![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القمص صليب حكيم
تقنين القداسة في العهدين لقد قنن الله القداسة لشعبه من خلال تشريعه للزواج ورسمِ حدوده. لأنه إذا كان من البدء قد خلق الإنسان ذكرًا وأنثي وكانت وصيته له "أكثروا واملأوا الأرض" (تك1: 28). فكان لا بُد له أن ينظم العلاقة بين الرجل والمرأة ويضع قوانين تزويجهما. الله يُشَرِّع للزواج لحفظ طهارة الإنسان: إن القداسة تنبع من الطهارة، لذلك لكي نتكلم عن القداسة يلزمنا الكلام عن الطهارة أولًا. لأن القداسة ثمرة متقدمة لحياة الطهارة لأنه من الأطهار يخرج القديسون. وحياة الطهارة تهم الإنسان في ذاته كفرد من جهة اعتدال حياته في إشباع حاجاته الجسدية وبخاصة شهوة الجنس بالنسبة للمتزوجين. وتهمه في علاقته بالله من جهة حرصه على أن يكون نقيًا أمامه خاليًا من دنس الجسد والروح سواء للمتزوجين أو البتوليين. وموضوع الطهارة يهم أيضًا الجماعة البشرية من حيث أنها مرتبطة بضبط وتنظيم العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، هذه العلاقة التي تكمن أهميتها في أنها الطريق الطبيعي لتوالد أنسال لأجيال جديدة ينضم كل جيل منها إلى هذه الجماعة ويرتبط كل جيل بانتمائه لوالديه وللمجتمع الذي ينشأ فيه. وعلى والديه واجبات نحو رعايته وتربيته، وعلى المجتمع واجبات نحو توفير سبل العيش له. لذلك من أجل نقاوة الإنسان وسلامة مجتمعه أعطاه الله وصايا لحفظ طهارته، ووضع له حدود العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة وشرَّع له قوانين هذه العلاقة في إطار ما يسمى بالزواج. ونلاحظ أنه لا يوجد مجتمع أو عقيدة إلا ولها شريعة للزواج. إما مكتوبة كنصوص دينية أو قوانين أقرها المجتمع المدني فيما يسمى بقوانين الأحوال الشخصية. إما محفوظة فيما يسمى بالتقاليد والعادات والأعراف أقرتها الجماعة البشرية كما هو في المجتمعات البدائية. وتشريعات الزواج هي التي تشير إلى مستوى حياة الطهارة والقداسة عند أصحاب هذه العقيدة أو تلك. وسنتناول في هذا الباب تقنين الطهارة من خلال التشريع الذي وضعه الله للزواج في الكتاب المقدس والوصايا الخاصة بنقاوة الإنسان في حياته الزيجية من أجل بلوغه حياة القداسة التي تليق بأبناء الله |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() موضوع جميل جداً
ربنا يفرح قلبك ويبارك خدمتك |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() الله يدعو أبناءه لحياة القداسة:
ونلاحظ أن الله في دعوته لطهارة شعبه كان يخصصها في مقولة القداسة كأمر يخصه هو في علاقته مع شعبه، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لأن الطهارة أمر قليل على الله. إذ ليس في طبيعته اللاهوتية ما ينجسه. لأنه بلاهوته هو قدوس. وإذ اختار شعبه من بين الأمم وقطع معهم عهدًا ودعا اسمه عليهم وأصبح هو ينتسب إليهم وهم ينتسبون إليه فلابد أن يكونوا صورة له حتى يليق بهم أن يحملوا اسمه بين الأمم. لذلك طالبهم بحياة القداسة وأعطى السبب الرئيسي لهذا الطلب أنه هو نفسه قدوس. فقال لهم "تكونون قديسين لأني أنا قدوس" (لا11: 45). ولكي يخصصهم له شعبًا مقدسًا قال لهم "تكونون لي أمة مقدسة" (خر19: 6). وإذ صارت القداسة مطلبًا إلهيًا وفي نفس الوقت يجد الإنسان نفسه عاجزًا بذاته عن بلوغها بسبب الخطية التي أصبحت من طبعه منذ أن زرع فيه إبليس بذور الشهوات؛ شهوة العيون وشهوة الجسد وتعظم المعيشة في أول خطية ارتكبها. فلكي يحقق الإنسان دعوة الله له لحياة القداسة أعطاه الله وصايا وشرائع وأحكامًا مُعينة له وذلك على مرحلتين؛ مرحلة العهد القديم وهو المستوى الابتدائي لتعليم الإنسان وفيه أعطاه وصايا للطهارة والنقاوة بغسلات جسدية ثم فريضة تقديس بوسيلة خارجة عن ذاته هي دم الذبائح الحيوانية المتعددة. ثم مرحلة العهد الجديد وهو المستوى الأعلى لتعليم الإنسان وفيه لم يذكر له شيئًا عن غسلات الجسد التي أصبحت أمرًا مسلمًا به من العهد القديم وأمرًا مفروغًا منه لدى إنسان حضارة الخمسة آلاف عام وقت تجسد المسيح، إنسان الأهرامات والمعابد وفن النحت والتصوير وعلوم الطب والرياضة والفلك والتحنيط، إنسان الفلسفة والمنطق. وارتقى به بوصاياه وتعاليمه. أما أمر تقديسه فقد جعله بوسيلة خارجة أيضًا عنه. ولكن ليس بدم حيوانات. بل بدم حمل الله الكلمة المتجسد دم ذبيحة صليبه التي تقدس إلى التمام روحًا وجسدًا، حتى يكون تقديس الإنسان وتبريره ليس منه بل بعمل نعمة الله بيسوع المسيح. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() القداسة بالمسيح:
فالمسيح قدَّم ذاته ذبيحة لكي يقدسنا بدمه كما يقول معلمنا بولس "يسوع أيضًا لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب" (عب13: 12). وبهذا الألم "صار لنا (يسوع) حكمة من الله وبرًا وقداسة وفداء" (1كو1: 30). أي صار لنا ينبوعًا للحكمة والبر والقداسة والفداء وبه نصير حكماء ونتبرر ونتقدس وبه لنا الفداء. أما نحن في ذواتنا "جهال وضعفاء وأدنياء وقد اختارنا الله ليخزى بنا الحكماء والأقوياء والشرفاء" (1كو1: 27-29). إذًا ليس لنا نحن حكمة ولا بر ولا قداسة بأنفسنا بل بالمسيح وحده الذي دعانا إليه لكي يهبها لنا. حتى إذا أراد أحد أن يفتخر فليفتخر بالرب الذي منه كل هذه. وتقديسنا بالمسيح يتم بالاعتماد من الماء والكلمة كما يقول معلمنا بولس "أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة مقدسة وبلا عيب" (أف5: 25-27). والماء في حد ذاته ليس له قوة لتقديسنا وتبريرنا ولكنه يأخذ قوته في المعمودية من كلمة الله التي تقرأ عليه ومن اتحاده بزيت الميرون المأخوذ من الحنوط الذي ضُمدت به جراحات جسد المسيح القدوس وبحلول الروح القدس عليه بفعل الصلاة التي هي أيضًا من كلمة الله. وإن كنا نلنا التقديس بالمعمودية مرة واحدة في حياتنا إلا أننا نستعيد تقديسنا وتبريرنا كلما مارسنا عمل المعمودية من خلال توبتنا وتناولنا من جسد المسيح ودمه. لأنه كما يقول معملنا يوحنا "ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1يو1: 7). لذلك مهما اجتهدنا في تنفيذ الوصايا بقوتنا الذاتية فلا قداسة لنا بعيدًا عن نعمة المسيح ومساندته وعن الوسائل التي رسمها لنا لنوال عطايا تقديسنا. وهو قد وهبها لنا من محبته لنا، إذ اختارنا له لكي يحضرنا أمامه مقدسين وبلا عيب. إذًا وصايا الطهارة والنقاوة الروحية والجسدية لا تقدس بذاتها ولكن تلتزم بها النفس لتؤهل ذاتها لنوال التقديس بدم المسيح وتحقق دعوتها إلى حياة القداسة التي دعاها الله إليها. وموضوعنا كله ينصب على هذه الوصايا كتشريع وتقنين لقداستنا التي ننالها بعمل ذبيحة الصليب. ونبدأ بتشريع العهد القديم أولًا. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() تقنين الله للقداسة في العهد القديم
اهتمام الله بقداسة شعبه: اهتم الله جدًا بقداسة شعبه بعزلهم عن الشعوب الوثنية التي كانت حياتهم وعبادتهم ممزوجة بالنجاسة والزنى، وذلك منذ بداية دعوته لأب الآباء إبراهيم حيث قال له "اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك" (تك12: 1). وهكذا كرر الله نفس الدعوة لإسحق ويعقوب. وحتى عندما جاء أبناء يعقوب إلى مصر رتب الله أن تُحدد إقامتهم في أرض جاسان فعاشوا فيها منعزلين عن المصريين وأصنامهم. وعندما قال موسى لفرعون "هكذا يقول الرب أطلق شعبي ليعبدوني" وقال له فرعون "اذهبوا اذبحوا لإلهكم في هذه الأرض" أجابه موسى "لا يصلح أن نفعل هكذا في وسط المصريين. نذهب سفر ثلاثة أيام في البرية ونذبح للرب إلهنا، كما يقول لنا" (خر8: 20، 25، 27). وعندما سلم الرب لوحيْ الشريعة لموسى ضَمَّن اللوح الأول وصايا تحصر علاقة شعبه به هو وحده وفصله عن كل آلهة الأمم وقال له "أنا هو الرب إلهك لا يكن لك آلهة أخرى أمامي". وفي الوصية الثانية نهاه عن عبادة الأوثان وقال له "لا تصنع لك تمثالًا منحوتًا ولا صورة ما... لا تسجد لهن ولا تعبدهن". وفي الوصية الثالثة أمره بالتمسك باسمه حتى لا تتردد على لسانه أسماء آلهة الأمم وقال له "لا تنطق باسم الرب إلهك باطلًا". وفي الوصية الرابعة منعه من العمل في اليوم السابع وأمره بتخصيصه وتقديسه له ولعبادته وقال له "اذكر يوم السبت لتقدسه". ولا شك أن مضمون هذه الوصايا الأربعة لشعبه كفيل بأن يحفظ قداستهم وطهارتهم. بل نرى سفر اللاويين الذي يتكلم عن الكهنوت والذبائح والأعياد المقدسة يركز بشدة على حث الله لشعبه على القداسة الكاملة ليكون شعبًا مفرزًا ومكرسًا للرب. حتى أننا نرى كلمة القداسة والتقديس قد تكررت فيه مرات عديدة. هذا خلاف الوصايا المباشرة التي فيها نهى الله شعبه عن أعمال النجاسة والزنى ونظم مباشراتهم الجسدية والتي تعتبر تقنينًا لها ونفصلها فيما يلي: أولًا: الوصايا والأحكام المباشرة: - أعطى الرب لموسى الوصايا العشر (خر20) وضَمَّنَها خلاف الوصايا الأربعة الأولي وصيتين مباشرتين لحفظ قداسة الشعب تأمرانهم بالامتناع عن خطايا تنجس الإنسان؛ الوصية السابعة "لا تزن" وهي تنهى بصفة عامة عن الاعتداء على أعراض الناس. والوصية العاشرة "لا تشته امرأة قريبك" وتنهى عن النظر إلى امرأة القريب أو التفكير فيها لاشتهائها لأنها مِلك لآخر ولأن الاشتهاء يقود للخطية. كما يقول الكتاب "الشهوة إذا حبلت تلد خطية" (يع1: 15). - وأعطاه بعض الأحكام الخاصة بطهارة الجسد (لا15) لتهيئته لحياة القداسة روحًا وجسدًا ومن هذه الأحكام: - في حالة مرض الرجل بالسيلان أو الاحتلام، وفي حالة النزف الدائم أو الوقتي عند المرأة. يكون كل منهما نجسًا وينجس الأشياء التي يلمسها ويظل هكذا إلى أن يستحم بالماء ويغسل ثيابه وفراشه. - إذا تمت علاقة زوجية يكون الرجل والمرأة نجسين إلى المساء حتى يستحما بالماء. - وفي حالة الطمث للمرأة أو بعد الشفاء من السيلان للرجل أو النزيف للمرأة تكون مدة النجاسة سبعة أيام. وبعد انتهائها يتم التطهير باستحمام الشخص بالماء وبغسل ثيابه. - في الحالات المرضية مثل السيلان أو النزف بعد البرء منها ومُضي سبعة أيام الاختبار، تُقَدَّم ذبيحة خطية للتكفير عن فترة النجاسة وذبيحة محرقة في اليوم الثامن شكرًا لله على انتهائها والبرء منها. هذه الأحكام نلاحظ فيها تدقيقًا من الوحي في النظر إلى هذه الأمور بالتفصيل وبتأملها نجدها تُظهر لنا: أ - طبيعة الإنسان التي فسدت بالخطية، وفسادها الذي ينتقل من الرجل والمرأة في الأشخاص الجدد الذين يلدانهم. كما تُظهِر حرص الله الشديد على تنمية شعور واضح بما تُخَلِّفه أعمال الجسد من حالة الدنس للإنسان، وتعميق الاتجاه الروحي المتسامي على الحياة الجسدية. ب - أما وسائل التطهير فالاستحمام بالماء هو مراعاة للنظافة كضرورة صحية ووقاية من الأمراض ورمزًا للحاجة إلى المعمودية بعمل الروح القدس وكلمة الله لتقديس الروح والجسد معًا. والتكفير بدم الذبائح يرمز إلى الحاجة لدم المسيح الكفارة الحقيقية عن الخطية. والاهتمام بغسل الثياب لمن كان في حالة النجاسة فبجانب مراعاة النظافة هو إشارة أيضًا إلى ضرورة كراهية كل ما يمت للنجاسة بِصِلَةٍ حتى الثياب كما يقول يهوذا الرسول "مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد" (يه23). حـ - أما تقييم العلاقة الزوجية من جهة الطهارة فهي وإن كانت مقدسة وحقًا للزوجين إلا أنها اعتُبِرتْ منجسة للزوجين معًا إلى المساء. هذه وصايا وأحكام التطهير عمومًا لدى الرجل والمرأة. بعدها ننتقل إلى الزيجات المحرمة. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() ثانيًا: الزيجات المحرمة من الأقارب:
حدد الله لشعبه الزيجات المحرمة من الأقارب والتي حدثت فيها تجاوزات في الأجيال الأولي. وأمرهم بالامتناع عنها. ونجدها مفصلة في (لا18) وهى: زواج الابنة بالأب، أو الابن بالأم أو بامرأة الأب، أو الزواج بالأخت أو بالحفيدة أو ببنت امرأة الأب، أو الزواج بالعمة أو بالخالة أو بزوجة العم، أو الزواج بالكنة أي امرأة الابن أو امرأة الأخ أو بامرأة وبنتها أو بامرأة وابنة ابنها أو ابنة بنتها، أو الزواج من أخت كضَّرة لأختها وهى على قيد الحياة. وهذه الزيجات قد يبدو خطؤها أمرًا مفروغًا منه ولكن نظرًا لحدوثها في الأجيال الأولى فكان من الضروري أن ينبه الله شعبه عليها بعدم شرعيتها. لأن سكوت الله عليها يمكن أن يثبت شرعيتها. ثالثًا: تحريم مصاهرة الأمميين: 1 - الوصايا: أوصي الله شعبه مرارًا كثيرة بعدم الاختلاط بشعوب الأرض اختلاطًا يؤدى إلى مشاركتهم في عبادتهم أو إلى الزواج منهم. أ - فعندما خرج بنو إسرائيل من أرض مصر متجهين إلى أرض كنعان وجاءوا إلى برية سيناء حيث سلم الرب موسى لوحي الشريعة والأحكام والفرائض التي سيسيرون بمقتضاها، حذرهم من أن يقطعوا عهدًا مع سكان الأرض. وحذرهم من عبادة آلهتهم قائلًا لهم "إني أدفع إلى أيديكم سكان الأرض. لا تقطع معهم ولا مع آلهتهم عهدًا.. إذا عبدت آلهتهم فإنه يكون لك فخًا" (خر23: 31-33). ب - وبعد أن ساروا في البرية في طريقهم إلى كنعان الأرض التي وعد الله آباءهم أن يعطيهم إياها ميراثًا، نبههم إلى عدم الاختلاط بسكان الأرض التي هم ذاهبون إليها وعدم الزواج منهم حتى لا يفنوا، وقال لهم "احفظ ما أنا موصيك اليوم.. احترز من أن تقطع عهدًا مع سكان الأرض. فإنك لا تسجد لإله آخر لأن الرب اسمه غيور. احترز من أن تأخذ من بناتهم لبنيك فتزني بناتهم وراء آلهتهن ويجعلن بنيك يزنون وراء آلهتهن" (خر34: 11-16). حـ - وعندما وصلوا إلى مشارف الأردن لدخول الأرض أكد الله ما سبق أن نبههم إليه قائلًا "متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي أنت داخل إليها لتمتلكها وطرد شعوبًا كثيرة من أمامك.. فإنك تحرمهم.. ولا تصاهرهم. بنتك لا تعطى لابنه وبنته لا تأخذ لابنك لأنه يرد ابنك من ورائي فيعبد آلهة أخرى فيحمى غضب الرب عليكم ويهلككم سريعًا لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك. إياك قد اختارك لتكون له شعبًا أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض" (تث7: 1-6). هذه الوصايا المتعددة وغيرها، كلها أوامر إلهية صريحة ومتكررة ينبه الله بها شعبه ويحذرهم عند استقرارهم في الأرض من مصاهرتهم للغرباء موضحًا لهم أنها تتسبب في ارتدادهم عن الإيمان ووقوعهم في الزنا الروحي والجسدي فيجلب عليهم غضب الله ويهلكهم. 2 - تأديب الرب لشعبه عند ارتدادهم: أ - عندما سكنوا وسط الكنعانيين وبقية شعوب الأرض واتخذوا بناتهم لأنفسهم وأعطوا بناتهم لبنيهم وعبدوا آلهتهم وعملوا الشر في عيني الرب ونسوا الرب إلههم. حمى غضب الرب عليهم وباعهم بيد ملك آرام. وعندما صرخوا إلى الرب أقام لهم عثنيئيل فخلَّصهم حيث دفع الرب ليده ملك آرام واستراحوا (قض3: 5-11). ب - كذلك عندما اختلطوا بشعوب الأرض وصاهروهم في السبي، فبعد عودتهم إلى أورشليم وتقدم رؤساؤهم إلى عزرا الكاهن قائلين "لم ينفصل الشعب من شعوب الأراضي لأنهم اتخذوا من بناتهم لأنفسهم ولبنيهم، واختلط الزرع المقدس بشعوب الأراضي، جثا عزرا على ركبتيه وبسط يديه إلى الله قائلًا "بعد كل ما أعطيتنا نجاة كهذه أفنعود ونتعدى وصاياك ونصاهر شعوب هذه الرجاسات. أما تسخط علينا حتى تفنينا فلا تكون بقية ولا نجاة. أيها الرب أنت بار لأننا بقينا ناجين إلى هذا اليوم" (عز9). ثم قام عزرا واجتمع إليه كل رجال يهوذا وبنيامين فقال لهم "إنكم قد خنتم واتخذتم نساء غريبة لتزيدوا على إثم إسرائيل. فاعترفوا الآن للرب وانفصلوا عن شعوب الأرض وعن النساء الغريبة. فأجاب كل الجماعة وقالوا بصوت عظيم كما كلمتنا كذلك نعمل" (عز10). حـ - كذلك بعد أن أكمل نحميا العمل قال "رأيت اليهود الذين ساكنوا نساء موآبيات فخاصمتهم ولعنتهم واستحلفتهم قائلًا "لا تعطوا بناتكم لبنيهم ولا تأخذوا من بناتهم لبنيكم ولا لأنفسكم. أليس من أجل هؤلاء أخطأ سليمان وجعلته النساء الأجنبيات يخطئ!! فطهرتهم من كل غريب" (نح13). هكذا كان حرص الله الشديد على قداسة شعبه بتكرار وصاياه وإنذاراته بعدم مصاهرتهم لشعوب الأمم الخارجين عن رعوية إسرائيل. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() رابعًا: وأعطاهم أحكامًا بتحريم أعمال نجسة: مثل:
أ - منع علاقة الرجل مع زوجته وهى في حالة الطمث (الحيض) سواء الطمث العادي أو المَرَضِي. وإذا حدث منه ذلك سهوًا يظل متنجسًا سبعة أيام (لا15: 19). أما إذا فعل هذا عمدًا فكان هو وامرأته يقطعان من شعبهما" (لا20: 18). ب - نهى عن العلاقة الجنسية مع زوجة رجل آخر لأنها زنى. حـ - نهى عن الشذوذ الجنسي وهو خطية أهل سدوم وكان منتشرًا بين الشعوب الوثنية. د - أوصاهم أن لا يدنس الإنسان ابنته بتعريضها للزنى لغرض ما أو إكرامًا للآلهة الكاذبة كعبادة أوثان فتمتلئ الأرض بالرذيلة (لا19: 29). خامسًا: أعطاهم أحكامًا بخصوص نجاسة المرأة التي تلد: - فقد أمر بنجاسة المرأة بعد الولادة نظرًا للسوائل التي تخرج منها قبل وبعد الولادة. ولأن مولود المرأة مولود الخطية الموروثة من آدم. - والمرأة التي تلد مولودًا تظل في نجاستها إلى أن تقدم الذبائح المقررة (لا12: 6، 7). لأنه لا تطهير إلا بالدم (لا17: 11). وفي فترة نجاستها تمتنع عن الاقتراب إلى المقدسات وعن المعاشرات الزوجية. وحدد لهم فترة نجاسة المرأة في حالة ولادتها ولدًا أربعين يومًا. أما في حالة ولادتها بنتًا ففترة نجاستها ثمانون يومًا. ومضاعفة فترة النجاسة في حالة ولادة بنت لربما كان بسبب احتمال أن استقرار جسم المرأة في هذه الحالة يأخذ فترة أطول. كما يرجع ذلك غالبًا إلى سبب نفسي وهو عدم اكتمال السعادة في حالة ولادة بنت لأكثر من سبب وهو أن الحاجة إلى الولد أكثر وذلك لقدرته على تحمل المسئولية في الحالات الشاقة والمحتاجة إلى جهد. وثانيًا كانت كل امرأة تتطلع إلى أن تلد ولدًا لعله يكون المسيح المخلص حسب الوعد أن نسل المرأة يسحق رأس الحية (تك3: 15). وقد يكون هذا مجرد أمر إلهي لكي تتذكر المرأة أنها أغويت من إبليس (1تى2: 14). ثم فتحت طريق السقوط لآدم (تك3:15). وتسرى قانونية فترات التطهير هذه على المرأة في حالة سقوط الجنين (الإجهاض). أما في حالة ولادة توأمين فإذا كانا ولدين فمدة التطهير أربعون يومًا. وإذا كانتا بنتين فمدة التطهير ثمانون يومًا. وإذا كان أحدهما ولدًا والثاني بنتًا فمدة التطهير مائة وعشرون يومًا مجموع فترتيْ الولد والبنت. ومتى كملت أيام تطهير المرأة من ولادتها ولدًا أو بنتًا كانت تقدم ذبيحتين؛ إحداهما للخطية وذلك للتكفير عن فترة نجاستها التي قضتها بعد الولادة وعن الخطايا العرضية التي صدرت منها أثناء فترة الحمل والولادة. والأخرى ذبيحة محرقة وذلك لفرحها وشكرها لله على سلامتها. وكانت الذبائح تقدمها للكاهن ليقدمها أمام الرب ويكفر عنها فتطهر من ينبوع دمها (لا12: 7 |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() إلمامة بتشريعات القداسة:
من هذه البنود الخمسة يتضح أن تقنين الله لقداسة شعبه في العهد القديم شمل تكرار دعوته لهم لحياة القداسة ونهيهم عن عبادة الأوثان وتوصيتهم بتوجيه عبادتهم له وحده، والتمسك باسمه، وتقديسهم اليوم السابع لعبادته، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وتحذيرهم من مصاهرة شعوب الأرض حتى لا يفنوا وحتى لا ينزل عليهم بنقمة غضبه. وحدد لهم الزيجات المحرمة من الأقارب التي حدثت مع الأجيال الأولى ونهاهم عنها. كذلك نهاهم عن أعمال النجاسة مثل الزنى واشتهاء امرأة القريب. كما حدد لهم أعمالًا نجسة أخرى يجب أن يفطنوا لها لكي يبتعدوا عنها. وأهمها الشذوذ الجنسي والمعاشرة الزوجية أثناء فترة الطمث وتعريض الإنسان ابنته للزنى مثل الوثنيين. وأعطاهم أحكامًا خاصة بطهارة الجسد في حالة حدوث علاقة زوجية أو عند حدوث الطمث أو النزيف. وأعطاهم أحكامًا بخصوص المرأة التي تلد والفترات التي يتم بعدها تطهيرها والسماح بتقدمها للمقدسات. هذه التشريعات أعقبها الله بأحكام المخالفات والجزاءات لكي تستكمل تقنينها. حيث حدد لهم العقوبات المختلفة عند كسر الوصايا والنواهي أو مخالفة الأحكام التي أعطاها لهم، وصنف لهم هذه العقوبات حسب جُرم كل حالة. سادسًا: عقوبات أعمال النجاسة: قد نبَّه الله شعبه لهذه الأمور لئلا يتنجسوا بها كما تنجست بها الشعوب الوثنية. ولئلا تتنجس الأرض أيضا بها. ولئلا يتنجس بها هيكله أو يتدنس بها اسمه. محذرًا إياهم بأنه يعاقبهم بالجزاء العادل فتقذفهم الأرض أي تنتقم منهم باضطراباتها المتنوعة. ويكون كسرهم لأحكامه وإهمالهم لتطهرهم من نجاساتهم سببًا لأن يجعله يغضب عليهم وعلى هيكلهم وعلى عبادتهم. وأمر بأن كل من عمل شيئًا من جميع هذه الرجاسات تقطع الأنفس التي تعملها من شعبها فتحرم من رعوية إسرائيل ومن امتيازات شعب الله الروحية. وفي (لا20، تث22). حدد عقوبات لتلك النجاسات وذلك بالقتل رجمًا أو بالحرق بالنار أو بالقطع من الشعب. كما حدد لهم عقوبات الزنى حسب حالاته. وتصنيف أحكام هذه العقوبات هي: - "إذا زنى رجل مع امرأة لها زوج فالاثنان يقتلان" (تث22: 22). - "إذا زنى رجل مع فتاة مخطوبة في وسط المدينة فالاثنان يقتلان لأن الفتاة كان يمكن أن تصرخ فتجد من ينقذها" (تث22: 23). - "إذا زنى رجل مع فتاة في مكان موحش فيقتل الرجل وحده لأن الفتاة حتى لو صرخت فسوف لا تجد من ينقذها" (تث22: 25). وقد شدد الله القصاصات على هذه النجاسات لأنها كانت قد انتشرت جدًا بين الشعوب الوثنية. ولأنه اختار شعبه لكي تتقدس به الأمم. فكانت أحكامه رادعة لهم لكي بقدر الإمكان يحفظ قداستهم ويبعدهم عن نجاسات الأمم حتى يكونوا نورًا بينهم لمعرفة الله القدوس وإعلان مجده. وفي العهد الجديد تحولت العقوبات الجسدية إلى عقوبات روحية حيث أن القتل الجسدي قديمًا أصبح يقابله في العهد الجديد القتل الروحي الأبدي بالحرمان من تناول جسد الرب ودمه سر الحياة وسر القيامة. والرجم والحرق يقابلهما الصوم الانقطاعي والمطانيات التي تقتل ليس الجسد وإنما شهواته وانحرافاته. والقطع من الشعب قديمًا يقابله جديدًا الحرمان من دخول الكنيسة ومن ممارسة جميع الأسرار الكنسية وهذا يتبعه حرمان من عطايا الروح القدس الخلاصية ومن مخالطة المؤمنين (1كو5: 11) فيتحول المقطوع إلى غصن جاف لا يصلح إلا للحريق ولا تَعُد له شركة مع الله إلا بعد توبته وقضاء مدة عقوبته. كما حدث مع خاطئ كورنثوس (2كو2: 6-8). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() سابعًا: نظرة العهد الجديد لأعمال الجسد:
أما نظرة العهد الجديد إلى أعمال الجسد في عمومها سواء المشروعة منها مثل العلاقات الزوجية والولادات الناتجة عنها، أو غير المشروعة مثل الزنى والزيجات المحرمة، فبينما كانت كلها هذه وتلك تتسم بالنجاسة وتحتاج إلى التطهير والتكفير عنها في العهد القديم فالعهد الجديد ينظر إلى العلاقات الزوجية على أنها فطر وليس نجاسة. وحوَّل القضاء على الزاني بالقتل إلى إعطاء فرصة له للتوبة من أجل الصفح عن خطاياه في استحقاقات ذبيحة المسيح التي كان غرضها الرئيسي إنقاذنا من الموت فلا نهلك بل تكون لنا حياة أبدية. إلا أن الحكم قديمًا على الزاني بالقتل أي إبادته وقطع حياته من على الأرض فيه تنبيه للمستهترين من أبناء العهد الجديد بأجسادهم والمستهينين منهم بخطية الزنا إلى مدى شناعة هذه الخطية ومدى غضب الله على فاعليها. أما فترات التطهير فالعهد الجديد يأخذ بها حيث لا يسمح باقتراب الأم إلى المقدسات إلا بعد مدة 40 يومًا في حالة ولادتها ولدًا و80 يومًا في حالة ولادتها بنتًا وكذلك طول فترة الطمث أو النزيف. وطبعًا بعد الاغتسال الجسدي والاعتراف بالخطايا ونوال الحل والمغفرة بالصلوات الخاصة بذلك. ثامنًا: أبناء العهد الجديد أحرى بدعوتهم للقداسة: عندما دعا الله شعبه قديمًا إلى حياة القداسة وأن يكونوا متشبهين به لأنه هو قدوس أعطاهم سببًا مبررًا لدعوته هذه لهم وهو أنه هو الذي أنقذهم وخلَّصهم وحررهم من عبودية فرعون ليكون هو لهم إلهًا، وإذ هو إله قدوس فيكون من حقه عليهم أن يلتزموا بدعوته هذه فقال لهم "إني أنا الرب الذي أصعدكم من أرض مصر ليكون لكم إلهًا. فتكونون قديسين لأني أنا قدوس" (لا11: 45). وإن كان مطلب القداسة هذا حق الله على شعبه قديمًا مقابل تحريرهم من أرض مصر وخلاصهم من قسوة فرعون خلاصًا جسديًا وبهذا الخلاص صار إلهًا لهم. فكم يكون حقه على شعبه في العهد الجديد مقابل فدائه لهم من موت الخطية وتحريرهم من عبودية إبليس وإعطائهم خلاصًا روحيًا أبديًا! وإن كانت القداسة حقًا لله على أصحاب عهد التقديس بماء للتوبة فهي حقه بالأكثر على أصحاب عهد التقديس بالروح القدس ونار (مت3: 11). وإن كانت هي حقه على أصحاب ناموس الحرف والمواعيد الأرضية الزمنية فهي بالأكثر حقه على أصحاب شريعة الروح والنعمة والحق (يو1: 17) والمواعيد السماوية. وإن كانت حقه على أصحاب العهد الأول الذي به عيب (عب8: 7) وينتظر كماله فهي حقه بالأكثر على أصحاب عهد الفضل والكمال (عب8: 6) وإن كانت القداسة حق الله على أصحاب الكهنوت اللاوي كهنوت الخيرات الأرضية والمحاط بالضعف (عب7: 28) ويخدمه كهنة خطاة ويموتون (عب7: 23) ويقدمون ذبائح حيوانية (عب9: 12) فهي حقه بالأكثر على أصحاب كهنوت الكاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق (عب7: 17) رئيس كهنة الخيرات العتيدة (عب9: 11) الحي إلى الأبد ويخدم بذبيحة نفسه (عب9: 14) حملًا بلا عيب عن خلاص العالم (1بط1: 19). نعم إن حق الله على أبناء عهد الإنجيل عظيم جدًا في مطالبتهم بحياة القداسة والكمال لأن عهد النعمة مقارنًا بالعهد القديم هو بعطاياه السامية وإمكانياته الإلهية ووسائطه الروحية يؤهل أصحابه لحياة القداسة ويمكنهم منها ومن ثم يوجبها عليهم. ولابد أن يدرك أصحاب عهد النعمة مسئوليتهم تجاه تحقيق دعوة الله لهم لحياة القداسة. وفي الفصل التالي نعرض لوصايا الله الخاصة بقداسة شعبه في العهد الجديد. |
||||
![]() |
![]() |
|