اذا حاولت ان تقيم علاقات حقيقية وعميقة

[روشا الفرفوشه]

اذا حاولت ان تقيم علاقات حقيقية وعميقة قبل ان تجتهد لتصبح ناضجا وسويا, فجيمع علاقاتك_بما فيها علاقتك مع نفسك وشريك حياتك_نهايتها الفشل والألم

محتاج
لا يستطيع الغريق ان يلتفت لأى شخص سوى نفسه, ولا يمكنه ان ينقذ غيره, وعالمنا ممتلئ بالغرقى,
تلك هى حالتك بإحتياجاتك العاطفية الملحة الغير مشبعة, انت لا تلتفت سوى لجوعك,واحتياجك يدفعك دفعاً للدخول فى علاقات مبنية على اساس هش, سواء ادركت ام لم تدرك , ومهما هربت من تلك الحقيقة او أنكرتها,فأن جميع علاقاتك فى تلك الحالة يكون الغرض منها محاولة سد ثغرات قلبك, او الحصول على شيئ من تلك العلاقة يجعلك على ما يرام,والدليل انك تغضب وتصاب بالأحباط اذا لم تحصل على ما تتوقعه منهم,مع انك إدعيت ان عطائك بلا مقابل !
وقد ترتدى قناع لا يناسبك لأسترضاء الآخرين او استجداء مدحهم او الشعور بأنك موضع اهتمام,وقد تغلف هذا بقناع روحى او تضعه تحت قائمة المحبة المسيحة لتهرب من الشعور بالذنب!

محبوب
بعد اختبار علاقات فاشلة ومؤلمة, كان لابد ان تدرك ان احتياجاتك اعمق من ان يسددها أى بشرى, لقد ادركت ان اعمق احتياجاتك قد سُددت بالفعل, انت محبوب الله موضوع اهتمامه اللامحدود,ادركت هذا بعقلك وقلبك, لقد امتلأت بالأمان والثقة,لقد تغيرت نظرتك لنفسك,انت جدير بالحب والرضا وهذه هو اساس علاقاتك الجديدة مع نفسك والآخرين والله !

حر
لم تعد تستجدى الحب منهم, لست مشغول بأحتياجك بعد, لم تعد تنتظر من يكملك,وحيث انك مُشبَع, فللمرة الأولى يتنهى انشغالك بذاتك وتخرج من تلك الدائرة وتلتفت لآخرين, لديك الآن الحرية الكاملة لأقامة علاقات صحية دافعها الأختيار الحر وليس الجوع العاطفى.
انت الآن تقدم الحب ليس كدين تنتظر رده,لأنك مشبع فى اعماقك
تساعد الآخرين وتهتم بهم لا لتحصل على مدحهم او تحقق ذاتك فيهم فأنت لم تعد ذاك الغريق البائس,او الفقير المنتظر إعانته,بل لأن هذا اختيارك الحر_عن غٍنَى_ وطريقتك فى تقديم الحب لمن تختار,
حتى انك تفهمت حرية الاخرين, هم ايضا احرار,احرار ليحيوا وفقا لأسلوبهم,لن تحاول التحكم بهم, لن تحاول تغيير شريك حياتك او السيطرة عليه, فاما ان تقلبله كما يريد هو ان يكون, او تتمنى له الحظ السعيد مع غيرك
احرار ليختارونى صديقا او حبيبا او يرفضونى, وليتحملوا تبعات اختيارهم فأنت ايضا حر ويحق لك وضعهم فى المكانة التى تلائم اختيارتهم,
لم تعد تخشى عواقب الرفض, فأنت مدرك فى اعمق نقطة داخلك انك مقبول بلا حدود ورفض بشرى لك ليست نهاية العالم
انت حر لتقول "لا" دون خوف, "لا" للأهانة والانقياد و"لا" والف "لا" للتعدى على حريتى
من لا يتقبلك عندما تقول "لا" فلا يستحق منك "نعم"

غالى
ادركت جيدا انك غالى القيمة,لن تسمح بأستمرار علاقة قائمة على استغلالك او الأسائة لك,بل وستعيد تقييم علاقاتك الحالية, انت حر لتقرر اقصاء من لا يقدرك حق التقدير ولا يستحق لقب صديق او حبيب, دون الشعور بالذنب,او القيد, انت لست مدان ولا ملك لأحد بعد, شعورك بقيمة نفسك جعل الاخرين يشعورن ايضا بقيمتك, كما لو لم يفعلوا من قبل !

واثق
شعورك القوى بالأمان لا يمكن زعزعته, لم تعد انتقادتهم تؤذيك, لم تعد تستميت فى الدفاع عن رأيك, لم تعد هذا الشخص المُنفر فى نقاشه,لم تعد تشعر بالتهديد مهما قيل عنك, هويتك المبنية على حب الله قوية كالصخر, فارقتك تلك الحدة اذا اختلف معك آخر, ازدادت قدرتك على تقبل اختلاف الآخرين ولم تعد تاخذ هذا بمحمل شخصى, تخليت عن طبقات الحماية التى شغلتك عن رؤية عيبوك, لاحظ الآخرين انك صرت اكثر ليونة,لقد قلت اوقات اكتئابك, وصرت قادر على الخروج سريعا من مزاجك السيئ, لقد تملكت زمام الامور

مسئول
حدود مسئوليتك اصبحت اوضح
لم تعد تبحث عن اى شخص او شيئ تعلق عليه اخطائك
صرت اكثر انفتاحا للبحث عن موضع خطأك والاعتراف بمسئوليتك بل والاعتذار عن هذا الجزء
لم تعد تعتذر عما لم تفعل, او تحتمل مسئولية لا تخصك ممولاً بهذا عدم مسئوليتهم
انت الوحيد المسئول عن اسعاد نفسك,انت الوحيد المسئول عن تحقيق احلامك واشباع احتياجاتك
لقد تفهمت هذا جيدا, ووفرت على نفسك عناء ادانة الاخرين والغضب الغير شرعى عليهم

وفى المقابل
لست مسئول عن العيش طبقا لما يتوقعه منك الاخرين,ولن تعيش وفقا لأهوائهم واذواقهم او اسلوبهم
لست مسئول عن تقديم اعذار عن عدم تلبية رغبات الآخرين
لست مسئول عن حل المشاكل التى يخلقها الآخرين لأنفسهم,وان اخترت فعل هذا بحريتك
ولست سُلم يستخدمونه لتحقيق احلامهم, لم تعد تمول استغلالهم لك, ووفرت على نفسك كثير من الغيظ والحقد

محدود
لقد تفهمتك محدوديتك, ومحدودية الاخرين,لا يمكنك ان تحملهم ما لا يستطيعوا فعله , ولا تتوقع منهم ما لا يقدر سوى الله على فعله,لم تعد تشعر بالأستياء والاحباط اذا رفضوا لك طلباً, لم يعد الاخرين يهربون منك لأنك اجهتدهم بلومك واحتياجاتك.
انت ايضا محدود,لم تعد تشعر بالذنب اذا لامك احدهم على احباط توقعاته منك, او على رفض طلب لا تستطيع تقديمه, لم تعد تشعر ان هذا ضد المحبة

تصححت مفاهيمك عن كل شيئ :ذاتك,الحب,الألم,العلاقات,وحتى الله
حياة بمنظور جديد !

[Mary Naeem]

شكرا على المشاركة
ربنا يفرح قلبك

[روشا الفرفوشه]

ميرسى على مشاركتك الجميله