رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خلع حُـلة الاتضاع لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ( في 2: 10 ) منذ حوالي ألفي سنة، ونعمة الله الغنية مقدَّمة لتقابل أعمق احتياجات الإنسان المختلفة، وكثيرون خضعوا للمسيح معترفين به ربّاً لمجد الله، ولبركتهم. ولقد عرَّفنا الله "بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح، ما في السماوات وما على الأرض" ( أف 9: 1 ،10). إن ذلك الذي، عندما جاء إلى العالم، لم يجد له مكاناً في منزل ولا حتى في فندق متواضع، وسار في هذا العالم كغريب في الأرض وكإنسان مسافر، فلم يكن له أين يسند رأسه، والذي خرج من هذا العالم بعد أن سُمِّر على الصليب بين لصين؛ هو نفسه المعيَّن من الله لكي "تكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أبا أبدياً (أي أبا الأبدية) رئيس السلام" ( إش 6: 9 ). فلقد خلع المسيح إلى الأبد حُلّة الاتضاع والفقر، التي في نعمته الغنية ألبسها لنفسه عندما جاء إلى الأرض، والتي وضعها الإنسان عليه استهزاءً به. فإكليل الشوك تبدّل بتاج المجد، والقصبة بقضيب الملك. لقد بدا وهو على الأرض كإنسان فقير، ولكن الآن مجد الله يلمع في وجهه في السماء. وهو الآن ليس في المجد فقط، بل هو مُمَجد في ذاته. ولذا فإن العالم، ككل، الذي استهان بنعمة الله ورفض المسيح، لا بد أن يجثو مرغماً عند قدميه في يوم الدينونة الذي يعقب سنوات النعمة "لأنه حينما تكون أحكامك في الأرض يتعلم سكان المسكونة العدل" ( إش 9: 26 ). سوف يأتي عن قريبٍ يومُ نصرٍٍ مرتقبْ عندما قسْراً ستجثو باسمِهِ كلُ الرُكَبْ سوف أحني ركبتيَّ ليس مِن خوفٍ ورعبْ بل لأهدي كلَ شكرٍ وتسابيحٍٍ وحبْ |
|