لكن الله يقود عبده خطوة بخطوة وذلك لأن الطريق الذي عليه أن يسلكه هو طريق الإيمان؛ والإيمان ضد العيان وضد الاستقلال عن الله. فالله لا يكشف لنا كل الطريق الذي أمامنا، بل يحدد نوره بالنسبة للخطوة التالية فقط، حتى نبقى متكلين عليه دائماً.
وهذا الأمر لا يستلذه الجسد، ولا سيما في أولئك الذين هم بالطبيعة غيورون ومتحمسون.
وبلا شك كان النبي متحيراً قبل أن يترك جلعاد إلى السامرة، إذ ماذا سيفعل بعد أن يوصّل رسالته؟ لكن هذا ليس شأنه، بل كل ما عليه الآن هو أن يطيع الأمر الإلهي ويترك الخطوة التالية لحكمة الله "توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد، في كل طرقك اعرفه وهو يقوّم سُبلك" ( أم 3: 5 ،6).