منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 11 - 2021, 06:50 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

†† سيرة حياة أمير الشهداء مارجرجس الروماني ††

†† سيرة حياة أمير الشهداء مارجرجس الروماني ††

†† نشأته :



ولد جرجس فى كبادوكية بآسيا الصغرى فى حوالي النصف الأول من القرن الثالث وسط عائلة مسيحية تقية واسعة الثراء فقد كان جرجس ابن أنسطاسيوس حاكم ملطيه وجده يوحنا حاكم كبادوكية وأمه إمرآه شريفة تدعى ثيؤبستي فهي ابنه ديونيسيوس أمير وحاكم اللد بفلسطين.



وقد تربى جرجس على الإيمان المسيحي ومحبة الله والسلوك حسب وصيته ونما فى هذا الجو الروحي مع أختيه كاسيا ومدرونة فكان إنجيلياً معاشاً ولما بلغ من العمر حوالي عشر سنوات توفى أبوه أنسطاسيوس فتولت زوجته ثيؤبستي رعاية أطفالها الثلاثة جرجس و اختيه كاسيا (ست سنوات) ومدرونة(سنتين) وإستمرت الأم ساهرة على رعاية أطفالها وتربيتهم فى خوف الله فإلتهب قلب جرجس بمحبة الرب يسوع وقد دبر الرب الساهر على هذه الأسرة أن عين حاكم على فلسطين يدعى يسطس وقد كان رجلاً صالحاً يخاف الله وذلك بعد وفاة أنسطاسيوس والد جرجس بفترة وجيزة وقد طلب يسطس من والدة جرجس السماح له أن يربي جرجس فى الجندية فوافقت الأم ورحبت بذلك وأصبح يسطس بمثابة أب لجرجس عوضاً عن أبيه فعلمه الفروسية وإعتنى به وكان جرجس ينمو فى القامة والنعمة ولما رآى الحاكم كفاءة الشاب جرجس وبراعته وتفوقه على أقرانه قدمه قائداً على خمسة آلاف جندي وبعد ذلك كتب للإمبراطور يخبره عن شرف نسب ومركز الشاب وكان يُصرف لجرجس مبلغ ثلاثة آلاف دينار مرتباً شهرياً وكُتب إسمه فى ديوان الملك.



†† سيرة حياة أمير الشهداء مارجرجس الروماني ††



وعاش جرجس سعيداً مع يسطس لمدة عشر سنوات وقد أشركه معه فى حكم فلسطين ووافق على خطبة جرجس لإبنته الوحيدة ولكن يسطس توفى تاركاً جرجس فى حوالي العشرين من عمره وذلك قبل أن يتم زفاف ابنته له فقد كان للرب تدبيراً آخر فى حياة جرجس فتاه.


††شهادته للمسيح :



ذهب جرجس إلى مدينة صور بالشام ليطلب من الملك أن يوليه على حكم فلسطين خلفاً ليسطس وقد أخذ معه أموالاً وهدايا كثيرة وكان فى صحبته ثلاثة من عبيده لخدمته ولما وصل إلى صور وجد جموع الحكام والشعب يبخرون للأصنام وقد تركوا عبادة الإله الحقيقي إذ أن الشيطان حسد إنتشار المسيحية فدخل فى قلوب الحكام وحرضهم ليثيروا إضطهاداً شديداً ضد المسيحيين.



وعندما صار داديانوس الفارسي (دقلديانوس) حاكماً على فينيقية كتب منشورات للحكام والرؤساء الذين فى مملكته ان يجتمعوا فى العاصمة حينئذ اجتمع سبعون حاكماً ثم أمر داديانوس (دقلديانوس) الملك أن يحضروا كل آلات التعذيب ويضعوها أمامه وكانت عبارة عن:
أسرة نحاس وفؤوس نحاس لكسر العظام ومنجنيقات(المنجنيق آلة حرب وهى عبارة عن جذع من الخشب المتين كالسنديان أحد أطرافه كرأس الكبش ينتهي بحديد مدبب وكانت تستعمل لهدم الأسوار والحصون المعاصرة) ومعاصر وهنبازين وكفوف حديد وسكاكين لقطع الألسن وكلابتين لقلع الأضراس ومثاقيب حديد ومناشر حادة وبقية أصناف أدوات التعذيب ... وأقسم أنه إذا وجد أحداً لا يعبد آلهته فإنه يعذبه عذاباً شديداً

لما رآت الجموع هذه الآلات وسمعوا تلك الأقسام خافوا جداً من العذاب حتى إن الذين كانوا على وشك الإيمان لما عاينوا آلات التعذيب تراجعوا وتركوا الإيمان ولمدة ثلاث سنوات كاملة إنقضت لم يجسر أحد أن يجاهر بمسيحيته حتى حضر إلى صور الشاب جرجس الذى لما رآى عبادة الأصنام حزن قلبه وإحتدت روحه فيه وفكر فى نفسه قائلاً : "لقد تركت مدينتي الحسنة المباركة والتى يُذكر فيها اسم الرب القدوس وحضرت إلى هنا لأطلب ولاية زائلة من هؤلاء الكفرة فلن يكن ذلك أبداً بل أني سأطلب المدينة الباقية فى ملكوت السموات". وجمع غلمانه وكتب لهم وثيقة حريتهم وأعطاهم جزءاً من الأموال والهدايا ووزع الباقي على الفقراء والمحتاجين ثم وقف أمام الرب فى صلاة عميقة يطلب فيها معونته لكي ما يشهد لإسمه القدوس أمام هؤلاء الملوك. وبعد ذلك ذهب إلى الملك الكافر وأعلن بشجاعة أنه مسيحي يعبد الله وحده فلما رآه الملك حسناً فى قامته بهياً فى شخصه، جميلاً فى منظره، عند ذلك أدرك الملك الكافر أنه شريف النسب ابن أمير رفيع المنزلة وقال له: فليكن معلوماً عندك أننا جميعاً أحياء على الأرض بفضل وإنعام آلهتنا ونحن اليوم لهم عابدون وعندهم محبوبون وأنت أيضاً تكون من جملتنا ومساوي لنا فى الشرف والكرامة إذا قدمت السجود لآلهتنا فإنني للآن منذ جلست ههنا لي ثلاث سنوات ومعي هؤلاء الملوك التسعة والستون لم نسمع قط مثل هذا الكلام : (أنا مسيحي نصراني) سوى من فمك اليوم ولذلك تحققت فى ذاتي أنك شريف النسب وأنك شجاع واثق من قوتك لذلك لم تكترث بكثرة الجيوش ولم يعنيك أمر هيبة الملك والعساكر المحيطة بك وإستمر الملك فى صياحه غاضباً : فليكن أمراً ظاهراً لك ومعروفاً عندك أيها العزيز أنك لم تزدر بنا وحدنا لكن الآلهة أيضاً احتقرتها وأهنتها ولهذا يجب عليك من الآن أن تتوب وتستعطف الآلهة بقلبك وتسجد لها وتطلب منها أن تغفر لك ما سلف وقلته فى جهلك وأنا أيضاً وجميع هؤلاء الملوك نقبلك كقبول ابن محبوب وعزيز عندنا ونغفر لك ونسامحك على جميع ما قد فرط منك ثم تنال من حسن تدبير الآلهة كرامات جزيلة ومنزلة ملوكية رفيعة وتكون أميراً على عشرة مدن وكل تخومها حيثما أردت من هذا العالم كله.
فأجاب الشجاع الشديد القلب جرجس: ملعونة هى أصنامك النجسة التى تدعوها آلهة وليست هى كذلك لكنها أوثان شياطين. فغضب الملك الكافر وإستشاط غيظاً وقال له: إنني أكلمك كلام الوالد لولده وأشير عليك بما يرفعك إلى الكرامة والإجلال أما أنت فجاهل وكمن ليس له معرفة فقل لنا من أين أنت؟ وما هو اسم أبويك؟! وما سبب حضورك إلى هنا؟ أما الأمير المغبوط مارجرجس فلم يشأ أن يعلمه بإسمه ولا يعرفه بمنزلة أبويه وكرامتهما فقال الملك الكافر وبقية الملوك: نحن نقسم عليك أيها الفتى بيسوع المسيح الذى تدعوه أنت إلهك أن تعلمنا بإسمك واسم أبيك وهل لك أخوة أو أخوات؟ وماذا تلتمس ولأي سبب حضرت إلى هذه المدينة؟
فأجابهم قائلاً: لأجل أنكم أقسمتم على بإسم السيد المسيح إلهي فلا أخفي عنكم شيئاً فأنا جرجس ابن أنسطاسيوس أمير وحاكم مليطة مسيحي نصراني ابن نصراني وليس أحد فى جنسي يعبد الأصنام.

فلما علم الملوك أنه ابن أمير عظيم كريم المنزلة بدأوا يلاطفونه محاولين أن يستميلوه قائلين: قد تحققنا الآن كرامة جنسك وشرف منزلتك والآن هلم وكن خاضعاً وطائعاً لنا وتقبل رآينا ومشورتنا وقرب لآلهتنا المكرمة الطاهرة لتنال كرامات جزيلة منا.
أجابهم قائلاً: أعلموني لمن من الآلهة تريدون أن أسجد؟! فأجاب الملك وقال : أريد أن تحمل القربان لأبولون الذى رفع السماء وبوسيدون الذي ثبت الأرض.
فقال الطوباوي مارجرجس : أما تستحي أن تدعو الشياطين آلهة لك؟! ولكن ليس من أجلك ولا من أجل هؤلاء الملوك الكفرة الموافقين لرأيك ولكن لأجل هذه الجموع الحاضرة أتحدث عن عمل الله الذى خلق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها وعن أنبيائه الأبرار وبدأ بشجاعة فائقة يكلم الجموع عن الإيمان وختم حديثه قائلاً: والآن أخزى أيها الملك لأن آلهتك ليست آلهة بل هى أصنام ليس لها روح لا ترى ولا تسمع.
فلما سمع ذلك الملك الكافر إمتلآ غضباً وحنكاً عليه وأمر بعذابه.


††بداية العذابات :

أمر الملك أن يخلعوا عن جرجس ثيابه ويشدوا على حقويه مئزره ويرفعوه على الهنبازين ويعصروه ففعلوا هكذا حتي ترضضت عظامه وكان دمه يجري على الأرض من جسده الطاهر وكان صابراً على هذا العذاب بشجاعة فائقة متأملاً الدم النازف من جنب مخلصه لا يفتر أن ينادي الاسم الحلو الذى لربنا يسوع المسيح.



†† سيرة حياة أمير الشهداء مارجرجس الروماني ††



ومره أخرى أمر الملك أن يأتوا بحذاء من حديد تبرز منه مسامير كبيرة ويلبسوه فى رجليه ويأمرونه بالجري ففعل الجند كما أمرهم الملك وكان القديس يجري وقدميه تتمزق وكلما توقف عن الجري ينهال عليه الجند بالضرب ليسرع فى جريه وأخيراً أودعوه فى السجن.


أمر الملك الجند أن يحضروا القديس من السجن ويرقدوه على ظهره ويطرقوا على بطنة ستمائة دبوس وكان القديس محتملاً هذه العذابات صابراً مثبتاً عينيه على صليب ربنا يسوع المسيح فكانت نعمة الرب تقويه وتشدده وحفظت نفسه فى جسده فلم يمت وعندما وجد الملك أنه لم يمت بعد هذا العذاب أمر الجنود أن يأتوا بمناجل حديد حادة كالمناشير ويمزقوا بها جسد القديس وبعد ذلك يأتوا بخل عتيق ويذيبوا فيه ملحاً ويصبوه على الجراحات التى فى جسده ويمسحوا جسده بخرق من شعر خشن أما المغبوط فبلغ إلى حد الموت من شده الآلم وكان الرب معه يقويه ويعضده ثم أمر الملك أن يُسمر جسده على لوح من خشب ثم حمله الجنود إلى السجن وأمر عشرة رجال أقوياء أشداء أن يدحرجوا قاعدة عامود ويضعونها على بطنه وأغلقوا عليه باب السجن متوقعين موته وكانت الجموع يومئذ يبكون عليه متأثرين على شبابه وجمال طلعته ويتحدثون عن شجاعته وإحتماله ويرثون له.



††ظهور رب المجد له :



فلما كان منتصف الليل ظهر نور عظيم فى السجن وإذ الرب يسوع المسيح قد تجلى فى السجن ومعه طغمة من الملائكة وإمتلآ المكان كله من رائحة الطيب وناداه الرب قائلاً : " إنهض يا حبيبي جرجس. قم صحيحاً من غير أن يكون فى جسدك شيئاً من الفساد" فللوقت نهض القديس فرحاً مسروراً من غير أن يكون فى جسده شيئاً من أثر العذاب والجراح، وخرَّ ساجداً للرب متهللاً برحمته وللوقت ملآه الرب قوة وقال له: "إنهض قائماً يا حبيبي لأني أكون معك حتى تخزي هؤلاء الملوك الكفرة المنافقين والآن يا حبيبي جرجس كما أنه لم يقم فى مواليد النساء من هو أعظم من يوحنا المعمدان كذلك أيضاً لن يكون فى الشهداء من يشبهك ولا يكون لك نظير فيهم إلى الأبد وسوف تظل سبع سنوات فى العذاب وتموت ثلاث ميتات وأنا أقيمك وفى المرة الرابعة آتي إليك على سحاب النور مع طغمات العلويين وآخذ وديعتي تلك التى أودعتها فى جسدك والآن إثبت وتقو لا تتزعزع لأني أكون معك". ولما قال له المخلص هذا ملآه من القوة والفرح وأعطاه السلام وصعد إلى السموات مع الملائكة الأطهار والقديس شاخص إليه.








مكث القديس بعد ذلك فرحاً متهللاً يمجد الله ويسبحه حتى أشرق نور الصباح دون أن يدري من فرط تعزيته بحلاوة إلهه الساهر عليه حينئذ حضر الجنود إلى السجن بأمر الملك والملوك الذين معه لينظروا هل جرجس مازال باقياً على قيد الحياة أم لا؟ فلما فتح الجنود باب السجن وتطلعوا إذ القديس قائماً يصلي ووجهه يضيء كالشمس وليس فى جسده أي أثر للعذاب البتة فتعجبوا لذلك وعادوا مسرعين وأعلموا الملوك بكل شيء .


††العودة الي العذابات :



حينئذ أمر الملك أن يخرجوه من السجن ويحضروه بين يديه فى مجلس الحكم وكان القديس طوال الطريق يرتل :"إن سرت فى وادي ظل الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معي" فلما وصل إلى مجلس الحكم وشاهده أولئك الملوك الجاحدون ورآوا أنه صحيح وليس فيه أي أثر للعذاب تعجبوا وقالوا له: يا جرجس من الذى شفاك؟ فأجابهم القديس بجرأه: أنتم لا تستحقون أن تسمعوا اسم الذى شفاني.
حينئذ استشاطوا غضباً وحنقاً وأمروا أن يشد على أربعة أوتاد طوال ويضرب مائة سوط على بطنه ثم أمر الملك أن يأتوا بجير حيَّ ويوضع على جراحاته وقروحه جميعاً ويصب على جسده كبريت مذاب فى خل عتيق ووكل لحراسته ثمانية جنود يحفظونه إلى الغد فإحترق جسد القديس وتآلم آلاماً مبرحة جداً فأي جسد بشري يستطيع أن يحتمل مثل هذا!! وهذا ماحدث.


††ظهور رب المجد له :



فللوقت وفى وسط هذه الآلام المبرحة نظر الرب المخلص إلى آلامه فنزل إليه من السماء ومعه ملائكته الأطهار وقال له: "لك أقول يا حبيبي جرجس إنهض قائماً صحيحاً معافى من جميع آلامك. إثبت وتقوي لأني كائن معك" عند ذلك قام القديس ولمس الرب جسده وشفاه من جميع جراحاته وأعطاه السلام وصعد إلى السموات بمجد عظيم أما جرجس فأقام بقية الليل يسبح فلما رآه الجنود وبقية الموكلين بحراسته أنه صحيح معافى تعجبوان واسرعوا وأعلموا الملوك


†† القديس مارجرجس الروماني والساحر أثناسيوس :




قال الملك للملوك الآخرين: إن جرجس ساحر عظيم لذلك لن أحكم عليه دفعة أخرى ولا أسمع له كلاماً إلى أن أظفر بساحر ماهر يفوقه. وللوقت كتب لجميع البلاد يطلب ساحراً يقدر على سحر جرجس النصراني وإذ بساحر ماهر قوي فى عمل السحر اسمه أثناسيوس حضر إلى الملك فطلب منه الملك برهاناً على قوة سحره فسأل أن يحضروا له ثوراً ثم قام وتكلم فى أذن الثور فإنشق ذلك الثور من وسطه وصار نصفين ثم وضع أحد الجزئين فى كفه ميزان والآخر فى الكفة الثانية فإذ بهما متساويان فى الوزن.






عند ذلك أحضر الجنود القديس مارجرجس وقال له الملك: هوذا ساحر قائم ههنا إما أن تبطل سحره أو يُبطل سحرك وإما أن تقتله أو يقتلك فأجاب القديس: لا يوجد من المسيحيين من يعمل شيئاً من السحر ثم قال للساحر : أسرع وأصنع ما أردت أن تصنعه لأني آرى نعمة السيد المسيح تدعوك.

وللوقت تناول أثناسيوس الساحر كأس ماء بارد وأذاب فيه عقاقير مهلكة بها سم الموت وقرأ عليها أسماء شيطانية وأعطاها للقديس مارجرجس فأخذها ورشمها بعلامة الصليب وشربها ولم ينله مكروه البتة فظن الساحر أن علامة الصليب هى نوع من أنواع السحر فأمر الملك بتقييد يدي القديس خلف ظهره حتى لا يتمكن من رشم هذه العلامة ثم قال أثناسيوس للقديس مارجرجس : مازال عندي أمر آخر أمتحنك به فإذ ا لم يصبك شيء من السوء أنا أيضاً اؤمن بيسوع المسيح ثم أخذ كأساً وملآها من عقاقير سامة جداً وقرأ عليها أسماء شيطانية مرعبة أشر من الأولى وناولها للقديس فتناولها ورشم عليها علامة الصليب برأسه ثلاث مرات قائلاً : بإسم الآب والإبن والروح القدس وشربها للوقت أمام الملك والساحر فلم ينله مكروه البتة فتعجب منه الساحر جداً لأنه لم يرى من قبل إنساناً قط ينجو من سحره وينتصر عليه وطلب من مارجرجس أن يُعرفه من هو يسوع المسيح وما سر هذه العلامة التى تبطل مفعول السم فلما رآى القديس صدق رغبته وعظم أمانته أرشده للإيمان المسيحي وكان يصلي من أجله وعنئذ رفع أثناسيوس الساحر صوته علانية أمام الملوك قائلاً: أنا مسيحي أؤمن بإله مارجرجس فلما سمع الملوك الكفرة منه هذا الكلام غضبوا وأمروا أن يخرجوه خارج المدينة وأن تقطع راسه بحد السيف وهكذا نال أثناسيوس إكليل الشهادة فى اليوم الثالث والعشرين من شهر طوبة.


†† ثلاث ميتات قد مات على اسمه القدوس وأحياه رب القوات المحي كل نفوس ††

†† الموت الأول :




حينئذ أمر الملك أن تصنع عجلة كبيرة فيها مناجل وأطواق وسيوف حادة ويوضع القديس فيها فلما رآى القديس هذا النورج صلى للرب لكي يعينه ثم وضعه الجنود فى النورج وأداروه فإنسحقت عظامه للوقت وتناثر لحمه عند ذلك قال الملك الكافر بصوت النصرة أمام الملوك : علمتم الآن أنه ليس إله فى السماء وعلى الأرض سوى أبولون وهرمس وهرقل وبوسيدون هؤلاء زينوا الأرض وأعطوا الملوك الجبروت ليسودوا على الأرض أين الآن إله جرجس ذلك الذى قتله رؤساء اليهود؟! لماذا لم يآت الآن ويخلصه من يدي؟!







وأمر أن توضع عظامه ولحمه والتراب الذى إبتل من دمه فى جب عميق لئلا يأخذه النصارى ويدعوا صنع العجائب ثم دعا الملوك الذين معه إلى وليمة وذهبوا جميعاً مسرورين لأنهم ظنوا أنهم تخلصوا من جرجس.


†† رب المجد يقيمه من الموت :

حينئذ تحنَّن الرب على شهيده مارجرجس ونزل على مركبة الشاروبيم ومعه ربوات الملائكة ووقفوا على ذلك الجب وطلب الرب من رئيس الملائكة ميخائيل أن يخرج أعضاء مارجرجس من الجب فأقامه الرب صحيحاً وأعاده إلى الحياة فنهض جرجس يسبح الرب ثم ذهب إلى



الملوك ووقف أمامهم فبهتوا جميعاً وقال داديانوس (دقلديانوس) : هل هذا جرجس أم آخر يشبهه؟! فوبخه الأمير أناضوليوس على جحوده هذا وأعلن إيمانه هو وجميع جنوده بالسيد المسيح فغضب الملك وأمر أن يُقتلوا جميعاً وهكذا نالوا إكليل الشهادة فى الخامس من شهر أمشير وكانوا ثلاثة آلاف جندي وأميرهم أناضوليوس وأربعمائة آخرين من الرجال والنساء وكان القديس يشجعهم ويقويهم ويصلي لأجلهم ليثبتوا على الإيمان وهكذا آمن كثيرون بسبب عذابات القديس مارجرجس وما أظهره من قوة الإحتمال والصبر وكذلك موته وقيامته من الموت صحيحاً معافى.


††العودة الي العذابات:




إشتد غضب الملك وخجله أمام الجموع فأمر الجنود أن يُرقدوا القديس على سرير من نحاس ويسمروه فيه ويصبوا فى فمه رصاصاً مذاباً على النار ثم وضعوه فى السجن وكان فى شده الآلم والإعياء يكاد يفارق الحياة.


††ظهور رب المجد له :



وفى السجن جاءه رب المجد يسوع بنور مجده فبدد ظلمة السجن وأزال وحشته وشفى جراحاته وعزاه وشدده وملآه بالقوة، فقضى القديس بقية الليل يصلي ويسبح الله بفرح لا يُنطق به ومجيد.


††الموت الثاني:




وفى الغد إستدعاه الملوك فلما حضر أمامهم طلب منه أحد الملوك ويدعى مغنيطس أن يصنع أمامهم معجزة وقال له ههنا سبعون كرسياً مصنوعة من أخشاب مختلفة بعضها من الأشجار المثمرة والآخر من غير المثمرة فإذا ما جعلتها تزهر وتثمر كل بحسب نوعها فعند ذلك أؤمن بإلهك فسجد القديس بوجهه إلى الأرض وصلى إلى الرب صلاة طويلة متضرعاً إليه ولما أتم صلاته كان خوفاً عظيماً وإضطراباً عند قيامه إذ صار أمر للكراسي فأورقت وأثمرت وسط تعجب الحاضرين فقال الملك: عظيم هو أبولون إذ حتى فى الخشب أظهر قوته






فأجابه القديس : الله الذى خلق السماء والأرض فاعل عظائم لا تفحص وعجائب لا تعد فكيف شبهته بأبولون الصنم الأصم الأعمى.
حينئذ أمر الملك بإحضار منشار كبير ونشر القديس من وسطه حتى إنفصل إلى جزئين وعند ذلك أسلم الروح ثم أمر بوضعه فى مرجل ووضع عليه رصاصاً وزفتاً ونطاً وكبريتاً وأوقد تحته ناراً إرتفع لهيبها خمسة عشر ذراعاً حتى هرب الذين أوقدوا النار من شدة لهيبها ثم لما هدأت النار أمر الملك أن يحضروا المرجل بكل ما فيه وأن يُدفن فى الأرض لئلا يظفر النصارى بأحد أعضاءه فيبنوا له كنيسة.


†† رب المجد يقيمه من الموت :




وبعد أن دفن الجنود جسده ومضوا عنه حدث رعد عظيم وإضطراب وتزلزلت الأرض وإذ بالرب يسوع المسيح قد نزل من السماء بمجد عظيم ومعه ملائكته القديسين وأمر الرب أحد ملائكته أن يُصعد المرجل فلما أصعده ووضعه على الأرض ناداه رب المجد بصوته الحنون قائلاً له: "قم يا حبيبي جرجس أنا الذى أقمت لعازر من الموت وأنا الآن آمرك أن تقوم وتقف على رجليك أمامي معافى" عند ذلك قام مارجرجس بقوة عظيمة وكأنه لم ينله عذاباً مُطلقاً فقواه السيد المسيح وشدده وعزا نفسه ثم صعد إلى السماء ومعه ملائكته. أما القديس فإنه سار فى شوارع المدينة ينادي فرحاً مُبشراً بقوة الرب قائلاً: يا جميع أهل المدينة والغرباء الذين إلتجئوا إليها هلموا بأجمعكم وانظروني حياً بقوة إلهي أنا جرجس الذي قتلني دقلديانوس ومن معه من الملوك الكفرة ودفنوني فى التراب قد أقامني ربي وإلهي يسوع المسيح لأنه إله السماء والأرض مُعطي الحياة.

أما الجموع الذين شهدوه فإنهم عرفوا أنه هو بغير شك وللوقت صرخوا قائلين: ليس إله فى السماء ولا على الأرض سوى يسوع المسيح إله القديس العظيم مارجرجس وهكذا آمن كثيرون بسبب آلامه وموته وإقامته من الموت صحيحاً فبقدر ما كان يُعذب بوحشية بقدر ما إنضمت جموع كثيرة إلى الإيمان وإستشهدوا

وكان الناس مبتهجين يصرخون بأعلى أصواتهم :واحد هو إله القديس مارجرجس جندي المسيح الشجاع. عند ذلك استعلم الملك عن هذا الضجيج فأخبره الجنود أن جرجس قد أقامه الله بعد موته وهذا هو صراخ وضجيج الجموع وتهليلهم وقد آمنوا كلهم بإلهه الذى أقامه من الموت فلما سمع الملوك أن جرجس قام من الموت إضطربوا ووقع عليهم خوفاً عظيماً

وقالوا : انه ليس هو فأجاب الجنود لنحضره الآن إليكم ههنا لكي تتأكدوا أنه جرجس وليس آخر وعند ذلك أحضره الجند إلى مجلس الحكم والجموع تسير خلفه

صارخين علانية: نحن مسيحيون نؤمن بإله جرجس فأشار الملوك إلى الجنود أن تقطع رؤوس تلك الجموع بحد السيف فنال الكثيرون فى ذلك اليوم إكليل الشهادة وسط تهليل القديس مارجرجس وصلواته لأجلهم.


††العودة الي العذابات :




ظن الملوك أن فى إمكانهم أن يظهروا عجز القديس مارجرجس وإلهه أمام الجموع فإستدعوه وقالوا له يوجد قبر قريب منا والمطلوب أن تقيم الأموات الذين فيه ظانين بذلك أنهم يعجزونه فإستجاب مارجرجس إلى طلبهم من أجل إيمان الجموع المحتشدة وطلب منهم أن يفتحوا القبر ويخرجوا العظام فأمر الملك جنوده ففتحوا القبر وأخرجوا ما فيه من التراب والعظام التى كانت قد بليت من طول الزمن وأيضاً الأكفان التى تهرأت ووضعوها أمام مارجرجس أما هو فجثى على ركبتيه وصلى إلى الله بخشوع

قائلاً : "ليس لنا يارب لكن لإسمك أعط مجداً من أجل رحمتك من أجل أمانتك" وللوقت كانت زلزلة عظيمة وبروق ورعود وحلَّ روح الله على تلك العظام وذلك التراب العتيق وللوقت قام خمسة رجال وتسعة نساء وصبي من الموت.

فوقع خوف على الملوك وكل الحاضرين هناك لأجل تلك الأعجوبة واضطربوا بأجمعهم ودعا الملوك واحداً من الذين قاموا من الموت وسالوه عن اسمه والمدة التى إنقضت منذ وفاته وعن دينه فقال الرجل أنه يعبد أبولون الصنم فلما مات ذهب إلى الجحيم لأنه لم يؤمن بالله فأجابه الملك أن عقله قد إختل وتاه من طول السنين ثم طلب من جميع الذين قاموا من الموت ان يسجدوا لأبولون فرفضوا وآمن عدد كبير جداً من الجموع التى عاينت هذ الأعجوبة حينئذ خجل الملك وأمر الجند أن يضربوا مارجرجس بعصى مملوءة شوكاً حتى جرى دمه على الأرض ثم أخذه الجنود وحبسوه عند أفقر أرملة فى المدينة وقام بحراسته مجموعة من الجنود فى بيت الأرملة وعندما طلب القديس مارجرجس من الأرملة خبزاً ليأكل لأنه كان له ستة أيام لم يذق طعاماً قط إعتذرت المرآه بأن ليس فى بيتها خبزاً فسألها مارجرجس عن معبودها فاجابت أبولون وتحنن قلب المرآه عليه فخرجت تطلب من الجيران خبزاً له وأثناء ذلك كان القديس مارجرجس جالساً مستنداً على عمود خشب فى بيت الأرملة وللوقت أزهر ذلك العمود وتأصل فى الأرض وصارت له أغصان وفروع إرتفعت فوق سطح بيت تلك الأرملة ثم أحضر له رئيس الملائكة ميخائيل مائدة مملوءة من كل الخيرات ووضع من ذلك الخير على مائدة الأرملة حتى إمتلآت من المأكولات الفاخرة وبارك فى منزلها حتى إمتلآ من كل خير كمثل قصور الملوك فلما رجعت الأرملة إلى بيتها ورآت ما كان من الأمر العجيب إذ البيت مملوء من الخيرات وتلك الخشبة قد صارت شجرة عظيمة حينئذ أسرعت وسجدت عند قدمي القديس قائلة فى نفسها: لعل هذا إله النصاري دخل بيتي بالجسد لكي يرحمني ويعينني ويخلصني لأني إمرآه فقيرة فأمسك القديس بيدها وقال لها: إنهضي أنا لست إله النصارى ولكنني أعبده. حينئذ طلبت الأرملة منه أن يشفي إبنها وكان مفلوج وأعمى وأصم وأخرس وله من العمر تسع سنوات وهى تستحي (تخجل) أن يراه أحد ثم قالت له : إن جعلته يمشي ويرى ويسمع ويتكلم فأنا اؤمن بإلهك.

فأجاب القديس وقال لها : أحضري الصبي ههنا فأحضرته ووضعته أمامه أما هو فقد صلى من أجله فوقعت من عينه قشور وأبصر الصبي فى الحال.

فقالت المرأه : أطلب منك يا سيدي أن تجعله يسمع ويتكلم ويمشي أيضاً فأجاب القديس هذا يكفيه الآن لكني سوف أحتاج إليه ليخدمني فى وقت ما وحينئذ سوف يُشفى تماماً وفى ذلك الوقت خرج الملوك السبعون يتمشون فى المدينة وبينما هم يسيرون رآى دقلديانوس (داديانوس) الشجرة التى أورقت فى بيت الأرملة فلما سأل الجنود عنها أجابوه أن هذا هو بيت الأرملة الذى فيه جرجس فتعجب الملك والذين معه جداً مما رآوه.


††الموت الثالث:




أمر الملك بإحضار جرجس إليه حيث ضربه الجنود بغير رحمة حتى تهرأ لحمه وأن يرفعوه على المعصرة ويأتوا بمشاعل نار ويجعلوها فى جنبيه حتى أسلم القديس الروح ثم أمر الملك أن يؤخذ جسد القديس ويطرح على جبل عال وكان الملك الكافر يظن أن طيور السماء تأتي وتآكله فلما أصعد الجنود جسده على الجبل وطرحوه.


†† رب المجد يقيمه من الموت :



وما لبثوا أن ساروا مسافة قصيرة فى طريق عودتهم حتى أبرقت السماء وأرعدت رعوداً شديدة وإضطرب الجبل إضطراباً مُخيفاً وإذا بالرب يسوع المسيح قد أتى بمجده على سحابة وقال للقديس مارجرجس:"أنهض يا مُختاري جرجس وقم من النوم صحيحاً" وللوقت قام القديس من الموت يُسبح الرب ثم بدأ يجري خلف الجنود وهو يُصيح : تأنوا قليلاً يا إخوتي حتى أمضي معكم. فلما إلتفت الجنود ورائهم ورآوا القديس مارجرجس يجري خلفهم أخذتهم الدهشة والرعدة وبدأوا يتأملونه مُتسائلين فيما بينهم كيف قام هذا من الموت؟! وتذكروا كل المعجزات التى حدثت معه أثناء عذاباته مما جعلهم يُعيدون التفكير فى معتقداتهم وعباداتهم للصنم أبولون وفى النهاية أعلنوا إيمانهم بالسيد المسيح إله القديس مارجرجس فوعظهم وشجعهم وثبتهم على الإيمان حتي وقفوا أمام الملك وقالوا له: نحن نؤمن بإله القديس مارجرجس واهب الحياة فنحن نصارى عند ذلك بُهت الملوك لأجل هذا الأمر العظيم وإغتاظ الملك داديانوس ( دقلديانوس) فهددهم بالموت وتوعدهم فلم يتراجعوا بل أعلنوا شهوة قلوبهم للموت من أجل الرب عندئذ أمر الملك أن يُعلق أحدهم منكس الرأس والباقي يُقتلون بالسيف ثم يُلقون للأسود الجائعة وبذلك نال هؤلاء الجنود إكليل الشهادة.


†† محاولة إغراء القديس:

خشى الملك على مملكته وعلى نفسه وكذلك الملوك الذين معه فأمر الجنود أن يأتوا بالقديس خفية لئلا تراه الجموع حياً فيزدرون بأصنامهم ويستخفون بأوامرهم ولما حضر مارجرجس



قال له الملك: يا جرجس قد علمنا أنك ساحر عظيم ماهر وليس من يشبهك فى العالم والآن خذ عشر وزنات من الذهب وإنصرف سراً من المدينة دون أن يعلم بك أحد وبهذا تستريح أنت من العذاب ومن الشدائد التى تقاسيها ونستريح نحن من أعمالك فأجاب الملوك بهدوء

ووداعة: أنا بإرادتي رفضت عني كثرة أموالي التى ورثتها من آبائي وكذلك الخيرات الوفيرة كل هذه تركتها عني وأنا أحسبها نفاية بل حتى والدتي وأختاي من أجل سيدي يسوع المسيح تركتهم وقبلت الآلام من أجل محبته والآن تشيرون علىَّ أن آخذ من أيديكم عشر وزنات ذهب وأترك خالق السموات والأرض الذي ليس طيب وصالح مثله ولا يعادل حلاوة معرفته لذة.


††العودة الي العذابات :




فلما سمع الملوك المنافقون هذا الكلام منه غضبوا جداً وأمروا أن يأتوا بأمواس حديد لكي يسلخوا بها رأسه وأن يأتوا بأسياخ حديد مُحماه بالنار ويغرسونها فى عينيه وأن يقطع لسانه ويكسروا ساقيه بفؤوس من حديد وإذ أتم الجنود كل هذه الأوامر ذهبوا بجرجس إلى السجن ليطرحوه هناك وقد كان مغشياً عليه يكاد يفارق الحياة وأنصرف الجنود إلى موضعهم وتركوه قريباً من الموت.


††ظهور رب المجد له :



وفى منتصف الليل أبرق فى السجن نوراً عظيماً وإذ برب المجد ظهر ببهاء ومجد على مركبة الشاروبيم وحوله ملائكته الأطهار وأعطى السلام لمارجرجس ومسح بيده على سائر جسده وشفاه وأقامه صحيحاً.

ثم قال له : "إثبت وتقوي يا حبيبي جرجس أنا معك أيها الشجاع هوذا قد قرب اليوم الذى تنال فيه تاج المجد وتلبس سبعة أكاليل لا تضمحل إلى الأبد" ولما قال له هذا ملآه من القوة ثم صعد إلى السموات بمجد عظيم.
ولما جاء الصباح قال الملك للجنود: إنطلقوا إلى السجن وأنظروا ماذا حدث لذلك النصراني لعله يكون قد مات وأراحنا فلما دخل الجنود السجن وجدوه صحيحاً معافى كأنه لم يُعذب قط واقفاً على قدميه بخشوع شديد يسبح الرب بصوت مسموع فأطرقوا بوجوههم إلى الأرض من هول المفاجأة.

ثم سجدوا بين يديه قائلين: نحن نتضرع إليك يا سيدنا ان تجعلنا عبيداً لإلهك أما القديس فعرفهم بالسيد المسيح ووعظهم وثبتهم فى الإيمان ثم حضروا معه إلى الملوك

وهم يصيحون : نحن نصارى نعبد يسوع المسيح الإله الحقيقي وأيضاً الجموع المحتشدة فى الطريق فلما رآوا مارجرجس يمشي صحيحاً ووجهه يضيء كالشمس

رفعوا أصواتهم قائلين: نحن نصاري حقاً ليس إله فى السماء وعلى الأرض سوى إله جرجس يسوع المسيح ربنا كلنا ونحن بأجمعنا عبيد له.

حينئذ خجل أولئك الملوك الكفرة وغضبوا غضباً عظيماً وأمروا الجنود أن يحصوا عدد الجموع الذين آمنوا ويخرجوهم إلى خارج المدينة وتقطع رؤوسهم بحد السيف وهكذا أكملوا شهادتهم ونالوا الأكاليل التى لا تضمحل فى اليوم الخامس والعشرين من شهر أبيب وكان عددهم ألفين وأربعمائة شخص وثمانية جنود.

†† القديس مارجرجس والملكة ألكسندرة :



لما رآى السبعون ملكاً أنه قد كملت سبع سنوات وهم يعذبون هذا القديس ولم يستطيعوا أن يقهروا إيمانه القوي الثابت ولا يثنوا عزيمته وصبره على إحتمال الآلام وأنهم قتلوه ثلاث مرات وقام من الموت تآمروا أن يحاولوا معه اللين والخداع مرة أخرى فأمر الملك أن يأتوا بجرجس إلى مجلس الحكم وعند حضوره

قال له: يا جرجس وحق الشمس والقمر وبقية الآلهة إنني أقبلك كإبن محبوب وأعطيك كل ما تتمناه حتى نصف مملكتي ولكن كن لي طائعاً وأسجد لأبولون دفعة واحدة وبهذا تكون وزيراً ثانياً فى مملكتي.
فأجاب جرجس: وأين كان هذا الكلام أيها الملك؟ فإنني
لم أسمعه منك سوى اليوم ولك سبع سنوات وأنت تعذبني فى كل يوم وذقت الموت ثلاث مرات على يديك وأقامني سيدي يسوع المسيح ولولا أن الرب مخلصي كان معي يقويني ويثبت نفسي فى جسدي لكنت قد مت ميتات كثيرة بالعذاب الشديد الذى عذبتني به ولكن لأجل فرحي اليوم بهذا الكلام قد سُر قلبي أن أقرب ضحية لإلهك أبولون فلما سمع الملك منه هذا الكلام فرح جداً وراح أن يُقبل رأسه أما

جرجس فدفعه عنه قائلاً : ليس الآن أيها الملك ولكن مُر الجنود أن يذهبوا بيَّ إلى السجن لأن النهار قد إنقضي وحان وقت غروب الشمس وفى الصباح فليُعلن فى المدينة ليجتمع الناس جميعاً ويأتوا كلهم لينظروني وأنا أقرب الضحية للآلهة حينئذ أجاب الملك

وقال : لا لن أرسلك إلى السجن مرة آخرى يا حبيبي جرجس لكن ما صنعته بك كان بجهل مني وقلة معرفة فسامحني كإبن وهلم معي إلى القصر حيث مقر الملكة ألكسندرة لتستريح وتنسى أتعابك وعند ذلك أدخله الملك إلى القصر عند الملكة وخرج حيث الملوك وإتكأ معهم فى الوليمة منتظراً اللحظة التى يُقدم فيها جرجس السجود لأبولون ممنياً نفسه بهذا النصر الكبير أما مارجرجس فجثا على ركبتيه وصلى قائلاً: أيها الرب الإله العظيم المهوب حافظ العهد والرحمة لمحبيه وحافظي وصاياه لماذا إرتجت الأمم وتفكر الشعوب فى الباطل قام ملوك الأرض وتآمر الرؤساء على الرب وعلى مسيحه أنظر يارب فقد اجتمع على نفسي الضعيفة سبعون ملكاً تطلع إلىَّ وإمنح عبدك أن يتكلم بكلامك بكل مجاهرة ومد يدك بالشفاء لتُجرى آيات وعجائب بإسم فتاك القدوس يسوع ولما أكمل صلاته دخلت إليه الملكة ألكسندرة وسألته عن معنى الكلام الذى كان يُصلي به.

وفى الحال رفع عينيه إلى السماء وصلى فى قلبه: أيها المسيح ندى الرحمة ليَّن نفوس الذين هم عطاش لمائك الحيَّ وإملآهم من الذى لك. ثم بدأ يفسر لها التعاليم فى الكتب المقدسة مبتدئاً ببدء الخليقة وسقوط آدم وحواء بغواية الحية وخروجهما من الفردوس وإرسال الله للأنبياء ثم مجيئه هو بذاته متجسداً من العذراء مريم آخذاً صورة إنسان يجول يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس ويعلم شعبه قائلاً توبوا لأنه قد إقترب ملكوت السموات ثم شرح لها قصة الفداء وموت السيد المسيح على الصليب لأجل خلاص البشرية وقيامته من الأموات فى اليوم الثالث وصعوده إلى السموات وجلوسه عن يمين أبيه وأيضاً مجيئه الثاني فى مجده ليدين الأحياء والأموات وأن كل من يؤمن به ينال بإسمه غفران الخطايا والآن أيتها الملكة إن إعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت

فقالت له الملكة ألكسندرة: إذا يا سيدي جرجس هذه الأصنام شياطين وليست آلهة؟!

فقال لها: نعم حقاً هى شياطين

فأجابته الملكة وقالت: أشكرك لأنك عرفتني ما كنت أجهله طوال هذه السنوات الطويلة لقد طيبت قلبي بمعرفة سيدي يسوع المسيح الإله الحقيقي والآن أنا أطلب إليك أن تصلي من أجلي لكي ما يعينني الرب وأعلن إيماني به أمام كل أحد

أجابها قائلاً: طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التى تطلبه فكل اللذين إتكلوا عليه استناروا ووجوههم لم تخزى

فقالت له: أنا أؤمن ياسيدي جرجس ولكني خائفة من الملك لأنه مثل الوحش المفترس الذى قد تعود أكل لحوم الناس وأخاف أن يفعل بيَّ كما فعل بك فقال لها لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل بالحري خافوا من الذي يقدر أن يُهلك النفس والجسد كليهما فى جهنم.
وفى الغد أمر الملك بإحضار جرجس إلى البربا (معبد الأصنام) ليقدم البخور لأبولون وأمر أن يُعلن فى المدينة أن يجتمع الناس جميعاً لينظروا جرجس يسجد للأصنام فلما سمعت الأرملة المسكينة التى كان محبوساً عندها وشفى إبنها كشفت رأسها ومزقت ثيابها وأتت إلى المكان


الذي فيه وأقبلت وهى تصيح فيه بأعلى صوتها : كيف أنك جعلت بصلاتك الموتى يقومون والعميان من بطون أمهاتهم يبصرون وأكلت من الثمرة الطيبة من العيدان اليابسة وملآت مائدتي من كل الخيرات وأيضاً قمت وعشت بعد أن عذبت ونشرت بالمنشار وبعد أن صرت مصباحاً للملائكة وأظهرت عجائب كثيرة وفضحت الشيطان وجنوده ترجع وتختار الدنيا على الآخره؟!!!!!

فياسيدي جرجس من ذا الذى يؤمن عندما يراك تسجد لأبولون وتفضح شعب النصارى؟! فلما سمع ذلك من الأرملة إبتسم فى وجهها وسُر قلبه لغيرتها على الإيمان.

وقال لها: الآن إنزلي ولدك من على كتفك لكي يُكمل الرب شفاءه كما وعدك. عند ذلك أنزلت

المرآه ابنها فقال له جرجس: يا صبي أنا أريد منك بإسم يسوع المسيح أن تأتي إلىَّ وتخدمني فى هذا الأمر فسمع الصبي كلامه وقام ومشى على رجليه فى الحال وأتى إليه وهو فرح مسرور بكمال شفائه.

فقال له جرجس: تعالَ الآن أيها الصبي إمضي وأدخل البربا ( معبد الأصنام) وقل لأبولون الصنم إن جرجس عبد يسوع المسيح يدعوك إليه فمضى الصبي إلى البربا

وقال: أيها الصنم الأعمى الأطرش والأخرس الذى لا يفهم ولا يدري ولا يعلم أخرج بسرعة فإن عبد يسوع المسيح جرجس يدعوك وبمجرد أن سمع الشيطان الذى فى الصنم صوت

الصبي صرخ : يا يسوع المسيح جمعت إليك كل أحد حتى هذا الصبي أوفدته إلىَّ ليفتري علىَّ ثم وثب الصنم الذى هو لأبولون من على كرسيه وأتى إلى جرجس

فقال له : هل أنت إله الأمم؟

فأجاب الشيطان الساكن فى الصنم وقال: تمهل علىَّ وأنا أقول لك كل شيء قبل أن تهلكني .

فقال له جرجس: أيها الحاسد الملعون لولا أن الله تبارك إسمه حال بيني وبينك وجعلك تخضع ما كنت تأتي إلىَّ سريعاً هكذا ولكن الإله العظيم الذى أعبده هو الذى أخضعك ليَّ

فقال إبليس: يا سيدي أنت لست غير عارف بيَّ حتى أعرفك أليس الله خلق فردوس النعيم وجعل فيه الإنسان الذى خلقه على صورته ومثاله؟ وأنا كنت مصاحباً لجبرائيل وميخائيل وسوريال وعظيماً فى الملائكة ثم لما خالفت أمر الله القدوس ولم أقدم له العبادة والسجود اللائقين بجلاله حينئذ غضب الله عليَّ وأخرجني من مجدي الذى كنت فيه وأنزلني من السماء وبقيت مغلولاً وأنا الآن ساكن فى هذا الوثن أغري بني البشر وأمر جنودي أن يحثو الناس على اللهو والطرب واللعب وأن يُحسنوا الدنيا ويحببوها إلى قلوبهم.

فأجابه جرجس : ما نطقت بحق أيها الكذاب إنما طرحت من السماء لأجل تكبرك عندما أردت أن تكون متشبهاً بالعليَّ خالق السموات والأرض فطرحت من السماء وجميع جنودك فلما سمع إبليس هذا خزي وبصلوات جرجس صمت ولم يعد يتكلم عند ذلك ضرب برجله على الأرض فإنشقت.

وقال لذلك الصنم: إمض الآن إلى الجحيم أيها الروح النجس ففي تلك اللحظة نزل إلى الجحيم هو وجميع الأوثان التى فيها الأرواح النجسة ثم رجع وضرب الأرض فإعتدلت كما كانت أولاً وبعد ذلك حلَّ منطقته وتقدم إلى أحد الأصنام فرماه على الأرض وكسره وقال لبقيه الأصنام أهبطي إلى الجحيم يا آلهة الأمم فلما نظر الكهنة وخدام المعبد الذين يخدمون أبولون الهلاك الذى حل بالأوثان أمسكوا جرجس وقيدوا يديه خلفه ومضوا به إلى الملك وعرفوه بجميع ما حلَّ بالآلهة فلما سمع الملك ذلك إمتلآ غضباً

وقال له: يا أيها المستحق القتل أليس أنك قلت إنك تحمل البخور للآلهة وتسجد لها؟ فعوض ما تسجد للآلهة وتحمل لها البخور إبتدأت فى أعمال السحر هكذا ألا تعلم أن روحك فى يدي؟!

أجابه جرجس قائلاً: أيها الملك الكافر المغرور ليس لك سلطان علىَّ أكثر من قتل جسدي وإنما روحي فهي بيد إلهي خالق السموات والأرض وإن كنت تقدر أحضر الآن أبولون ههنا

فقال له الملك: قد عرَّفني الكهنة أنك أغرقت الآلهة فى الأرض وكذلك تريد أن تفعل بيَّ مثلها وتغرقني أيضاً وأنا حيَّ

أجابه جرجس: إذا كان إلهك –أبولون الكبير- لم يستطيع أن يُنجي نفسه وصار إلى الهلاك وجميع الآلهة معه وكنت تظن أنه ينجيك فى اليوم الآخير فذاك الذى تفعل أنت هواه وجعلت رجائك عليه لم يقدر أن يُخلص نفسه فلماذا تعاند!!!

†† إستشهاد الملكة ألكسندرة :



حينئذ مضى الملك وهو فى حزن عظيم من أجل الآلهة وخاصة أبولون لأنه لم يعرف له مكان ودخل إلى ألكسندرة الملكة

وقال لها: قد تعبت مع جرجس وكل جنس النصارى

فأجابت الملكة الكسندرة وقالت: ألم أقل لك مرات كثيرة إحذر جنس النصارى لأن إلههم هو الإله الحقيقي وهو الذي يخضعك له؟ ولو كان هذا الرجل مع قوم لهم عقل كانوا قد إعتبروا وآمنوا مما شاهدوا منه من الآيات والعجائب وكانوا قد تخلوا عن طاعة الشيطان والسحرة الذين أضلوك أيها الملك ولابد أن يُعاقبك الله أنت وأصحابك لأنه لا ينبغي أن يكون مع جلاله أي إله آخر كما سمعت.

فقال لها: الويل لك يا ألكسندرة أغواك هذا الساحر فى ليلة واحدة وأنا أعاشره مدة سبع سنوات ولم يقدر أن يغويني بشيء؟!

فأجابته الملكة: أما تبصر أيها الملك كيف جعله الله يظفر بك وبإلهك أبولون الأعمى الأبكم؟! وفى الحال هجم عليها وأمسكها من شعر رأسها وجرها إلى أن اخرجها إلى حيث الملوك أصحابه وقص عليهم ما حدث منها حينئذ أمر جميع الملوك أن تمد على خشبة فعلقوها على خشبة من شعر رأسها وهى ممدودة وأمروا أن تمشط بأمشاط الحديد التى مشطوا بها جرجس فتمزق جسدها وتقطعت أعضاؤها وسالت دماؤها وهكذا إشتد عليها العذاب

فصرخت بأعلى صوتها قائلة: يا قديس الله جرجس أطلب من الرب أن يُعينني على إحتمال العذاب فإنني قد آمنت به

فأجابها جرجس وقال لها: أصبري يا ألكسندرة ولا تفزعي فإن الرب إذ قد تآلم مجرباً يقدر أن يُعين المجربين فإرفعي قلبك إليه وقولي"ألهم إلتفت إلى معونتي يارب أسرع وأعني" وإذ كانت الملكة ألكسندرة لم تأخذ رسم المعمودية المقدسة فقد كانت حزينة

فقال لها مارجرجس: لا تخافي لأن دمك هو معموديتك (فى حالة الإستشهاد تعتبر الدماء معمودية لأن المعمودية هى موت مع المسيح والإستشهاد هو موت مع المسيح ولأجله) وستأخذين الإكليل الذى يهبه لك السيد المسيح وتتمتعين بما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعدَّه الله للذين يحبونه

فصرخت قائلة: يا سيدي يسوع المسيح هوذا قد تركت باب قصري مفتوحاً ولم أغلقه وأنت يا سيدي لا تغلق فى وجهي باب رحمتك ولا فردوس نعيمك

فقال لها مارجرجس: إفرحي وإرفعي عينيك إلى السماء فلما تطلعت ونظرت إلى السماء إبتسمت فرحة فسألها عن سبب إبتسامتها

فقالت له: أنني رآيت ملاكين فوق رأسي ومعهما إكليل جميل ينتظران روحي حتى تخرج من جسدي ولما فرغت من كلامها أسلمت روحها الطاهرة وأكملت شهادتها فى الخامس عشر من برمودة ونالت الإكليل غير المضمحل.
وبعد ذلك أحضر الملوك القديس مارجرجس


وقالوا له : هوذا الملكة قد أهلكناها والآن تفرغنا لك فأجاب أحد الملوك ويدعى مغنيطس

وقال: أنا أمر بقتله فوافق جميعهم على ذلك وجلس داديانوس (دقلديانوس) وكتب قضيته

كما يلي:
((جرجس الذى تخلى عن أوامر الملوك هوذا قد أسلمناه للسيف)) فوقع الملوك التسعة والستون ملكاً بأسمائهم بعده.


وكان القديس مارجرجس يمشي وهو فرحاً متهللاً إلى المكان الذى تؤخذ فيه رأسه حيث ينال الإكليل والكرامة ولما وصل إلى ذلك المكان

قال للجند : أصبروا علىَّ قليلاً يا أخوتي أريد أن أصلي وجثا على ركبتيه ورفع عينيه إلى السماء.

†† وعود رب المجد الأخيرة له قبل إستشهاده:



ولما فرغ من صلاته أضاء المكان بنور عظيم وإمتلآت السماء بملائكة العليَّ وأتى إليه ربنا يسوع المسيح بمجد عظيم على مركبة الشاروبيم وبصحبته الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين يسبحونه

وقال له:سلام لك يا جرجس سلام للمحبوب إلى نفسي وإلى ملائكتي سلام إلى بطل المملكة السمائية لقد أعددت لك يا جرجس سبع أكاليل مُرصعة بالذهب والجواهر وسأضعهم بيدي على رأسك فى هذا اليوم. فمبارك هذا اليوم يا حبيبي جرجس حيث أنه لم يوجد لمدة ثلاث سنوات من إستطاع أن يعترف بإسمي سواك أنت وحدك الذى وقفت أمام سبعين حاكماً لذلك أقسمت بذاتي أنني سأقطع عهداً معك أنك عندما تصعد روحك وتسجد أمام الثالوث القدوس سوف يرى جميع القديسين عظم الكرامة التى أعطيتها لك لقد ربطت إسمك بيَّ ليكون ميناء أمان فى كل العالم بحيث أن كل من كان فى خطر من أي نوع ويصرخ ثلاث مرات.







قائلاً: "يا إله مارجرجس أعنا" سأسمعهم سريعاً وأستجيب لكل ما يسألونه من قلبهم حسب مشيئة أبي الصالح وكل من يُقدم عطية إلى كنيسة بإسمك أو يُعطي الفقراء والأرامل فى يوم عيدك سأساعده فى هذا العالم وسأجعله يتمتع معك بخيرات ملكوتي ومن يُضيء شمعة فى كنيستك سأجعل ملائكتي تضيء طريقه ومن يسمي إبنه على إسمك بإيمان سأريح قلبه من جهته ... وقد أقسمت بذاتي يا حبيبي جرجس كما أنه لم يقم من مواليد النساء من هو أعظم من يوحنا المعمدان كذلك أيضاً لن يكون فى الشهداء من يُشبهك ولا يكون لك نظير فيهم إلى الأبد والآن أسرع سأخذ روحك معي على مركبة الشاروبيم وسأقدمك كهدية إلى أبي الصالح والروح القدس وكل الملائكة فى السماء ستفرح بك وهم منتظرينك وبالنسبة إلى جسدك سأحدث زلزلة فى الأرض الآن حتى لا يستطيع أحد من كل هذه الجموع أن يظفر بجسدك حتى يأتي عبيدك ويحملوه بعيداً أنظر لقد أخذت أمك وأختيك وخطيبتك إلى ملكوتي قبلك حتى لا يروا موتك فى هذا العالم ولكنهم سيروا المجد الذى أعطيته لك فى ملكوتي فى السماء وسأجعل قريبك يهتم ببناء كنيسة فى بلدك ويضع فيها جسدك بكرامة وبعد قليل سيهيج الشيطان عذابات ضد الكنائس وسيسفك دم الشهداء فى كل العالم وعندما يمر 21 عاماً على الحاكم الغاش فى ذلك الوقت سوف يأمر بهدم بيعتك بسبب العجائب التى سأصنعها بك فى كنيستك وسوف يرسل أمير بجنوده لهذا الأمر وأجعلك تنهي عليه بموت عنيف وعندما ينتهي هؤلاء الحكام سوف يتوقف الإضطهاد وسيجلس ملك بحس أمر أبي الصالح هذا سيبني لك كنيسة جميلة ويكرم كنيستك وسيعبدني العالم فى حرية وسأبني على إسمك كنائس عديدة وسأجعل الرجال يهتمون بأعيادك فى كل العالم وبالأخص تذكار إستشهادك"

†† إستشهاد أمير الشهداء مارجرجس الروماني:



فتهلل القديس وشكر الرب وأسرع

وقال للجند : هلموا الآن تمموا ما أمرتم به ومد عنقه أخذت رأسه بالسيف وفى تلك الساعة تزلزلت الأرض وكان رعداً شديداً وبرق مهولاً حتى أنه لم يقدر الجنود أن يمشوا فى الطريق من شدة الخوف وكان تمام جهاده وكمال شهادته فى اليوم الثالث والعشرين من شهر برمودة.


††


بركة صلواته وطلباته فلتكن معنا أمين
††



قصة حياة الشهيد مارجرجس الروماني - دراما تمثيلية مسموعة










قصه الشهيد العظيم مارجرجس للأطفال بطريقه مبسطه








قصة صوتية عن حياة الشهيد مار جرجس الرومانى





رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب سيرة القديس العظيم الشهيد الامير مارجرجس الروماني أمير الشهداء من المخطوطات الأصلية
أمير الشهداء { مارجرجس الرومانى }
مارجرجس الرومانى ( أمير الشهداء )
أمير الشهداء مارجرجس الروماني
أمير الشهداء مارجرجس الرومانى


الساعة الآن 04:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024