رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سمع مرّة القدّيس دانيال العامودي ( ٤٠٩ - ٤٩٣ م ) البعض يتحدّثون عن معبد للأصنام تقطنه الشّياطين في منطقة قريبة منه ، وإنّ هؤلاء الأبالسة ألحقت بالمنطقة أضراراً بالغة ، فلم يكن يجسر أحد من السّكّان أن يمرّ بالمعبد لا نهاراً ولا ليلاً حتى يئس هؤلاء من طردهم واستكانوا لوجودهم . وعرف القدّيس بتوجّعهم وآلامهم ومخاوفهم ، فراح يفكّر كيف يستطيع أن ينجدهم . تذكّر القدّيس أنطونيوس الكبير وكم تحمّل من هجومات الشّياطين وكيف انتصر عليهم في النّهاية . فدعا أحدهم وأخذ يستخبر منه عن المعبد وما بداخله ثم طلب منه أن يدلّه على مدخله . وعندما وصل البار إلى المكان الخطر تظاهر بأنّه أحد المحارِبين ، فدخل المعبد دون خوف متسلّحاً بكلمات صاحب المزامير : ' الرّبّ نوري وخلّاصي ممن أخاف. الرّبّ ناصر حياتي ممن أخزع . '. ( مز١:٢٦ ) ثم راح يتجوّل داخل المعبد وهو يرسم إشارة الصّليب ويسجد مصلّياً في كلّ زاوية منه . ولمّا حلّ الليل إذا به يسمع ضربات قويّة وضجة أناس كثيري العدد ، فبقي لابثاً دون حراك يصلّي . وفي الليلة الثّانية عادت الضّربات أيضاً وبقي هو على نفس الوضع مصلّياً . وفي الليلة الثّالثة أراد أن ينام قليلاً ، فإذا به يشاهد أثناء غفوته جماعة سوداء تقترب منه وتصيح : ' من أرسلك إلى هذا المكان أيّها البائس الشّقي لتستحلّه . أتريد أن تلقى موتاً شنيعاً كما صادف غيرك ؟ سوف نجرّك لنلقيك في النهر فتموت غرقاً '. بينما راحت جماعة أخرى ترجمه بالحجارة بغية سحقه بها . استيقظ جندي المسيح وراح يتجوّل من جديد في أطراف المعبد مرتّلاً ومسبّحاً الرّبّ ومستهزئاً بالشّياطين بلهجة متوعّدة : 'هيّا ارحلوا بسرعة قبل أن يفوتكم الوقت . ستنزل نار من صليب المسيح لتحرقكم ، فارحلوا قبل فوات الأوان '. راحت الشّياطين تزيد من هجماتها ، بينما بقي القدّيس هائداً بدون حراك داخل المعبد رافعاً يديه مصلّياً . سمع أهل المنطقة وتعجّبوا مما يحدث ، فاتّجهوا بأجمعهم كباراً وصغاراً ليروا بأمّ العين كيف أن هذا المكان الشّديد الخطورة قد أصبح مكاناً هادئاً ، وكيف في هذا المكان بالذّات صار يتمجّد اسم الرّبّ ، بينما كان لوقت قصير مسرحاً ترقص عليه الشّياطين ومرتعاً للأرواح الخبيثة . وسمعوا جماعة الشّياطين تهدد رجل الله صارخة : ' إنّ هذا المكان هو لنا منذ أعوام طويلة ، فاهرب أنت منه قبل أن نقطّعك إرباً '. وآخرون منهم كانوا يتوعّدون : 'لا بل سنلقيك في النهر... '. وفعلاً أحسّ البار بأنّ الشّياطين تجرّه بقدميه ، فلم يضطّرب ، بل أخذ يصلّي بقوّة صارخاً في وجههم : 'إنّ المسيح هو مخلّصي وسوف يغرّقكم الآن بقوّة يمينه في الهاوية السّفلى المريعة '. وللحال سُمعت صرخات مدوّية مخيفة ، واختفى فجأة بعدها الأعداء المظلمون . نعم ، إنّ صلاة وتهديد القدّيس طردهم بعيداً عن مكانهم . وهكذا تخلّصت المنطقة من شرهم وجورهم . بركة القديس دانيال العمودى تكون معنا وتحفظنا وتحفظكم من كل فخاخ الشياطين امين . |
|