للنعامة جناحان يشبهان أجنحتهما، لكن ليس لها سرعة طيرانهما. فإنها بالحقيقة لا تقدر أن ترتفع عن الأرض وتمارس طيرانًا حقيقيًا. هكذا كل المرائين الذين يتظاهرون بسلوك الصالحين ولهم ذات المظهر الصالح، ليس لهم سلوك صالح حقيقي. وكأن الله يقول: لك مظهر جناحيك، فتبدو كمن يقدر أن يرتفع، لكن ثقل سلوكك ينحدر بك إلى أسافل العمق.
جسما الصقر ومالك الحزين صغيران، لكن يسندهما أجنحة كثيفة. لهذا يطيران بسرعة لأن ما يثقلهما قليل وما يسندهما للطيران كثير... شخصية الإنسان المختار يُشار إليها حسنًا بمالك الحزين والصقر. مادام المختارون يعيشون في هذه الحياة لن يمكنهم أن يكونوا غير مصابين بخطيةٍ ما، مهما بدت صغيرة. لكن مادامت قليلة فيهم هذه التي تثقل إلى أسفل يكون لهم فيض من فضيلة العمل الصالح الذي يرفعهم إلى الأعالي.
البابا غريغوريوس (الكبير)