![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من
كتاب القداسة في المسيحية بين المتزوجين القمص صليب حكيم واقع البتولية بين المتزوجين 1 - شهوة البتولية بين المتزوجين: يوجد من بين المتزوجين أزواج يعزفون بإرادتهم الكاملة عن الحياة الجسدية بعد أن يعطيهم الله الأطفال الذين أنجبوهم. ليس عن عجز ولكن عن رغبة صادقة واشتياق لحياة البتولية. ولا يستقر هذا العزوف بطبيعة الحال كأسلوب حياة إلا برضا الزوجين اللذيْن قد تتفق رغبتهما معًا. وأحيانًا تبدأ رغبة البتولية من طرف واحد أولًا وهذا لا يحاول أن يضايق الطرف الآخر بالضغط عليه، بل يجتهد بالتفاهم الروحي والتشجيع بالتدريج إلى أن ينبع هذا العزوف من داخل الطرف الآخر. وبذلك يبدأ طريق التبتل برضا الطرفين رضاء كاملًا وبفرح. لأنه لا يصح انتهاج حياة التبتل من جانب واحد. لأن هذا يخالف قول الإنجيل "لا يسلب أحدكم الآخر إلا أن يكون على موافقة" (1كو7: 5). ولربما كلمات معلمنا بولس التي يقول فيها "فأقول هذا أيها الإخوة الوقت منذ الآن مقصَّر لكي يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم.. والذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه" (1كو7: 29،31). لربما هذه الكلمات ترن أصلًا في آذان هذا النوع من الأزواج فتكون مشجعًا قويًا لهم للسير في حياة البتولية. محبة في البتولية من أجل رفع هم الانشغال بمطالب الحياة الجسدية عن كاهلهم. وإتاحة الفرصة لهم لحرية الانطلاق لممارسة مختلف أنشطة الحياة الروحية والتمتع بها، استعدادًا لحياة أكثر سعادة مع المسيح في السماء. وقد يتأتى التبتل كحياة للزوجين بجهاد روحي قد يطول عدة سنوات بتدريبات روحية متواصلة حتى يبلغا درجة الزهد الكامل في أمور الجسد. ويتفاوت المتزوجون الراغبون في البتولية في مراحل السن التي يبلغون فيها لهذه الدرجة الزاهدة في الجسد ومتطلباته. وهذا المستوى من المتزوجين المتبتلين لا يقدر عليه إلا القليلون، وهو استعدادٌ وموهبةٌ، تمامًا مثل الذين يدخلون سلك الرهبنة فغالبًا ما يكون لديهم استعداد طبيعي للحياة الرهبانية. وظاهرة التبتل بين المتزوجين يذكر لنا تاريخ الكنيسة أمثلة كثيرة لها، مثل القديس الأنبا ديمتريوس الكرام البابا 12. الذي كان فلاحًا أُميًّا وأقام مع زوجته 47 سنة وهما في بكوريتهما ولم يعرف أحدهما الآخر، إلى أن اُختير بطريركًا بإعلان إلهي، ولكي يزيل الشك من الشعب من جهة بتوليته طاف هو وزوجته الكنيسة وفي بلينه وفي إزارها جمر ولم تحترق ثيابهما. ويدعوه تاريخ الكنيسة الأب البكر الطاهر مجاهد الشهوة وقاهر الطبيعة. والقديس أبو مقار الكبير الذي زوَّجاه أبواه على غير إرادته، فتظاهر بالمرض واستأذن والده أن يمضى إلى البرية لتبديل الهواء. ولما عاد إلى بيته وجد زوجته قد ماتت وهى بتول، فاتجه إلى خارج بلده بادئًا حياة العزلة. والقديس يوحنا كاما زَوَّجه والداه على غير إرادته، واتفق مع زوجته على أن يحييا بتولييْن، وكانا إذا رقدا ينزل ملاك ويظلل عليهما بجناحيه، ونبتت فوقهما كرمة لم يزرعها أحد وظللت خدرهما علامة على طهرهما. ثم أبدى رغبته لزوجته في الذهاب إلى الدير وأودعها هي ديرًا للعذارى. والقديس مينا أسقف تِمِّي زوجاه والداه بغير إرادته وأطاع ولكنه اتفق مع زوجته على أن يحتفظا ببتوليتهما ولبثا يعيشان عيشة الرهبان إلى أن فاتح زوجته في رغبته للذهاب إلى الدير فوافقته على ذلك وترهب في دير الأنبا انطونيوس واختاره الرب أسقفًا على تمى إلى أن تنيح بسلام بعد أن أعلمه الرب بنياحته. ولا نستغرب أن نجد ظاهرة التبتل بين المتزوجين موجودة بين غير المؤمنين أيضًا. فيذكر لنا تاريخ الكنيسة عن القديس كونن أن والديه كانا من عبادالكواكب وكان هو رافضًا للزواج ولكنهما أزوجاه بامرأة فلم يقترب إليها، لا مانعًا له في ذلك برٌّ شرعي ولا ضعف طبيعي، بل كرهًا في الشهوة. وكان كثير الصلاة طالبًا الإرشاد إلى معرفة الإله الحقيقي، فظهر له الملاك ميخائيل وأرشده لأحد الرسل فعلَّمه الإيمان. فإن كانت البتولية وحياة البرية رمزًا لحياة الكمال، إلا أن حياة الكمال المسيحي ليست قاصرة على آباء البرية والمتبتلين فقط بل هي ممكنة بين المتزوجين أيضًا. كما تذكر سيرة القديس أبو مقار؛ كيف سمع صوتًا يقول له "إنك لم تبلغ بعد يا مكاريوس إلى الكمال الذي بلغت إليه امرأتان متزوجتان وعائشتان معًا في منزل واحد بمدينة الإسكندرية" وقد حضر القديس مكاريوس إلى الإسكندرية وتحقق من صحة هذا الكلام. لذلك إن كنا نعرض لمجد المتبتلين بين المتزوجين في مضمار حياة القداسة فهو لا يقلل من شأن المتزوجين الذين يعيشون حياتهم العادية في طهر وقداسة ومخافة الله. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هذا هو حال المتزوجين |
أسئلة المتزوجين فقط |
قال أحد المتزوجين : |
للرجال المتزوجين |
هام جدا جدا للنساء المتزوجين فقط |