كأولئك الذين باسم الإصلاح، استخدموا أسلوب الشتائم والإدانة والتشهير، ووقعوا في الغضب والنرفزة، وفي الحقد والتحطيم، مع الصياح وعلو الصوت، وإعثار الآخرين بما يقولون.. وإذا بهم فيما يخلعون الزوان، صاروا هم زوانًا..
لأنه ما هي طبيعة الزوان إلا ما يفعلون..! أما روحياتهم فضاعت في غمرة الصراع. وخدمتهم توقفت وأعثرت. ولم يقدموا لا قدوة ولا إصلاحًا.. واختبروا واختبر الناس معهم حكمة ما قاله السيد المسيح:
"لا. لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان وأنتم تجمعونه".
إن كان الرب قد قال هذا عن الزوان الحقيقي، فماذا يقال إذن عن الذين يحسبون الحنطة زوانًا، لضعف رؤيتهم، فيتحمسون لخلع الحنطة، ويبقي الزوان وحده في الحقل!! ولا يجد صاحب الحقل شيئًا قد بقي له ليحصده ويضمه إلي مخازنه..
كونوا إذن حنطة. واحذروا من الانشغال بجمع الزوان