رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تهمل يا ربّ أعمال يديك
المزمور المئة والثامن والثلاثون 1. المزمور المئة والثامن والثلاثون هو صلاة فردية يرفعها المرتّل إلى الله، ذاكرًا النعم التي حصل عليها. وهو أيضًا صلاة شكر ترفعها الجماعة بعد رجوعها من المنفى. وهكذا يصبح ضمير المتكلّم المفرد (أنا) ضمير الجميع (نحن) على ما نقرأ في أشعيا (12: 1): "أعترف بك يا رب لأنك غضبت عليّ ثم ارتدّ غضبك وفرَّجت عني". فيصبح نشيد الفرد نشيد صهيون، وخلاص الشعب ككل يجعل ملوك الأرض ينتظرون خلاص الرب لأن مجده عظيم. 2. شكر لله الذي خلّص شعبه من المنفى. آ 1- 3: مقدمة يشكر فيها المرتّل لله تدخّله في حياته: صرخ إلى الرب، فأجابه الرب وأعطاه قوة جديدة. التفت نحو الهيكل المقدس من البعيد كما نحو القبلة (دا 6: 11). هكذا كان يتطلّع المنفيّون إلى أورشليم. آ 4- 6: تأثير بركة الرب على الآخرين. إن ما حقّقه الله لأجل أحبّائه يُعتبر شهادة للعالم الخارجي: سيتعجب الناس عندما يرون كيف رفع الله صفيَّه من الحضيض وخلّص شعبه من المنفى. آ 7- 8: تأثير بركة الرب على المرتّل: ازداد ثقة بالله رغم المصاعب التي تلوح في الأفق. إذا كان تدخّل الله لم يحلَّ كل المشاكل، إلاّ أن الماضي المجيد يبشّر بالخير في المستقبل. 3. تشبه بداية المزمور بداية نشيد المفدّيين كما نقرأه في أشعيا (12: 1؛ 25: 1). موجود المرتّل أمام الملائكة يذكّرنا بأن الجماعة المصليّة تتألف من الناس والملائكة (8: 6؛ 29: 1). المؤمنون يسجدون في الرواق، ويتطلّعون نحو الهيكل ليمجدوا اسم الله، أي ليشكروه لأجل صلاحه وأمانته. وعد الرب ووفى بوعده، فكافأ اسرائيل التائب وأعاده من المنفى. وارتفاع المتّضعين يجعل العالم كله يدهش. يقول أشعيا (49: 7): "الملوك ينظرون ويقومون، والامراء يسجدون لأجل الرب الأمين والقدوس الذي اختارك". إن ملوك الأرض سمعوا كلام الرب ورأوا مواعيده تتحقق: "تجلى مجد الرب ورآه كل بشر، لأن فم الرب قد تكلّم" (أش 40: 5). 4. إن شكر الجماعة المخلصة يمكنه أن يكون نشيد شعب العهد الجديد، والكنيسة تتحد مع الملائكة لتمجد الله والحمل بنشيد موضوعُه عملُ الخلاص، التام (رؤ 5: 11 ي؛ 7: 9 ي). والخليقة كلها تشاركنا هذا النشيد: الخلائق التي في السماء والتي على الأرض وتحت الأرض في البحار، جمع كبير من كل أمّة وقبيلة وشعب ولسان. أما انحدار الله العلي ليخلّص البؤساء والمتواضعين، فقد تحقّق بصورة جلية. في شخص يسوع الذي يضيء طريق الكنيسة في مسيرتها عبر الصعوبات لتبقى متطلّعة إلى الخلاص النهائي |
|