رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله يعاتب أحباءه أما أعداؤه فيعاقبهم إنه يذكرهم بماضيهم الحلو معه (تركت محبتك الأولي). إنه يعاتب الذي يمكن أن يرجع إلي المحبة الأولي التي اختبرها قبلًا. والآن قلت أو ضاعت. غالبًا قلت.. الله يهتم بهذه المحبة ويركز عليها. لأنه يريد القلب قبل كل شيء. وليس مجرد الممارسات. فقد لام أولئك الذين يقتربون إليه بالصلاة. وقلوبهم بعيدة عنه. فقال (يقترب إلي هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه. أما قلبه فمبتعد عني بعيدًا) (مت8:15). إنه يعاتب أولاده الذين تركوه أو لم يعرفوه. فيقول في سفر إشعياء النبي (أسمعي أيتها السموات، وأصغي أيتها الأرض، لأن الرب يتكلم: ربيت بنين ونشأتهم. أما هم فعصوا علي) (أش2:1). أغن يعاتب كرمه الذي اعتني به، وقال عنه (ماذا يصنع أيضًا لكرمي، وأنا لم أصنعه؟! لماذا إذ انتظرت أن ينتج عنبًا. أنتج عنبًا رديًا (أش4:5). العودة للقوة في الخدمة إنه يعاتب شخصًا كان ملتهبًا في محبته وخدمته. وقد صبر واحتمل، وتعب من أجل اسمه ولم يكل (رؤ3:2). ولكنه الآن قد ترك محبته الأولي. وهو محتاج أن يعرف من أين سقط ويتوب (رؤ5:2). عجيب أن هذا الخادم المحب يسقط ويترك محبته الأولي!! هذا الملاك والكوكب الذي في يمين الرب (رؤ1:2). إنه درس لنا في أن نتمسك بمحبة الله ولا نفتر، حتى لا نسقط.. ونستمع مثله إلي قول الرب (اذكر من أين سقط وتب) (رؤ5:2). نحن نعلم جيدًا أن (المحبة لا تسقط أبدًا) (1كو8:13). فكيف إذن سقط هذا الكلام؟! كيف سقط، والمحبة لا تسقط أبدًا. أغن سقط، ولكن محبته لم تسقط أبدًا!! مازال ملاكًا. إنه يذكر ببطرس الرسول الذي سقط في السب واللعن والإنكار وقت محاكمة السيد المسيح (مت26: 70-74). وعلي الرغم من كل ذلك، لما سأله السيد المسيح بعد القيامة (أتحبني..؟) أجاب (أنت تعلم يا رب كل شيء. وأنت تعلم أني أحبك) (يو21: 15-17). السقوط كان خارجيًا فقط.. سقوط الإرادة، وليس في القلب. لعلنا من هنا ندرك معني عبارة (تركت محبتك الأولي) التي قالها الرب لملاك كنيسة أفسس.. إنه سقط من درجة عالية في المحبة، ولم يسقط من المحبة كلية.. سقط من المحبة الأولي، التي لو قورنت بها المحبة الحالية، تعتبر المحبة الحالية سقوطًا يحتاج إلي توبة!! إنه ليس مبتدئًا يتعلم الحب، بل قد عاشه من قبل وذاقه.. ولكنه قد هبط درجات عن ذي قبل،وكيف؟ ذلك لأن المحبة ليست مجرد عاطفة، إنما اعبر عن ذاتها بالعمل.. كما قال القديس يوحنا الرسول (لا تحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق) (1يو18:3). والرب يذكر ملاك كنيسة أفسس بهذا الحقيقة. فيقول له (اذكر من أين سقط وتب. واعمل الأعمال الأولي) (رؤ5:2).. أعمالك الآن لا تتفق مع المحبة المتأججة التي كانت لك في القديم، والتي بها (تعب من أجل اسمي، ولم تكل).. كانت المحبة ظاهرة في خدمته القوية للرب. والآن لم تعد الخدمة في نفس الحرارة ونفس القوة.. إنه لا يزال يخدم، ولكن ليس بنفس الحب. مثل كاهن جديد كان في أول سنة لرسامته شعلة من نشاط ملتهب يقول مع القديس بولس (من يعثر وأنا لا ألتهب؟!) (2كو29:11) (استعبدت نفسي للجميع، لأربح الكثيرين) (صرت للكل كل شيء لأخلص علي كل حال قومًا) (1كو22:19). أما الآن فإنه يخدم.. ولكن ليس بنفس الروح، ولا بنفس الغيرة العجيبة علي خلاص النفس.. إنه يخدم كما لو كانت خدمته قد بدأت تشيخ.. إنها تسير في الطريق، ولكن مستندة علي عكازين. لقد فترت محبته لله وللملكوت وللناس! وأصبح في خطر من أن يأتيه الرب عن قريب، ويزحزح منارته من مكانها، إن لم يعمل الأعمال الأولي (رؤ5:2). العودة إلى حياة التوبة كما يقال الكلام عن الخدمة، يقال عن التوبة أيضًا. في أول عهد الإنسان بالتوبة، يكون نادمًا جدًا منسحقًا جدًا. لا يكاد يتصور كيف أحزن ورح الله الذي ناله في سر الميرون المقدس!! وكيف نجس هيكله، وكأنه يطرد روح الله من قلبه، ويفض شركته مع الله. وهذا الحزن المقدس كم عصر عينيه بالدموع، وكم ملأ صوته بالآهات، حتى صارت دموعه شرابًا له نهارًا وليلًا.. وكانت عبارة (غير مستحق) يقولها عن نفسه بكب اقتناع وبكل عمق.. أما الآن فقد جفت الدموع من عينيه، وقد بعدت حياته عن مرحلة التوبة! أو يظن أن التوبة مرحلة يمكن أن يبعد عنها، ويدخل في إيجابيات كثيرة رشحته لها حياة الانسحاق الملازمة للتوبة..إنه الآن يخدم، وكثيرون يتتلمذون علي يديه وعبارة (غير مستحق) إن قالها عن نفسه، يقولها من باب الاتضاع لا أكثر، بغير عمق ولا اقتناع..! المرأة الخاطئة التي بللت قدمي المسيح بدموعها، أحبت كثيرًا لأنه قد غفر لها الكثير (لو7). أما سمعان الفريسي الذي لم يكن يشعر أنه خاطئ مثلها، أو أن خطاياه ليست شيئًا علي الإطلاق إذا قورنت بخطاياها.. فهذا ما كان يحب الله مثلها وما كان منسحق القلب مثلها، ولا كان يبكي مثلها.. بل إنه يدينها علي خطاياها، ويدين السيد المسيح الذي سمح أن تبل قدميه بدموعها.. لذلك ذكره المسيح بأنه هو أيضًا خاطئ مثلها. عليه خمسون، وعليها خمسمائة. وكلاهما (ليس لهما ما يوفيان).. أسباب لترك المحبة إذن من أسباب نقص المحبة، نقص شعور الإنسان بخطيته.. (فالذي يغفر له قليل، يحب قليلًا) (لو47:7). أو لعل المقصود هو أن الذي يظن أنه قد غفر له القليل، يحب قليلًا.. وأسوأ من هذا الذي يظن أنه ليست له خطية! لذلك قال الرسول (إن قلنا إنه ليست لنا خطية، نضل أنفسنا وليس الحق فينا) (1يو8:1). وأسوأ من هذين الذي يظن أنه له أعمال بر ؟! مثل الفريسي الذي بكل جرأة وقف أمام الله يفتخر بفضائله فقال (أشكرك يا رب أني لست مثل سائر الناس الظالمين الخاطفين الزناة.. أنا أصوم يومين في الأسبوع وأشر جميع أموالي..) (لو11:18). حقًا من أين تدخل في قلبه محبة الله، وهو لا يذكر خطية واحدة قد غفرها له الله ؟! الإنسان القريب العهد بالتوبة، يشعر بمحبة الله التي غفرت له، فيحبه من أجل مغفرته. بل يشعر أيضًا بمحبة الله التي قادته إلي التوبة، فيحبه من أجل قيادته إلي التوبة. حينما يذكر في صلاة الشكر عبارة (لأنه قبلنا إليه) تزداد محبته لله جدًا. لأنه علي الرغم من كل نجاساته وعصيانه وسقطاته، قد قبله الله إليه. وخطاياه ما عاد يذكرها له، وما عادت تحسب عليه (رو4: 7، 8). فتزداد محبته لله، عرفانًا بجميله عليه. ويذكر كل ذلك في مزاميره (مز103).. أما الإنسان الذي يفكر في كم خدم، وكم تعب لأجل الرب، فربما يظن أنه هو صاحب الجميل علي الله، لأنه يهيئ له ملكوته، ولذلك يستحق منه ويستحق.. إنه يفعل مثل ذلك الابن الكبير الذي اعتبره أباه مقصرًا في حقه بما يناسب خدماته. وهكذا قال له في كبرياء وفي عدم محبة (ها أنا أخدمك سنين هذا عددها، وقط لم أتجاوز وصيتك. وقط لم تعطني جديًا لأفرح مع أصدقائي..!) (لو29:15). إذن محبة الإنسان لله تقل، إن قل انسحاق قلبه. وما أسهل أن كثرة الانشغال تعبد الإنسان عن محبة الله. ذلك إن انشغل بأمور عديدة، لا تعطيه وقتًا يلتصق فيه بالله. وإن سئل عن صلاته، يقول (ليس لدي وقت}!! إذن متى يتحدث مع الله في حب؟ ومتى يشتاق إلي الله كما تشتاق الأرض العطشانة إلي الماء! ومتى يفتح قلبه لله ليملأه بالحب. -حقًا مثل هذا الإنسان ينطبق عليه قول السيد الرب لمرثا (أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة ولكن الحاجة إلي واحد) (لو10: 41، 42). أما أختها مريم التي امتلأ قلبها بالحب، ووجدت لذتها في آن تجلس عند قدمي الرب، تستمع إلي كلامه، وتتمتع بمحبته، فقد قال لأختها عنها (اختارت النصيب الصالح الذي لن ينزع منها) (لو42:10). حقًا إنك قد تترك محبتك الأولي، إن انشغلت عن الرب بشيء آخر. حتى لو كان هذا الشيء هو الخدمة.. وما أصدق تلك الكلمة الروحية التي قالها أحد الأدباء: (قضيت عمرك في خدمة بيت الرب. فمتى إذن تخدم رب البيت ؟!). اخدم إذن. ولكن لا تجعل الخدمة تعطلك عن الحديث مع الله، وعن التأمل في صفاته الجميلة، وعن الجلوس مثل مريم عند قدميه، تسمع كلامه وتري عجائب من شريعته.. وإن خدمت اخدم عن حب: حب الله، وحب لملكوته، وحب للناس.. وتذكر أن ديماس كان خادمًا قويًا، ومن المساعدين الكبار للقديس بولس الرسول. وفي إحدى المرات ذكره قول لوقا الإنجيلي (فل24) ولكن ديماس ترك محبته الأولي، وبدأ يحب العالم، وحلت محبة العالم محل محبة الله في قلبه، ضاع ديماس تمامًا. وقال عنه القديس بولس الرسول في أسى: (ديماس تركني لأنه أحب العالم الحاضر) (2تي10:4). احذر من محبة العالم، لئلا تضيع محبة الله من قلبك. فهوذا القديس يعقوب يقول إن محبة العالم عداوة لله (يع4:4). ويقول القديس يوحنا الحبيب في رسالته الأولي (لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم، فليست فيه محبة الآب) (1يو15:2). إذن كلما يدخل الإنسان في محبة العالم، في شهوة الجسد وشهوة العين وتعظم المعيشة) (1يو16:2). فبالضرورة سيسمع عتاب الله يقول له (عندي عليك أنك تركت محبتك الأولي). ومن الجائز أن يترك محبته الأولي، يسبب تحول القلب إلي آخر.. كأب بسبب محبته لزوجته الثانية، يترك محبته الطبيعية لأولاده من الزوجة المتوفاة. قلبه قد تحول، ومحبته لأولاده تحولت معه. وإذ تسوء معاملته لابن من أبنائه، يقول له هذا الابن -ولو في فكره- (عندي عليك أنك تركت محبتك الأولي).. وأحيانًا يترك الإنسان محبته الأولي بسبب الوشاية أو كلام الناس! كأن يسمع كلمة أو رواية، فيصدقها دون أن يتحقق. ويشك فيمن يحب، ويتعبه شكه. فيترك محبته الأولي، وبخاصة لو كثر سكب الكلام في أذنيه.. إن صدق الوشاية، ويترك محبته الأولي. وكلما ترك محبته الأولي، ويكثر تصديقه للوشايات. أما القلب المحب الثابت في محبته، الذي محبته لا تسقط أبدًا.. فإنه إن سمع كلمة رديئة عمن يحبه، لا يحتمل ذلك، بل يدافع عنه، ولا يقبل فيه كلمه سوء. أما قبوله لكلام الناس فهو دليل علي أن قلبه قد تغير؟ وثقته قد تغيرت، ومحبته لم تعد كما كانت من قبل.. من الجائز أن يترك محبته الأولي بسبب تأويله الخاطئ لبعض التصرفات. وهذا الأمر يحتاج إلي تحقيق، لأنه برما لو عرفنا السبب في تصرف ما لأمكننا أن نجد له عذرًا، وقد يكون الهدف طيبًا والتصرف غير مفهوم علي ما قصد منه.. ومن الجائز أن الإنسان يترك محبته الأولي، لأن الذي يحبه لم يحقق له أغراضه التي يريدها، أو أن فكره وأسلوبه يختلف عن فكره. ومع الله أيضًا كم مرة نترك محبتنا الأولي له، حينما لا نفهم حكمته من بعض التجارب والضيقات التي يسمح بها لنا، وقد تكون لخيرنا ونفعنا، ونحن لا ندري.. ومن الجائز أن يترك الإنسان محبته الأولي بسبب حروب الشياطين.. ذلك إن ضعف القلب أمامها، واستسلم لشيء من ضغوطها أو إغراءاتها. ومع ذلك فإن القلب المملوء بالحب، يمكنه أن ينتصر علي حروب الشياطين. حتى إن أظهر له الشيطان إحدى الرؤى أو الأحلام، فإنه يرفضها ولا يصدقها. فليس كل حلم أو رؤيا من الله. وبالمثل يرفض كل الأفكار والظنون والشكوك.. المحبة ليست من جانب واحد الحياة الروحية هي حب متبادل بين الله والناس. إن الله يحبك. هذه حقيقة لا جدال فيها. والله يحب العالم كله (هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد..) (يو16:3). ولكن علي الرغم من هذا الحب والبذل، لم يخلص العالم كله. لم يخلص يهوذا، ولا حنان ولا قيافا، ولا هيرودس.. ولا كل أولئك الذين رفضوا الرب وماتوا في رفضهم.. أولئك الذين قال عنهم الكتاب (إلي خاصته جاء، وخاصته لم تقبله) (يو11:1). (النور في الظلمة والظلمة لم تدركه) (يو5:1) (النور جاء إلي العالم، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور) (يو19:3). لا يكفي إذن أن الله يحبك، إنما يجب أيضًا أن تحب الله. وإن لم تحب الله، لن تخلص. لأن الوصية الأولي والعظمي هي أن تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك) (مت22: 27، 28). محبة الله طبيعة فيه، لأن الله محبة (1يو16:4). ولكن السؤال الهام هو هذا: ما موقفنا من محبة الله؟ هل نرفض محبته؟ كما قال عن شعبه في القديم (مددت يدي طول النهار لشعب معاند مقاوم) (رو21:10). أم نبادله حبًا بحب، كما قال الرسول (نحن نحب لأنه هو أحبنا أولًا) (1يو19:4). والمطلوب منا ليس أن نحبه فقط، بل أن نثبت في محبته. بهذا نخلص أن نثبت في محبته. وهكذا قال الرب (أثبتوا في، وأنا فيكم) (يو4:15). (أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الذي يثبت في وأنا فيه، هذا يأتي بثمر كثير) (إن كان أحد لا يثبت في، يطرح خارجًا كالغصن، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق) (يو15: 5، 6). وما هو هذا الثبات؟ يقول الرب: (أثبتوا في محبتي) ( يو9:15). كما أحبني الآب، أحببتكم أنا. أثبتوا في محبتي. وكيف يا رب نثبت في محبتك؟ يقول (إن حفظتم وصاياي، تثبتون في محبتي. وكما أني أنا قد حفظت وصايا أبي، وأثبت في محبته) (يو15: 9، 10). هي إذن محبة متبادلة، وثبات في هذه المحبة وعن هذا يقول القديس يوحنا الرسول. (من يثبت في المحبة، يثبت في الله، والله فيه) (1يو16:4). وأنت إن أحببت الله، فالضرورة تحب قريبك، تحب أخاك في البشرية. لأن الرسول يشرح هذا الأمر فيقول (إن قال أحد إني أحب الله وأبغض أخاه، فهو كاذب.لأن من لا يحب أخاه الذي أبصره، كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره؟!) (1يو20:4). ثم يتابع الرسول كلامه فيقول (ولنا هذه الوصية: أن من يحب الله، يحب أخاه أيضًا) (1يو21:4). إنها مخادعة أن يقول لك أحد، إنك تضمن الخلاص لأن الله يحبك..! ولا يكمل تجاوبك مع هذه المحبة. وكشف المخادعة هو: ماذا إذا كنت لا تحب الله. هل تخلص وأنت لا تحبه؟! هل تخلص وأنت تكسر الوصية الأولي والعظمي، والتي تقول كل فكرك. والثانية مثلها: تحب قريبك كنفسك.. وبهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء؟! (مت22: 37-40). إن المحبة ليست من جانب واحد. إنها محبة متبادلة، الجانب الإلهي فيها كامل تمامًا. ولكن ماذا عن الجانب البشري؟! لو كان العامل البشري لا أهمية له، إذن لخلص جميع الناس،لأن (الله يريد أن جميع الناس يخلصون، وإلي معرفة الحق يقبلون) (1تي4:2). الله يريد الخلاص لجميع الناس. ولكن المشكلة أنهم هم لا يريدون الخلاص لأنفسهم. لذلك يهلكون. وهكذا قال الرب (كم مرة أدرت.. ولم تريدوا. هوذا بيتكم لكم خرابًا) (مت23: 37، 38). الله يحب الناس، ويريد خلاصهم. ولكنه لا يخلصهم ضد إرادتهم. لا يرغمهم علي الخلاص. لابد أن يحبوا الله، ويطلبوا الخلاص، ويسعوا إليه. وهنا أهمية العامل البشري. هنا أهمية قول القديس بولس الرسول (جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الأيمان. وأخيرًا قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل) (2تي8:7). وأيضًا قوله (ليس إني قد نلت أو صرت كاملًا، ولكني أسعى لعلي أدرك الذي لأجله أدركني أيضًا المسيح يسوع) (أسعى نحو الغرض لأجل جعالة الله العليا..) (في3: 12، 14). هذا هو الجهاد المطلوب منا، لنثبت محبتنا لله، ولكي نثبت في محبته. وهو جهاد ذو فرعين: 1* جهاد ضد الخطية. وعن هذا يقول الرسول القديس (بل أقمع جسدي واستعبده، حتى بعد ما كرزت لآخرين، لا أصير أنا نفسي مرفوضًا) (1كو27:9). ولا يقول تكفيني محبة الله لي، وبها أخلص!! بل هناك واجب بشري نحو محبة الله لي، أن أقمع جسدي واستعبده، وإلا.. ويذكر أيضًا محاربتنا ضد قوات الظلمة، وهي مصارعة ليست مع لحم ودم، بل مع أجناد الشر الروحية (1ف6). وعن ذلك قال الرسول للعبرانيين موبخًا: (ولم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية) ( عب4:12). ولم يقل لهم: تكفيكم محبة الله لكم. ستخلصون لأن الله يحبكم.. بل عليكم واجب: أن تقاوموا الخطية وتجاهدوا.. 2* الأمر الثاني هو عامل إيجابي من جهة البشر، وهو الإيمان، ومحبة الله، وثمر الروح. وله جوانب عديدة جدًا. فالمحبة تقرأ عنها في (1يو4) (1كو13). وثمر الروح تقرأ عنه في (غل5: 22، 23). والإيمان ينبغي أن يكون بالمحبة (غل6:5). ما أشد خطأ الذين يركزون علي عمل الله من أجلنا.. ويهملون عملنا من أجله. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يعاتب الله الأشرار لأنهم في الشكل هم خدام الله |
يعاتب الرب أحباءه الخائفين |
عندي عليك (تدل علي أن الله يعاتب أحباءه) |
الله يعاتب أولاده |
الله يعاتب أولاده |