ما أحلى أن يقيم الأخوة معًا
المزمور المئة والثالث والثلاثون
1. المزمور المئة والثالث والثلاثون هو مزمور ينشده المؤمنون في الليتورجيا ليعلنوا الفرح الذي يحسّ به الاخوة المجتمعون معًا. وجَّهه أحد معلمي الحكمة كتحريض للكهنة واللاويين الخادمين في الهيكل، ثم دخل بين المزامير التي يتلوها الحجاج الآتون إلى أعياد الرب في أورشليم.
2. الله يبارك الوحدة بين الاخوة.
آ 1: لذة الحياة الاخوية المغمورة بالمحبّة.
آ 2: تشبيهها بالزيت المعطّر على رأس هارون ولحيته.
آ 3: تشبيهها بالندى الذي هو رمز البركة على جبل حرمون وصهيون.
ينشد المزمور الأخوّة، ويعني لذلك الحجّاج القادمين إلى أورشليم، والذين يسكنون في مكان واحد خلال العيد. ينشد الأخوّة التي تجمع كل المتوافدين إلى هيكل الرب للاحتفال بأعياده. ما يمكن أن يكون سبب نزاع وخصام يصبح في صهيون ينبوع فرح. وهذه الأخوّة هي ما يميّز كهنة الله وشعب الله، وكلهم كهنة، كما أن الزيت هو ما يميّز هارون الكاهن دون سواه. فمن عرف أن يفيد من هذا الفرح الناتج عن العيش بين الاخوة، يكون كهارون الذي سال عليه الزيت من رأسه ولحيته حتى طرف ثيابه. وهذه السعادة الاخوية تجلب الفرح، كما الندى الاخضرارَ على الجبال. أما الخصب الحقيقي على جبل صهيون فأساسه هذه الأعياد التي فيها يلتقي الاخوة ويتحابوا. في صهيون نعيش الأخوّة ومن صهيون نأخذ البركة بعد أن نكون قد اشتركنا في "عشاء المحبّة".
3. يعلن هذا المزمور سعادة العائلة التي يعيش أعضاؤها بالاتحاد والتناغم. أما ذكر هارون فهو يدفعنا إلى أن ننظر إلى الكهنة، وقد كانت الخلافات بينهم شديدة بعد المنفى، قبل أن يتّحدوا حول شخص هارون. أمّا البركة التي منحها الرب إلى أبناء العائلة الواحدة، إلى أبناء العائلة الكهنوتية الواحدة، إلى جماعات شعب الله في كل مكان، وإلى شعب الله ككل، فهي حياة دائمة وخير كثير يفيضان على شعب الله أفرادًا وجماعات.
4. الجماعة الموحَّدة هي جماعة مباركة. وكل نفيس يرخص في سبيل الحصول على الوحدة. هذه الوحدة لا تفرض وحدة الآراء المحجَّرة، بل الحوار المفتوح الذي يوصلنا إلى ما يطلبه الله منا. فكما أن الرب لا يرضى عن اختلاف بالرأي على حساب المحبَّة، فهو لا يرضى عن اتهاماتنا بعضنا لبعض بالضلال والهرطقة. أو عن خلط الأشخاص والآراء، متناسين أن الله وحده يعرف الافكار والقلوب. ولا يجب أن ننسى كلام السيد المسيح (يو 13: 53): "بهذا يعرف الناس أنكم تلاميذي إذا كنتم تحبون بعضكم بعضًا". ولنتذكر كلام الرسل: "أحبوا بعضكم بعضًا في الكرامة" (روم 12: 10). "لا يكن عليكم لأحد دين إلاّ محبّة بعضكم لبعض (روم 13: 8). "وبعد فليكن لكم جميعًا وحدة في الرأي وعطف وإخاء ورأفة وتواضع" (1 بط 3: 8).