائه وقديسيه.
أخيرًا هذه الأسباب السبعة بكل وضوحها أليست كافية لدفع أبنائنا وبناتنا للنفور من هذا النوع من الزواج، بل واشمئزازهم من مجرد سماع اسمه.