لابد و انك تخدم شخصاً ما , شيئاً ما . ذلك الذي يقدم لك الشعور بالتميز و الانتماء .
فنحن نبحث عن شخص او خبرة او شئ يسدد هذين الاحتياجين و يقدم لنا ذلك الشعور بالامان و القبول الذي نرغب فيه بشدة .
فكيف نجيب عن هذا السؤال الملح : " من انا ؟ " و هو السؤال الذي يعني في الواقع " لمن انا ؟ " .
فان لم نكن تعرفنا بعد علي اجابة هذا السؤال حتماً سنصارع في حياتنا و لن نعرف ابداً السلام الداخلي و الشبع و السعادة الحقيقية .
فما يمتلكنا هو ما يجعلنا مهمين ما يمتلكنا هو ما يهطينا الهوية و يجعلنا مميزين .
لنلقي نظرة علي ما يخبرنا به العالم عن هويتنا و من نكون
+ يخبرنا المجتمع اننا مجرد رقم . رفم في البطاقة و اخر للتليفون و اخر للرصيد و اخر لرخصة القيادة و تستمر القائمة الي ما لا نهاية .
و الاكثر من ذلك اننا نستخدم الارقام لنقارن بعضنا البعض و نجد انفسنا طوال الوقت نسعي لكي نصل الي درجة اعلي في كل شئ .
+ تخبرنا وظائفنا ان هويتنا هي ما نفعله , فهويتك هي مهارتك , و لكن ماذا لو انك لا تعمل ؟ هل تفقد هويتك ؟
ماذا لو انك تعتقد ان مهاراتك الخاصة اقل من مهارة الاخرين ؟ هل هذا يجعل شخصاً يشعر بصغر النفس ؟
+ يخبرنا نظام المدرسة اننا عبارة عن درجات , فهويتك هو ما تحصل عليه من درجات ,
و هذا الضغط الذي يحدث من اجل الحصول علي درجات عالية لا يشجع التعليم او التعلم
و لكنه يجعل الدرجات هي الشئ الهام للغاية و اصلحت هي الغاية لا الوسيلة .
+ يخبرنا اباؤنا بهويتنا بغض النظر عن عمرنا . فعلي سبيل المثال يخبرونا اننا بحاجة لكي نكون ما لا يمكننا ان نكونه ,
و الضغط الذي يقع علي عاتقنا لكي نحقق لهم ما يرغبونه و قد يكون في بعض الاحيان قاسياَ جدا .
+ يخبرنا وصفنا لانفسنا و للاخرين اننا في حالة معينة . و في ثقافتنا من المهم الحصول علي الوضع السليم .
فنحن نحب العناوين لانها تساعدنا علي تصنيف البشر . فهذا " مطلق " و اخر " اعذب " و " كاريزمي " و " كئيب " و " مؤمن " و ......
و بمجرد ان نضع صفة للشخص نشعر اننا نعرف من هو و يمكننا التعامل معه .
+ تخبرنا كنائسنا بهويتنا , فهي تخبرنا اننا مؤمنون او اننا روحيون من خلال ما نرتديه و ما نقوله و ما نفعله و ما لا نفعله .
فيجب علينا ان نساير حالة معينة حتي نكون مقبولين كمؤمنين . فتقبلنا الكنائس علي اساس ما نفعله .
+ تخبرنا خطايانا بهويتنا . فنحن جميعاً علي دراية بفشلنا و نشعر بأننا غير قادرين علي ان نحب و نصارع دائما مع الشعور بالذنب
وايضا مع فكرة اننا بلا قيمة و اننا لن نرتقي ابداً للمستوي المطلوب .
و غيرها من الطرق المختلفة لتحديد هويتنا و معرفة من يمتلكنا و لمن ندين . و هي كما يتضح هوية غير مستقرة اياً كانت الطريقة التي تتبعها .
و لا عجب اننا فريسة سهلة للاكتئاب . و ان لم يكن الاكتئاب فانت تعرف معني ان تكون عبد لشئ ما .
و لن نضيع المزيد في الوقت في النتائج التي تترتب علي تلك الانماط من السلوك فجميعنا اختبرها و اختبر نتائجها .
لكننا سنتجه مباشرة الي طريق الخلاص , الي التحرر من كل تلك القيود و تكوين هوية حقيقية
تلك المبنية علي " الصخرة " التي لا تتأثر برياح التجارب او التغيير .