رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أبشالوم .. وموت الأحمق أَبْشَالُومُ ... تَعَلَّقَ رَأْسُهُ بِالْبُطْمَةِ وَعُلِّقَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ .. ( 2صموئيل 18: 9 ) كان أبشالوم واحدًا من أظلم صور الطبيعة البشرية التي أُعطيَ لنا أن ننظرها في كلمة الله. وهكذا أيضًا كانت نهايته. لقد «تعلَّق رأسهُ بالبُطمَة وعُلِّقَ بين السماء والأرض» لكي يكون فُرجَة لكليهما. ويا للذُعر! ويا للألم! ويا للعجز! وها هو الابن الفاجر يتعلَّق بشجرة للعنته وخزيه «لأن المُعلَّق ملعونٌ من الله» ( تث 21: 23 ؛ غل3: 13). والبَغل الذي كان يركبه – كان رمزًا مناسبًا لغباوته المُتمرِّدة ولتمرُّده الغبي – وقد تركه عندما كان هو في أشد الاحتياج إليه. والشعر الجميل الذي كان مجده وافتخاره في الجسد ( 2صم 14: 25 ، 26)، يُصبح الوسيلة لخرابه. ورأسُه الذي تطلَّع أن يُوضع التاج عليها، تعلَّقت بالبطُمَة، وعُلِّق بين السماء والأرض. والذي استرَّق قلوب رجال إسرائيل، نشبت السهام في قلبه، ليموت وحيدًا، بلا رفيق يهتم به أو يُساعده أو يخلِّصه. وحتى الرَّجُل الذي رآه مُعلَّقًا، واحترم وصية الملك بشأن ابنه، فلم يمد يده إليه، هذا الرَّجُل لم يكن راغبًا في إنقاذه وتحريره، وكل ما عمله أنه أخبر يوآب القاسي الذي أنشب سهامه في قلب الابن المارد والمُعاند ( 2صم 18: 10 -15). وطِلبة داود من أجله؛ «ترَّفقوا لي (for my sake) بالفتى أبشالوم»، لم يكن ممكنًا لها أن تُستجاب، لأن «العين المُستهزئة بأبيها، والمُحتقِرة إطاعة أُمها، تُقوِّرها غربان الوادي، وتأكلها فراخ النسر» ( أم 30: 17 ). وقد حلَّت دينونة الله عليه بواسطة يوآب القاسي. وداود الذي استخدم مرة سلطانه وسُلطاته، وأمر يوآب أن يقتل أُوريا الحثي، لم يستطع الآن إنقاذ ابنه من القتل على يد يوآب قائد جيشه! ويوآب الذي لم يرفع كلمة احتجاج واحدة ضد داود الملك عندما أمره بقتل أوريا، ها هو يقتل ابن داود الملك بدون اعتبار لداود الذي لم يتجرأ على النطق بكلمة احتجاج واحدة! ومرة أخرى يتبرهن لنا أن الخطية لها عقاب، وأن الزرع له حصاد «فإن الذي يزرعه الإنسان إيَّاه يحصد أيضًا» ( غل 6: 7 ). وكان أبشالوم قد عمل نصبًا لتخليد نفسه ( 2صم 18: 18 )، ولم يُفكِّر أن نصبًا آخر سيُقام لخجله وعاره، هو تلك الرجمة العظيمة جدًا من الحجارة في المكان الذي طرحوه فيه، وهو يُشبه ذلك الذي لعاخان بن كرمي ( يش 7: 26 ). لقد عمل هو نصبًا لتخليد اسمه، والله عمل له رجمة لتذكير إثمه! «الحُكماء يَرثون مجدًا، والحمقى يَحمِلون هوانًا» ( أم 3: 35 ). . |
|