رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كربٌ ونور ولكن لا يكونُ ظلامٌ للتي عليها ضيقٌ ... ( إشعياء 9: 1 ) كربٌ ونور! وقد تعترضُني يا صديقي: هل يمكن أن يجتمعَ الضدَّان معًا؟ فأُردِفُ: ولماذا شاع القولُ إنهما ضدَّان؟ فالنورُ ليس قرينَ بحبوحةِ العيشِ، ولكن قرينُ صحيحِ الشهادةِ، وصحيحُ الشهادةِ لا يخرجُ إلا مِن الشريعةِ، وإن صُرَّتِ الشهادةُ وخُتِمتِ الشريعةُ فهي ليست مصرورةً أبدًا ولا مختومةً عن أعينِ الكلِ. فها الأُمناءُ يحملونَ الشهادةَ، وها الفاهمونَ يُضيئونَ كضياءِ الجَلَدِ ويرُّدون كثيرينَ إلى البرِّ، فيلمَعون كالكواكبِ إلى أبدِ الدهور ( دا 12: 3 ). فأُكرِّرُ مع الإضافة: وإن صُرَّتِ الشهادةُ وخُتِمتِ الشريعةُ، فهي محفوظةٌ لأجل الأُمناء: «صُرَّ الشهادةَ. اختمِ الشريعةَ بتلاميذي (مِن أجل ولحساب تلاميذي)» ( إش 8: 16 ). وهنا يفرِضُ سؤالٌ نفسَه: وإن كانت الشهادةُ والشريعةُ مُصانةً ومحفوظةً ليفهمها ويحملها الأُمناء، فيُضيئون هم أنفسهم بل ويحملون بها النور للآخرين، ألا يمكن أن يُقيَّد أولئكَ الشهودُ، فيعلو الكربُ على النور ويُوَّلى النورُ أبدا؟ أُجيبُكَ: أولئكَ الأُمناء وإن سيقوا في الأغلال، فما أجملَ أقدامهم وهم يبشِّرون بالسلام، بالخيرات ( رو 10: 15 ). وإن أُبكِمَ الأُمناءُ هنيهة وأُمسِكت أفواهُهم، فستجعل المُقيَّدين يهتفونَ مطمئنين: «لكنَّ كلمةُ الله لا تُقيَّد» ( 2تي 2: 9 ). وأستلفِتُ نظرَ القارئ أن هذه الآية المذكورةُ أعلاه، تقسِمُ الشعب إلى فريقين، وإن كانا غير متكافئين مِن حيث العدد: إسرائيل المرتدة في مجموعِها والبقية الأمينة التي سترجع إلى الشريعة وتُذيع الشهادة، وبالنسبة للضيق فسيكون على كِلا الفريقين مع اختلاف مَنشئِه ونوعِه ومآلِه، وأما بالنسبة للظلام فهو على الأشرار فقط، وليس مِن نصيب التائبين. فالأشرار سيُضايَقَون لأنهم سيحاولون الفرارَ إلى غيرِ الربِّ باحثين عن المنفذِ بعيدًا عن التوبة ورضاه، وضيقهم سيتصف بالضَّجَر والسبِّ ويؤول بهم إلى قتام الظلام الأبدي. وأما البقية فسيكون منشأ ضيقها الندم على ما سلَف والهرَب بسبب الرجاسة، وتراهم يصبرون إلى المنتهى، وهذا سيؤول بهم إلى أوقات الفرجِ، فإذ بنا نسمعُ صوت الغناءِ بل والفرحُ المتدفقُ يلفُّهم عند حُسن الختام: «أكثرْتَ الأُمةَ. عظَّمْتَ لها الفرحَ. يفرحون أمامكَ كالفرحِ في الحصادِ. كالذينَ يبتهجونَ عندما يقتسمونَ غنيمةً» ( إش 9: 3 ). فللأشرار الضيق والظلام وأما للتائبين: «ولكن لا يكونُ ظلامٌ للتي عليها ضيقٌ ..» ( إش 9: 1 ). وفي الدُّهـورِ الآتيهْ سيُظهِـرُ غناهْ في ربِّنا الذي لنا بموتهِ الحياهْ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ملح ونور |
ونور للطريق |
صباح كله حب ونور |
نحن ملح ونور للعالم |
ملح ونور |