مجمع القسطنطينية ولقب المخلص والأقانيم
الخلاص هو عمل ثالوثي أما التسمير nailing على الصليب فهو دور الابن، وفي المقابل كان للآب دور مرافق أو مشارك في نفس العمل وهو قبول الذبيحة التي قدم الابن بها نفسه. والابن قدم نفسه ذبيحة بالروح القدس. ولعل الروح القدس كانت ترمز إليه النار الإلهية التي تنزل من السماء وتلتهم الذبائح التي كانت تقدم على المذبح في العهد القديم. فهو النار الإلهية التي تُصعد الذبيحة.
وقد ورد في رسالة معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيطس ما يؤكد أن الآب له لقب المخلص كما أن الابن له لقب المخلص فقال "ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغُسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنىً علينا بيسوع المسيح مخلصنا" (تى3 : 4-6). هنا معلمنا بولس الرسول يلَّقب كل من الآب والابن بلقب "مخلصنا". فالآب سكب الروح القدس بغنى علينا باستحقاقات الخلاص التي تممها يسوع المسيح. فعبارة "مخلصنا الله" في هذه الآية لا يمكن أن تكون إلا على الله الآب الذي سكب الروح القدس بيسوع المسيح.
ولا يستقيم الكلام هنا إن افترضنا أن عبارة "حين ظهر لطف مخلصنا الله" تعود على الابن لأنه لا يقال عن الابن أنه قد سكب الروح القدس علينا بيسوع المسيح وكأن الابن هو الفاعل والمفعول في آنٍ واحد. كما لا يستقيم الكلام إن افترضنا أن "مخلصنا الله" تعود على الروح القدس لأنه يكمل بقوله "الروح القدس الذي سكبه علينا"