منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 11 - 2021, 07:30 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619


(302 - 311 م.)

البابا بطرس (خاتم الشهداء)

المدينة الأصلية له: الإسكندرية، مصر

الاسم قبل البطريركية: بطرس

تاريخ التقدمة: أول أمشير سنة 18 للشهداء - 25 يناير 302 للميلاد

تاريخ النياحة: 29 هاتور سنة 28 للشهداء - 25 نوفمبر 311 للميلاد (يوافق بالتقويم المتبع حاليًا 8/9 ديسمبر)

مدة الإقامة على الكرسي: 9 سنوات و10 أشهر

مدة خلو الكرسي: 20 يومًا

محل إقامة البطريرك: المرقسية بالإسكندرية

محل الدفن: كنيسة بوكاليا

الملوك المعاصرون: ديوكلتيانوس (ديقليديانوس)

صور الأب البطريرك: صور قداسة البابا المعظم الأنبا بطرس الأول، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ17



← اللغة القبطية: pi`agioc Petroc ieromarturoc piarxh`ereuc أو Papa Petrou =a.



كان أبواه تقيان خائفين من الله ولكنهما لم يرزقا ولدًا.

تشفعت أمه بالقديس بطرس الرسول في الخامس من شهر أبيب (عيد استشهاد القديسين بطرس وبولس)... وفي تلك الليلة ظهر لها بطرس وبولس وأعلماها أن الرب قد قبل صلاتها وسوف يعطيها ولدًا تسميه بطرس، وأمرها أن تمضى إلى البطريرك ليباركها ، ولما استيقظت أخبرت زوجها وكان كاهنًا قديسًا يسمى ثاؤذوسيوس وذهبت للبابا فصلى وباركها... وبعد قليل رزقت بهذا القديس.

وفي كمال سبع سنين سلموه للبابا ثاؤنا فصار له كابن خاص وألحقه بالمدرسة اللاهوتية فتعلم وبرع في الوعظ، ثم كرسه البابا شماسًا فقسًا... وأوصى البابا ثاؤنا أن يكون الأب بطرس خلفًا له على الكرسي المرقسي... فلما جلس استضاءت الكنيسة بتعاليمه.

وفي أيامه ظهر أريوس المخالف، فنصحه القديس فلم يقبل فحرمه ومنعه من شركة الكنيسة.

قبض رسل الملك مكسيميانوس الوثني على البابا... وقطعوا رأسه بحد السيف بعد أن صلى قائلًا "ليكن بدمى انقضاء عبادة الأوثان، وختام سفك دماء المسيحيين"... وقد سمعت عذراء قديسة كانت بالقرب من المكان صوتًا من السماء ويقول: آمين.

وكانت مدة رئاسته إحدى عشرة سنة.

تعيد الكنيسة بنياحته في التاسع والعشرين من شهر هاتور.

صلاته تكون معنا آمين.



السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار

استشهاد البابا بطرس خاتم الشهداء 17 (29 هاتور)


في مثل هذا اليوم استشهد القديس بطرس بابا الإسكندرية السابع عشر وخاتم الشهداء، وكان أبوه كبير قسوس الإسكندرية، اسمه ثاؤدسيوس، واسم أمه صوفية، وكانا خائفين من الله كثيرا ولم يرزقا ولدا . فلما كان الخامس من شهر أبيب، وهو عيد القديسين بطرس وبولس، ذهبت أمه إلى الكنيسة، فرأت النساء وهن حاملات أولادهن، فحزنت جدا وبكت، وسألت السيد المسيح بدموع إن يرزقها ولدًا، وفي تلك الليلة ظهر لها بطرس وبولس وأعلماها أن الرب قد قبل صلاتها، وسوف يعطيها ولدا تسميه بطرس، وأمراها أن تمضي إلى البطريرك ليباركها، فلما استيقظت عرفت زوجها بما رأت ففرح بذلك ثم مضت إلى الأب البطريرك وعرفته بالرؤيا وطلبت منه أن يصلي من أجلها فصلي وباركها، وبعد قليل رزقت هذا القديس بطرس، وفي كمال سبع سنين سلموه للبابا ثاؤنا مثل صموئيل النبي، فصار له كابن خاص وألحقه بالمدرسة اللاهوتية، فتعلم وبرع في الوعظ والإرشاد، ثم كرسه أغنسطسًا فشماسًا، وبعد قليل قسا وصار يحمل عنه كثيرا من شئون الكنيسة، وتنيَّح البابا ثاؤنا بعد أن أوصى أن يكون الأب بطرس خلفًا له.

فلما جلس علي الكرسي المرقسي، استضاءت الكنيسة بتعاليمه، وكان في أنطاكيا رئيس كبير قد وافق الملك دقلديانوس علي الرجوع إلى الوثنية وكان له ولدان، فلم تتمكن أمهما من عمادهما هناك، فأتت بهما إلى الإسكندرية، وقد حدث وهي في طريقها أن هاج البحر هياجًا عظيمًا، فخافت أن يموت الولدان غرقًا من غير عِماد، فغطستهما في ماء البحر: وهي تقول "باسم الآب والابن والروح القدس" ، ثم جرحت ثديها ورسمت بدمها علامة الصليب المجيد علي جبهتي ولديها، عندئذ هدأ البحر ووصلت إلى الإسكندرية سالمة بولديها، وفي ذات يوم قدمتهما مع الأطفال المتقدمين للمعمودية، فكان كلما هم الأب البطريرك بتعميدهما، يتجمد الماء كالحجر، وحدث هكذا ثلاث مرات، فلما سألها عن أمرها عرفته بما جري في البحر، فتعجب ومجد الله قائلًا "هكذا قالت الكنيسة، إنها معمودية واحدة". وفي أيام هذا البابا ظهر اريوس المخالف ، فنصحه القديس بطرس كثيرًا أن يعدل عن رأيه الفاسد فلم يقبل، فحرمه ومنعه من شركة الكنيسة، واتصل بالملك مكسيميانوس الوثني، وأبلغه أن بطرس بطريرك الإسكندرية يحرض الشعب علي ألا يعبدوا الآلهة، فحنق جدا وامتلأ غيظا، وأوفد رسلا أمرهم بقطع رأسه، فلما وصلوا إلى الإسكندرية فتكوا بالشعب، ودمروا أغلب البلاد المصرية، ونهبوا الأموال، وسلبوا النساء والأطفال، وقتلوا منهم نحو ثمانمائة وأربعين ألفًا، بعضهم بالسيف والبعض بالجوع والحبس.

ثم عادوا إلى الإسكندرية، وقبضوا علي الأب البطريرك وأودعوه السجن، فلما علم الشعب باعتقال راعيهم تجمهروا أمام باب السجن، يريدون إنقاذه بالقوة، فخشي القائد المكلف بقتله أن يختل الأمن العام، وإرجاء تنفيذ الأمر إلى الغد، فلما رأي القديس ذلك أراد أن يسلم نفسه للموت عن شعبه، واشتهي أن ينطلق ويصير مع المسيح بدون أن يحدث شغب أو اضطراب بسببه، فأرسل واستحضر أبناءه وعزاهم وأوصاهم أن يثبتوا علي الإيمان المستقيم، فما علم أريوس المُجَدِّف أن القديس بطرس سيمضي إلى الرب ويتركه تحت الحرم، استغاث إليه بعظماء الكهنة أن يحله فلم يقبل وأعلمهم أن السيد المسيح قد ظهر له هذه الليلة في الرؤيا وعليه ثوب ممزق، فأساله "مَنْ شق ثوبك يا سيدي؟" فأجابه إن اريوس هو الذي شق ثوبي، لأنه فصلني من أبى فحذار أن تقبله، وبعد ذلك استدعي القديس بطرس قائد الملك سرًا وأشار عليه أن ينقب حائط السجن من الخلف في الجهة الخالية من المسيحيين، فذهل القائد من شهامة الأب، وفعل كما أمره وأخرجه من السجن سرا، وأتى به إلى ظاهر المدينة إلى المكان الذي فيه قبر القديس مرقس كاروز هذه الديار، وهناك جثا علي ركبتيه وطلب من الله قائلًا "ليكن بدمي انقضاء عبادة الأوثان، وختام سفك دماء المسيحيين، فأتاه صوت من السماء سمعته عذراء قديسة كانت بالقرب من المكان، يقول "آمين"، أي يكون لك كما أردت، ولما أتم صلاته تقدم السياف وقطع رأسه المقدس وظل الجسد في مكانه حتى خرج الشعب من المدينة مسرعا إلى حيث مكان الاستشهاد لأنه لم يكن قد علم بما حدث، فأخذوا الجسد الطاهر وألبسوه ثياب الحبرية وأجلسوه علي كرسي مار مرقس الذي كان يرفض الجلوس عليه في حياته، وكان يقول في ذلك انه كان يري قوة الرب جالسة عليه فلا يجسر هو أن يجلس، ثم وضعوه حيث أجساد القديسين وكانت مدة جلوسه علي الكرسي إحدى عشرة سنة، صلاته تكون معنا آمين.
رد مع اقتباس
قديم 06 - 11 - 2021, 07:31 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: البابا بطرس (خاتم الشهداء) من الأول - الى السابع

البابا بطرس الثاني
(373 - 379 م.)



المدينة الأصلية له: الإسكندرية، مصر

الاسم قبل البطريركية: بطرس

تاريخ التقدمة: 19 بشنس 89 للشهداء - 16 مايو 373 للميلاد

تاريخ النياحة: 20 أمشير 95 للشهداء (97؟) - 15 فبراير 379 للميلاد (380؟)

مدة الإقامة على الكرسي: 5 سنوات و9 أشهر

مدة خلو الكرسي: شهرًا واحدًا

محل إقامة البطريرك: المرقسية بالإسكندرية

محل الدفن: كنيسة بوكاليا

الملوك المعاصرون: فالنس



← اللغة القبطية: Papa Petrou =b.



قدم بطريركًا بعد القديس أثناسيوس الرسولي معلمه، وقد قاسى شدائد كثيرة من أتباع أريوس، الذين حاولوا قتله مرارًا فكان يهرب منهم وظل مختفيًا مدة سنتين أقاموا خلالها واحدًا منهم بدلًا له اسمه لوكيوس، غير أن المؤمنين تمكنوا من إبعاد لوكيوس الدخيل وإعادة الأب بطرس حيث أقام في كرسيه 6 سنين مضطهدًا مقاومًا.

ولما أكمل له ثماني سنين، نقله الرب من أتعاب هذا العالم ومضى إلى النعيم الدائم.

تعيد الكنيسة بنياحته في العشرين من شهر أمشير.

صلاته تكون معنا آمين.



السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار

نياحة البابا بطرس الثاني الإسكندري (20 أمشير)

في مثل هذا اليوم من سنة 370 م. تنيَّح الأب القديس المغبوط الأنبا بطرس الثاني بابا الإسكندرية الحادي والعشرون. وقدم بطريركا بعد القديس أثناسيوس الرسولي معلمه، وقد قاسي شدائد كثيرة من أتباع أريوس، الذين حاولوا قتله مرارًا، فكان يهرب منهم وظل مختفيًا مدة سنتين أقاموا خلالها واحدًا منهم بدلًا له اسمه لوكيوس، غير إن المؤمنين تمكنوا من إبعاد لوكيوس الدخيل، وإعادة الأب بطرس حيث أقام في كرسيه ست سنين مضطهدا مقاوما. ولما كمل له ثماني سنين نقله الرب من أتعاب هذا العالم ومضي إلى النعيم الدائم. صلاته تكون معنا آمين.



معلومات إضافية

توالت الأيام امتدت الشيخوخة إلى الأنبا أثناسيوس بطل الأرثوذكسية وحامى الإيمان القويم وحين علم بالروح أن ساعته قد حانت أراد أن يسلم الوديعة التي ائتمنه عليها الله إلى إنسان يستطيع أن يحافظ عليها من الاضطهادات الكثيرة التي تواجهها، لذلك اتجه فكرة إلى تلميذه بطرس لأنه كان واثقًا من محبته وإخلاصه. وكان بطرس قد تشبَّع بتعاليم معلمه الأرثوذكسية، وجرأته في مواجهة أي اضطهاد كان.. وكان الإمبراطور آن ذاك هو فالنس الوالي للآريوسين فلما علم بأن المصريون انتخبوا بطرس الثاني خليفة لباباهم الراحل، استشاط غضبًا وأرسل إلى واليه في الإسكندرية يأمره بخلع الأنبا بطرس الثاني وتنصيب لوسيوس الآريوسي مكانه وكذلك أمر بأن ترافق لوسيوس كتيبة عسكرية من الجنود الرومانية إلى الإسكندرية واقتحمت هذه الكتيبة الكنيسة الكبيرة وأشهروا سيوفهم أمام المصلين فسالت دماء الكثيرين دفاعا عن كنيستهم وباباهم الذي استطاع أن يغادر الكنيسة (الكاتدرائية) إلى قصر مهجور على شاطئ البحر. وعاشت الإسكندرية مرة أخرى فترة من أحلك فترات تاريخها ولقد أرسل والى الإسكندرية رسالة إلى الإمبراطور أن جنوده لم يستطيعوا القبض على البابا الإسكندري فأمر الإمبراطور بنفي جميع أساقفة مصر ما لم يقبلوا التعاون مع لوسيوس الآريوسي وفي شهر مايو 378 م. إذ كان الإمبراطور فالنس مشغولا بمقابلة سكان شمال أوربا رجع البابا بطرس إلى الإسكندرية وجلس على كرسي البطريرك مرة ثانية، فاشتكى لوسيوس إلى الإمبراطور الذي لم يلتفت إليه لانشغاله وسقط الإمبراطور فالنس في الحرب فخلفه ثيئودوسيوس الذي أظهر حبه بوجوده اتجاه البابا بطرس وطلب منه أن يرعى كنيسة القسطنطينية والتي كانت تحتاج إلى عناية فائقة نتيجة تأثير الآريوسية عليها فقبل البابا بطرس هذا الطلب وأرسل صديقه البار غريغوريوس النيزينزي ليكون أسقفًا عليها. واستمر البابا بطرس بعد ذلك مواظبًا على رعاية شعبه كوكيل مؤتمن حتى أتم جهاده.

وتنيَّح في 20 أمشير سنة 97 ش. وفي شهر فبراير 380 م.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 11 - 2021, 07:32 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: البابا بطرس (خاتم الشهداء) من الأول - الى السابع

البابا بطرس الثالث
(البابا بطرس منغوس، منخوس)
(477 - 489 م.)


المدينة الأصلية له: الإسكندرية، مصر

الاسم قبل البطريركية: بطرس

تاريخ التقدمة: 4 توت 194 للشهداء - أول سبتمبر 477 للميلاد

تاريخ النياحة: 2 هاتور 206 للشهداء - 29 أكتوبر 489 للميلاد

مدة الإقامة على الكرسي: 13 سنة وشهرًا واحدًا و29 يومًا

مدة خلو الكرسي: شهرًا واحدًا

محل إقامة البطريرك: المرقسية بالإسكندرية والمنفي

محل الدفن: المرقسية بالإسكندرية

الملوك المعاصرون: زينون



← اللغة القبطية: Papa Petrou =g.



قدم بطريركًا بعد نياحة البابا تيموثاوس.

وصلته رسالة من البابا أكاكيوس بطريرك القسطنطينية يعترف فيها بالطبيعة الواحدة للسيد المسيح... فأجابه البابا بطرس برسالة يعلن فيها قبوله في الأمانة المستقيمة.

قاسى شدائد كثيرة من المخالفين له في الدين وفي الرأي، ونفي من كرسيه مرة ثم عاد وكان في نفيه مداومًا على تعليم شعبه ووعظه بالرسائل وفي حضوره بأقواله.

أقام على الكرسي المرقسي ثماني سنين ثم تنيَّح بسلام.

تعيد الكنيسة بنياحته في الثاني من شهر هاتور.

صلاته تكون معنا آمين.



السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار

نياحة البابا بطرس الثالث 27 سنة 481 م. (2 هاتور)

في مثل هذا اليوم من سنة 481 ميلادية تنيَّح القديس العظيم الأنبا بطرس السابع والعشرون من باباوات الأسكندرية. وقد قدم بطريركًا بعد نياحة القديس تيموثاوس البابا السادس والعشرين. وبعد جلوسه علي الكرسي الرسولي بقليل وصلت إليه من القديس أكاكيوس بطريرك القسطنطينية رسالة، يعترف فيها بالطبيعة الواحدة، كقول القديس كيرلس والقديس ديسقورس، وأوضح فيها أنه لا يصح أن يقال بالطبيعتين بعد الاتحاد لئلا تبطل فائدة الاتحاد. فأجاب الأب بطرس برسالة يعلن فيها قبوله في الأمانة المستقيمة، وأرسلها مع ثلاثة من علماء الأساقفة فقبلهم الأب أكاكيوس بالاحترام وشاركهم في صلاة القداس وقرا الرسالة علي خاصته ومن يشايعه (يؤيده)، ثم كتب رسالة أخرى جامعة إلى الأب بطرس الذي عند وصولها إليه جمع الآباء والأساقفة وقرأها عليهم، ففرحوا بها واستحسنوا عباراتها ومعانيها، واعترفوا بشركته معهم في الأمانة الأرثوذكسية. وقد قاسي هذا الأب شدائد كثيرة من المخالفين له في الدين وفي الرأي ونفي من كرسيه مرة ثم عاد. وكان في نفيه مداوما علي تعليم الرعية ووعظها برسائله التي يرسلها إليهم. وفي حضوره بأقواله. وأقام علي الكرسي المرقسي ثماني سنين . ثم تنيَّح بسلام.

صلاته تكون معنا آمين.


معلومات إضافية

وكان يلقب بـ"بطرس منخوس". كان قبل رسامته قسًا في دير، وكان تلميذ البابا ديسقوروس وكان صديقًا لسلفه البابا تيموثاوس. أقيم بطريرك في توت سنة 219 ش. و477 م. في عهد زينون قيصر. ولم يعتلي الكرسي البطريركي حتى عقد مجمعا بالإسكندرية حرم فيه مجمع خلقيدون ورسالة لاون. وكان القيصر الأرثوذكسي باسيليكوس قد نزل عن الكرسي ورجع إلية زينون، الخلقيدوني وكان هذا مغتاظا على البابا بطرس لأنه عين بطريركًا بدون تصريح منه، فأخذ هذا المجمع وسيله لاضطهاده فأمر بنفيه ورجوع تيموثاوس صاحب القلنسوة البيضاء.

إلا أن البابا بطرس لم يفارق الإسكندرية بل لبث مختفيا فيها مدة خمس سنوات، ومنعًا للقلاقل فكر تيموثاوس أن يعين قاعدة يجرى بموجبها انتخاب البطاركة بالإسكندرية، فتألف وفد يرأسه رجل يدعى يوحنا التلاوي لمقابلة القيصر ليرجوه أن يترك الحرية للأقباط في انتخاب بطاركتهم، فظن القيصر أن يوحنا رئيس الوفد يسعى في الحصول على البطريركية ضد رغبته، فحلف يوحنا أمامه بأنه لا ينبغي ذلك ولهذا أجاب القيصر طلب الوفد حيث أنه بعد موت تيموثاوس سنة 482 م. رشح يوحنا نفسه لمركز البطريركية وأرسل بخصوص هذا الشأن إلى أسقف رومية والقيصر وبطريرك القسطنطينية.

فوصلت رسالة أسقف رومية أولا مما أثار غضب القيصر لمكاتبته أسقف رومية قبله، وتذكر وعده بعدم قبول البطريركية فأرسل القيصر إلى أسقف يعلمه بأنه غير راضى على انتخاب يوحنا لبطريركية الإسكندرية لأن ذلك يدعو إلى زيادة الاضطرابات وأنه عازم على إعادة بطرس بطريركها الحقيقي، فانتفخ أسقف رومية وتوهم أنه له الحق للرئاسة في انتخاب باباوات الأسكندرية عندما وصلت إليه رسالة يوحنا، ولذلك جاوب القيصر بأنه راضى عن يوحنا لا بطرس فاستخف القيصر بأوهامه الفارغة وطرح خطابه في سلة المهملات وأمر بنفي يوحنا وورد البابا بطرس من منفاه.

وبعد رجوع البابا بطرس من منفاه تلقى رسالة من أكاكيوس بطريرك القسطنطينية يرجوه فيها أن يقبله متى أمكنه، وكان اكاكيوس من أنصار مجمع خلقيدون ولكنه ندم فيما بعد وأراد أن ينضم للأرثوذكسيين. لذا تم مبادلة رسائل بين البابا بطرس وبين اكاكيوس بطريرك القسطنطينية بطلب الاتحاد، ثم تم انعقاد مجمع في العاصمة بسبب ذلك لصدور منشور الاتحاد من الإمبراطور زينون ثم تبادلا رسائل التهاني بين البطريركين، ثم حدث انشقاق في كنيسة الإسكندرية بسبب هذا الاتحاد. ثم وجهوا اتهام إلى البابا بطرس بأنه زاد على الثلاث تقديسات العبارة الأخيرة التي تتضمن ولادة المسيح الإله وصلبه وموته وقيامته، وأمر الكنائس أن ترتلها على هذه النهاية.

وبدأت العديد من الكنائس القبطية والأرمنية والحبشية والسريانية تتلوها، ونفيًا لهذه التهمة وإثباتا لكون هذه التقديسات لم يطرأ عليها تغيير بزيادة أو نقص كما نتلوها نحن؛ وهى قدوس ثلاث مرات معتبرين قدوس الله للأب وقدوس القوى للابن القدوس الذي لا يموت للروح القدس، ولأنها قديمة الوضع والترتيب ورسوليه العهد، وأن الواضع لها هو أغناطيوس التاوقوزى والآمر بترتيلها قبل قراءة الإنجيل.

ثم توفي أكاكيوس وجاء بعده افراويطارس ولم تطل حياته، فخلفه اوفيسيوس فأرسل إليه البابا بطرس خطابًا عن رسائل سلفه افراوطارس يحرم فيه المجمع الرابع. وكان اوفيسيوس هذا على مذهب الملكيين، فقطع العلاقات الأرثوذكسية مع البابا بطرس.

والذين اتحدوا مع باباوات الأسكندرية جهارًا مع بطاركة القسطنطينية هم: افرام يطارس سنه 461 م. - تيموثاوس سنة 511 م. - انتيموس سنة 535 م. - سرجيوس سنة 608 م. - بيروس سنة 643 م. - بطرس سنة 652 م. - توما سنة 656 م - ثيؤذوروس سنة 666 م. - يوحنا سنة 712 م. واستمر هذا البابا على كرسيه مدة ثمان سنوات وثلاث شهور ثم لحق بآبائه في هاتور سنة 225 ش. وأكتوبر سنة 490 م.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 11 - 2021, 07:33 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: البابا بطرس (خاتم الشهداء) من الأول - الى السابع

- البابا بطرس الرابع
(567 - 569 م.)


المدينة الأصلية له: الإسكندرية، مصر

الاسم قبل البطريركية: بطرس

من أبناء دير: دير الزجاج

تاريخ التقدمة: 1 مسرى 283 للشهداء - 25 يوليو 567 للميلاد

تاريخ النياحة: 25 بؤونه 285 للشهداء - 19 يونيو 569 للميلاد

مدة الإقامة على الكرسي: سنة واحدة و10 أشهر و25 يومًا

مدة خلو الكرسي: 8 أيام

محل إقامة البطريرك: دير الفاتيه وبيعة القديس يوسف بدير الزجاج

محل الدفن: دير الزجاج

الملوك المعاصرون: جيستنيوس الثاني



← اللغة القبطية: Papa Petrou =d.



بعد نياحة البابا ثاؤذوسيوس، تقدم أعيان مدينة الإسكندرية إلى واليها، وأظهروا له ألمهم من خلو الكرسي البطريركي فأشار عليهم أن يذهبوا إلى دير الزجاج كما لو كانوا ذاهبين للصلاة ثم يرسموا هناك من يرغبونه..

وبالفعل رسموا بطرس بطريركًا في أول مسرى سنة 283 للشهداء، ولكنه لم يجرؤ على الذهاب إلى مقر كرسيه بل أقام في دير أبيفانية قبلي دير الزجاج.

لم يكن يفتر عن إرسال الرسائل إلى المؤمنين ليثبتهم على الإيمان المستقيم وكان يطوف أديرة الإسكندرية وقراها (وكان يومئذ بظاهر الإسكندرية ستمائة دير وثلاثون قرية جميع سكانها إرثوذكسيون) يعلمهم ويعظهم ويثبتهم حتى تنيَّح بسلام.

ونظرًا لهذه الظروف اختار البابا رجلًا قديسًا عالمًا وجعله كاتبًا له وأوكل إليه الاهتمام بالكنائس.

تعيد الكنيسة بنياحة البابا بطرس الرابع في الخامس والعشرين من شهر بؤونه.

بركة صلاته تكون معنا آمين.



السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار

نياحة القديس البابا بطرس الرابع البطريرك 34 (25 بؤونة)

في مثل هذا اليوم من سنة 285 ش. (19 يونية 569 م.) تنيَّح القديس المجاهد البابا بطرس البطريرك الرابع والثلاثين من باباوات الكرازة المرقسية. وذلك لما تنيَّح سلفه البابا ثاؤدسيوس في المنفي بأمر وسباسيانوس الملك لأنه لم يوافقه علي قرارات مجمع خلقدونية تقدم أعيان مدينة الإسكندرية إلى واليها في ذلك الوقت وكان رجلا صالحا مستقيم الرأي وأظهروا له ألمهم من خلو الكرسي البطريركي فأشار عليهم أن يذهبوا إلى دير الزجاج. كما لو كانوا ذاهبين للصلاة. ثم يرسموا هناك البطريرك الذي يرغبونه. ففرحوا بذلك وأخذ الأساقفة هذا الأب بطرس إلى هناك ورسموه بطريركا، في أول مسرى سنة 283 ش. (25 يوليه سنة 567 م.) وكان الأنبا ساويرس الأنطاكي قد تنيَّح. فلما بلغ أهالي إنطاكية أن المصريين قد رسموا لهم بطريركًا رسموا لهم هم أيضا بطريركًا يسمي ثاؤفانيوس وتراسل هو والبابا بطرس برسائل الإيمان الأرثوذكسي. وكان كل منهما يذكر أخاه في صلاة القداس. إلا أن كلا منها لم يجرؤ علي الذهاب إلى مقر كرسيه فكان البابا بطرس يقيم في دير أبيفانية قبلي دير الزجاج. كما كان ثاؤفانيوس يقيم في دير أفتونيوس بظاهر إنطاكية. وكان يومئذ بظاهر الإسكندرية ستمائة دير واثنتان وثلاثون قرية جميع سكانها أرثوذكسيين وكانت مدينة الإسكندرية ومدن مصر والصعيد ورهبان الأديرة بجبل شيهيت وأثيوبيا والنوبة تحت رئاسة البابا بطرس. ولم يكن يفتر عن إرسال الرسائل إلى المؤمنين ليثبتهم علي الإيمان المستقيم وكان يطوف أديرة الإسكندرية وقراها يعلمهم ويعظهم ويثبتهم وكان قد اختر رجلًا قديسًا عالمًا يسمي داميانوس وجعله كاتبًا له وأوكل إليه الاهتمام بالكنائس وهو الذي صار بطريركا بعده أما البابا بطرس فقد استمر في الاهتمام برعيته وتثبيتهم علي الإيمان الأرثوذكسي حتى تنيَّح بسلام. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائمًا. آمين.

معلومات إضافية

بعد وفاة البابا ثيؤدوسيوس في منفاه حدث أن القيصر يوستنيانوس عين بدلًا منه بوليتاريوس، لظنه بأن الجو قد خلا له ليعلن رئاسته العامة على الكنيسة القبطية. وعمل وليمة للكهنة وأهل المدينة وتوهم أنهم يوافقونه لأن الآباء الأساقفة لم يكن أحد فيهم يستطيع الظهور بالإسكندرية بالنسبة لتشديد القيصر عليهم، ولكن بمشيئة الله ترك الإسكندرية. وكان رجل فاضل فسمح للأرثوذكسيين أن يقيموا لهم بطريركًا في السر، فخرجوا إلى دير الزجاج كأنهم يريدون الصلاة، وأرسلوا إلى الوجه البحري وأخطروا ثلاثة أساقفة وأقاموا قسًا يدعى بطرس للبطريركية وتعزى به الشعب وتقوى أمانتهم. ولكنهم لم يكونوا يقوون على الدخول به إلى المدينة علانية خوفًا من أن يعلم بذلك بوليتاريوس أو القيصر، وكان ذلك في مسرى سنة 282 ش. وسنة 568 م. في عهد يوستينوس قيصر الثاني.

فلبث البطريرك مقيما بمكان يبعد عن الإسكندرية مقدار تسعة أميال في بيعة على اسم يوسف البار، وكانوا يحملون إليه جميع ما يحتاج. غير أنه فيما بعد شعر بوليتاريوس بالأمر فغضب جدًا وكتب للقيصر يعلمه بما كان، ولكن قبل وصول كتابه إلى يوستنيانوس ضربة الله بمرض قضى على حياته. أما البابا بطرس فكان بهي الطلعة جميل الصفات محبًا للمتعلمين، ولهذا استخبر عن كاتب له يكون ملما بعلوم الكنيسة، فأرشده الرب إلى راهب بدير تابور اسمه دميان، فمضى البطريرك إليه وتحدث معه وطلب منه أن يشترك في أتعاب تدبير الكنيسة، ورجاه بأن يذهب ليقيم معه في الدير.

فأطاعه الراهب دميان ومضى معه إلى حيث يقيم، وكان هناك أديرة كثيرة العدد يسكنها جمع غفير من الرهبان. وبجوارها 30 ضيعة تسمى (سكا طينا) سكانها أرثوذكسيين وكانت الأديرة والضياع جميعها تحت إدارة البابا بطرس وفي أيام هذا البابا وفد على مصر يعقوب البرادعي وكان من أمره ما ذكر في سيرته.

ثم أن البابا بطرس قضى حياته مجاهدا في كرم الرب حتى تنيَّح بعد سنتين من رسامته بطريركا في الخامس والعشرين من بؤونة سنة 285 ش. وسنة 570 م.

ومن أيام البابا بطرس صارت قاعدة لزمن طويل أن يرسم البطاركة بدير أبى مقار في وادي هبيب (وادي النطرون).
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 11 - 2021, 07:34 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: البابا بطرس (خاتم الشهداء) من الأول - الى السابع

البابا بطرس الخامس
(1340 - 1348 م.)


الاسم قبل البطريركية: بطرس ابن داود

من أبناء دير: أبو مقار

تاريخ التقدمة: 6 طوبه؟ 1056 للشهداء - 2 يناير 1340 للميلاد (1349؟)

تاريخ النياحة: 14 أبيب 1064 للشهداء - 8 يوليو 1348 للميلاد (1663؟)

مدة الإقامة على الكرسي: 8 سنوات و6 أشهر و6 أيام

مدة خلو الكرسي: شهرًا واحدًا و27 يومًا

محل إقامة البطريرك: حارة زويلة

محل الدفن: دير الحبش بمصر القديمة

الملوك المعاصرون: محمد بن قلاوون - أبو بكر المنصور - علاء الدين الأشرف - أحمد الناصر - إسماعيل الصالح - شعبان الكامل - ابن نثر المظفر - السلطان حسن



← اللغة القبطية: Papa Petrou =e.



كان يعرف ببطرس بن داود وهو من دير أبى مقار، وكان قسًا لدير شهران.

تولى الكرسي المرقسي في 7 طوبه؟ سنة 1056 ش. وكانت أيام رئاسته كلها أمن وسلام. أقام على الكرسي المرقسي ثماني سنوات وستة أشهر وستة أيام.

تنيَّح بسلام في اليوم الرابع عشر من شهر أبيب سنة 1064 ش.

صلاته تكون معنا آمين.



معلومات أخرى

في أيام الملك الناصر في آخر مدة حكمه أبطل الاحتفال الذي كان يقيمه النصارى سنويًا في يوم 8 بشنس في ناحية شبرا من ضواحي النيل، يسمونه احتفال عيد الشهيد. وقد حدثت بعض الاضطهادات للأقباط في الريف بسبب أحد القضاة فقام المسئولون بعزل هذا القاضي.

وفي أثناء فترة السكون وعدم الاضطراب جمع البابا بطرس الخامس الأساقفة، وقام في أواخر الصوم الكبير بإعداد معدات الميرون المقدس وسافروا بعد الحصول على جميع المواد اللازمة لهذا الزيت المقدس إلى البرية حتى وصلوا إلى دير القديس مقاريوس، وقاموا بعمل الميرون المقدس في يوم الخميس الكبير في شهر برمهات سنة 1058 ش. وقد حضر من الأساقفة اثنا عشر أسقفًا، واشترك معهم القس الأسعد فرج الله ابن القس الأكرم قسيس المعلقة - الشيخ المعلم يوحنا بن أخ البابا يوأنس ابن القديس البطريرك (80). وقد تم عمل الميرون مرة أخرى سنة 1062 ش. (1346 م.).

وبعد عودة البابا اندلعت نيران الاضطهاد في القاهرة، وبعد انتهائها بفترة وجيزة تنيَّح البابا.

  رد مع اقتباس
قديم 06 - 11 - 2021, 07:35 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: البابا بطرس (خاتم الشهداء) من الأول - الى السابع


البابا بطرس السادس
(1718 - 1726 م.)

المدينة الأصلية له: ناحية أسيوط

الاسم قبل البطريركية: أبونا الراهب القمص مرجان الأسيوطي (أبونا مرجان الأنبا بولا)

من أبناء دير: دير أنبا أنطونيوس

تاريخ التقدمة: 17 مسرى 1434 للشهداء - 21 أغسطس 1718 للميلاد

تاريخ النياحة: 26 برمهات 1442 للشهداء - 2 أبريل 1726 للميلاد

مدة الإقامة على الكرسي: 7 سنوات و7 أشهر و11 يومًا

مدة خلو الكرسي: 9 أشهر و11 يومًا

محل إقامة البطريرك: حارة الروم

محل الدفن: أبو سيفين بمصر

الملوك المعاصرون: أحمد الثالث

الأساقفة الذين رسمهم: قائمة الآباء الأساقفة الذين قام برسامتهم قداسة البابا بطرس السادس البطريرك رقم 104



← اللغة القبطية: Papa Petrou ^.



بعرف باسم بطرس الأسيوطي إذ أنه من أسيوط.

تَرَهَّب بدير الأنبا أنطونيوس بالصحراء الشرقية.. رسم قسًا لتقواه وورعه وعلمه وروحانيته.

اختاروه بطريركًا -بعد قرعة هيكلية- ورسموه بطريركًا في 17 مسرى سنة 1434 ش.

كانت أيامه كلها هدوء وسلام.

كان يعمل على تنفيذ القوانين الكنسية فأبطل الطلاق لأي سبب.

رعى شعب المسيح أحسن رعاية، ولما أكمل سعيه مرض قليلًا وتنيَّح في 26 برمهات سنة 1442 ش. وأقام على الكرسي المرقسي مدة سبع سنين و7 أشهر و11 يومًا.

صلاته تكون معنا آمين.



السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار

نياحة البابا بطرس السادس ال104 (26 برمهات)

في مثل هذا اليوم تعيد الكنيسة تذكار نياحة البابا بطرس السادس البطريرك 104 في سنة 1442 ش. (2 أبريل سنة 1726 م.) وكان هذا الأب الطوباوي والملاك الروحاني ابنا لأبوين مسيحيين طاهرين من المدينة المحبة لله أسيوط. فربياه أحسن تربية وثقفاه بالعلوم والآداب الكنسية حتى برع فيها. وكان اسمه مرجان ولكنه اشتهر باسم بطرس الأسيوطي فيما بعد.

وكانت نعمة الله حالة عليه من صغره فلما بلغ أشده زهد العالم وكل ما فيه واشتاق إلى سيرة الرهبنة. فمضى إلى دير القديس العظيم أنطونيوس بالعربة فمكث فيه وَتَرَهَّب ولبس الزيّ الرهباني وأجهد نفسه في العبادة ولما نجح في الفضيلة والحياة النسكية والطهارة والتواضع اختاره الآباء الرهبان قسا. فأخذوه رغم إرادته وقاموا به إلى مصر ورسم قسا علي دير القديس العظيم أنبا بولا أول السواح. هو وكهنة آخرون من يد البابا يؤنس الطوخي البطريرك (103) في بيعة السيدة العذراء بحارة الروم فزاد في الفضيلة وشاع ذكره بين الناس.

ولما تنيَّح البابا يؤنس المذكور وخلا الكرسي بعده مدة شهرين وستة أيام لبثوا يبحثون عمن يصلح لهذه الرتبة الجليلة فاختاروا بعض الكهنة والرهبان وكتبوا أسماءهم في وريقات وضعوها علي المذبح وأقاموا القداس. وفي ثالث يوم وقعت القرعة على هذا الأب بعد الطلبة والتضرع إلى الله أن يقيم لهم المختار من عنده. فتحققوا بذلك أنه مختار من الله. ورسم بطريركا علي الكرسي المرقسي في يوم الأحد 17 مسرى سنة 1434 ش. (21 أغسطس سنة 1718 م.) في بيعة القديس مرقوريوس أبى سيفين بمصر القديمة وكان فرح عظيم بإقامته. وحضر رسامته الشعب المسيحي وبعض من الإفرنج والروم والأرمن وطائفة من العسكر.

ثم بعد ذلك مضى إلى بلاد الوجه البحري وافتقد الكنائس ووصل الإسكندرية لزيارة بيعة مار مرقس الإنجيلي لها في 11 برمودة سنة 1438 ش. واهتم هناك بإصلاحات معمارية داخل الكنيسة وقبل الرأس المقدسة الطاهرة. ولما أراد الرجوع علم أن جماعة بالإسكندرية تكلموا علي الرأس المقدسة فأخفاها في الدير من ذلك الوقت. ثم قدم قنديلًا من الفضة هدية وأسرجه علي قبر البشير. كما أحاطه بحجاب له طاقات تطل علي الداخل ومضى إلى الوجهين البحري والقبلي وفرح به أهل كوره مصر.

وفي أيام هذا البابا حضر جماعة من الكهنة والشمامسة من قبل سلطان أثيوبيا ومعهم هدايا فاخرة مع مرسوم من الملك يطلب مطرانا فتشاور في الأمر مع المعلم لطف الله أبو يوسف كبير الأراخنة في القاهرة وباقي أراخنة الشعب علي أبينا المكرم خرستوذلو أسقف القدس الشريف فأمسكوه ورسموه مطرانًا لأنه كان خبيرًا كاملًا ومعلمًا عالمًا وحبرًا فاضلًا فمضوا به فرحين مسرورين. ودعى خرستوذلو الثالث وتولى هذه الابرشية من سنة 1720 م. إلى 1742 م. ورسم الأنبا أثناسيوس أسقفًا علي أورشليم وقد شيدت في مدة رئاسة هذا البابا كنائس كثيرة وكرست بيده المباركة ومن بينها كنيسة دير العدوية علي البحر جهة المعادى التي جددها المعلم مرقورة الشهير بديك أبيض وكنيسة الملاك ميخائيل القبلي بجهة بابلون وكنيسة مارمينا العجايبي بفم الخليج بمصر عمرهما الثرى الشهير والارخن الكبير المعلم لطف الله يوسف من جيبه الخاص. وبسبب هذا التجديد غرمه الوزير أربعين كيسا من المال دفعها له من ماله كما قام هذا المحسن الكريم أثناء نظارته علي دير القديس أنطونيوس ببناء كنيسة آبائنا الرسل وكرسها مع كنيسة أنبا مرقس بالدير المذكور لأنه كان مملوءا غيرة واهتماما بشئون أمته وكنيسته القبطية وقام أيضا بتحمل مصاريف حفلة إقامة تنصيب البطريرك علي نفقته الخاصة.

وانقضت أيامًا هذا البابا في هدوء واطمئنان وكان يعمل علي تنفيذ القوانين الكنسية، فأبطل الطلاق لأي سبب ومضى لهذا الغرض إلى الوالي ابن ايواز وباحث علماء الإسلام فكتبوا له فتاوى وفرمانًا من الوزير بأن عدم الطلاق لا يسرى إلا علي الدين المسيحي دون غيره وأنه ليس لأحد أن يعارضه في أحكامه. فأمر الكهنة أن لا يعقدوا زواجًا إلا علي يده في قلايته بعدما اعترضه رجل ابن قسيس كان طلق امرأته وتزوج غيرها بدون علمه، فأمر بإحضاره فيفصل بينهما فأبى ولم يحضر فحرمه هو وزوجته وأبيه القمص. فمات هذا الرجل بعد أن تهرأ فمه وذاب لسانه وسقطت أسنانه. أما أباه فاستغفر وأخذ الحل من البابا ومات.

رعى هذا البابا رعية المسيح رعاية صالحة. ولما أكمل سعيه مرض قليلا وتنيَّح في يوم 26 برمهات سنة 1442 ش. في الصوم الكبير ووضع جسده في مقبرة الآباء البطاركة ببيعة مرقوريوس أبى سيفين بمصر القديمة. وأقام علي الكرسي مدة 7 سنين و7 أشهر و11 يومًا. وكان عمره ستة وأربعين سنة تقريبا وعاصر السلطان احمد الثالث العثماني وخلا الكرسي بعده تسعة أشهر وأحد عشر يومًا.

وفي سنة نياحة هذا البابا وقع وباء الطاعون في البلاد مع قحط شديد وتنيَّح قسوس كثيرون وأساقفة ووقع الموت علي الناس من الإسكندرية إلى أسوان واضطر الناس إلى ترك الزرع حتى صاروا يدفنون في الحصر من قلة الأكفان. وفي تلك السنة تلفت زراعة القمح في وادي النيل ولم يسد حاجة البلاد ووقع القحط والغلاء. لطف الله بعباده ونفعنا ببركات وصلوات المثلث الرحمة البابا البطريرك بطرس الأسيوطي. ولربنا المجد دائمًا. آمين.
معلومات إضافية

سيم بطريركا في 17 مسرى 1434 / 1718 م. وكان أول أمره يدعى مرجان وكان من أسيوط وكان قسًا على دير الأنبا بولا، وكان ذا سمعه طيبة وخادما أمينًا، على علم بما كان يدور في البلاد نظرًا لأنه كان كثير الطواف فيها، ولما سيم بطريركا حافظ على شعبة محذرًا إياهم مما يخالف الدين في خصوص الزواج والطلاق، حيث بدأت تظهر ظاهرة الطلاق بين المسيحيين.

واستمر على كرسيه سبع سنين وستة أشهر وأيام حيث تنيَّح في 26 برمهات 1442 – 1726 م.

  رد مع اقتباس
قديم 06 - 11 - 2021, 07:36 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: البابا بطرس (خاتم الشهداء) من الأول - الى السابع

البابا بطرس السابع | البابا بطرس الجاولي
(1809 - 1852 م.)



المدينة الأصلية له: الجاوليه (الجاولي) مركز منفلوط

الاسم قبل البطريركية: منقريوس قبل الرهبنة - مرقوريوس بعدها

من أبناء دير: دير الأنبا أنطونيوس

تاريخ التقدمة: 16 كيهك 1526 للشهداء - 24 ديسمبر 1809 للميلاد

تاريخ النياحة: 28 برمهات 1568 ش. - 5 ابريل 1852 م.

مدة الإقامة على الكرسي: 42 سنة و3 أشهر و12 يومًا

مدة خلو الكرسي: 3 أشهر و20 يومًا

محل إقامة البطريرك: المرقسية بالأزبكية

محل الدفن: الأنبا رويس بالخندق

الملوك المعاصرون: محمد علي باشا - إبراهيم باشا (إبراهيم محمد علي باشا) - عباس حلمي الأول

الأساقفة الذين رسمهم: قائمة الآباء الأساقفة الذين قام برسامتهم قداسة البابا بطرس السابع البطريرك رقم 109 (25 أسقفًا)



← اللغة القبطية: Papa Petrou =z.



يدعى البابا بطرس الجاولي إذ أنه من قرية الجاولي مركز منفلوط.

ترهبن بدير الأنبا أنطونيوس، وكان زاهدًا ناسكًا قديسًا فرسموه قسًا فقمصًا على الدير.

رسمه البابا مرقس الثامن مطرانًا على بيعة الله المقدسة واسماه ثاوفيلس.

ولما خلا الكرسي المرقسي رسموه بطريركًا في 16 كيهك سنة 1526 ش.

كان أبًا وديعًا متواضعًا حكيمًا عالمًا لاهوتيًا.

في مدة رئاسته عاد إلى الكرسي الإسكندري كرسي النوبة والسودان، بعد أن انفصل مدة خمسمائة عام.

رفض وضع الكنيسة القبطية تحت الحماية الروسية.

ولما أكمل سعيه تنيَّح بسلام في الثامن والعشرين من شهر برمهات سنة 1568 ش.

وأقام على الكرسي المرقسي 42 سنة و3 شهور و12 يومًا.

صلاته تكون معنا آمين.



السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار

نياحة البابا بطرس السابع البطريرك الـ109 (28 برمهات)

في مثل هذا اليوم من سنة 1568 ش. (5 أبريل سنه 1852 م. ) تنيَّح القديس البابا بطرس السابع البطريرك الـ109 ولد هذا الأب بقرية الجاولى مركز منفلوط، وكان اسمه أولا منقريوس. زهد العالم منذ صغره فقادته العناية الإلهية إلى دير القديس العظيم أنطونيوس، فَتَرَهَّب فيه وتعمق في العبادة والنسك والطهارة كما تفرغ إلى مطالعة الكتب الكنسية وتزود بالعلوم الطقسية واللاهوتية الأمر الذي دعا إلى رسامته قسا علي الدير ففاق أقرانه في ممارسة الفضائل وتأدية الفرائض وقد دعي القس مرقوريوس، ثم رقي قمصا لتقشفه وغيرته وطهارة قلبه.

ولما وصلت أخباره إلى مسامع البابا مرقس الثامن استدعاه إليه. وكان قد حضر جماعة من الأثيوبيين من قبل ملك أثيوبيا يطلبون مطرانًا بدل المتنيَّح الأنبا يوساب مطرانهم السابق ومعهم خطابات إلى حاكم مصر وإلى البابا مرقس الثامن فبحث البابا عن رجل صالح وعالم فاضل فلم ير أمامه إلا القمص مرقوريوس فاختاره لمطرانية أثيوبيا فرسمه مطرانًا، إلا أنه في وقت الرسامة لم يقلده علي أثيوبيا بل جعله مطرانًا علي بيعة الله المقدسة وسماه ثاوفيلس ورسم بدلًا منه الأنبا مكاريوس الثاني مطرانا لمملكة أثيوبيا في سنة 1808.

وبعد رسامة الأنبا ثاؤفيلس مطرانًا عامًا استبقاه البابا معه في القلاية البطريركية، يعاونه في تصريف أمور الكنيسة وشؤون الأمة القبطية.

ولما تنيَّح البابا مرقس الثامن في يوم 13 كيهك سنة 526 ش. (21 ديسمبر سنة 1809 م.) وكان الأساقفة موجودين بمصر، فاجتمعوا مع أراخنة الشعب وأجمع رأيهم علي أن يكون خليفة له، فرسموه بطريركًا في الكنيسة المرقسية بالأزبكية بعد ثلاثة أيام من نياحة البابا مرقس، أي في يوم الأحد 16 كيهك سنة 1526 ش. (24 ديسمبر سنة 1809 م.). ودُعِيَ أسمه بطرس السابع واشتهر باسم بطرس الجاولي، وكان أبًا وديعًا متواضعًا حكيمًا ذا فطنه عظيمة وذكاء فائق وسياسة سامية لرعاية الشعب والكتب المقدسة. وقد وضع كتابًا قَيِّمًا دافع فيه عن الكنيسة وتعاليمها، كما قام بتزويد المكتبة البطريركية بالكتب النفيسة، وفي عهده رفرف السلام علي البلاد فنالت الكنيسة الراحة التامة والحرية الكاملة في العبادة وتجددت الكنائس في الوجهين القبلي والبحري.

. وفي مدة رئاسته عاد إلى الكرسي الإسكندري كرسي النوبة والسودان، بعد أن انفصل مدة خمسمائة عام. ويرجع فضل عودة النوبة إلى الحظيرة المرقسية إلى أن عزيز مصر محمد علي باشا الكبير فتح السودان وامتلك أراضيه وضمها إلى الأقطار المصرية فعاد كثيرون من أهل السودان إلى الدين المسيحي، كما استوطن فيه الكثيرون من كتاب الدولة النصارى ورجال الجيش وبنوا الكنائس. ثم طلبوا من البابا بطرس أن يرسل لهم أسقفا ليرعى الشعب المسيحي بهذه الأقطار فرسم لهم أسقفا زكاه شعب السودان من بين الرهبان اسمه داميانوس. وقد تنيَّح هذا الأسقف في أيام البابا بطرس فرسم لهم أسقفًا غيره. ومن ذلك الحين تجدد كرسي النوبة الذي هو السودان. وقام هذا البابا في مدة توليه الكرسي الإسكندري برسامة خمسة وعشرين أسقفا على أبرشيات القطر المصري والنوبة، كما رسم مطرانين لأثيوبيا: الأول الأنبا كيرلس الرابع في سنة 1820 والثاني في سنة 1833 م.

  رد مع اقتباس
قديم 06 - 11 - 2021, 07:37 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: البابا بطرس (خاتم الشهداء) من الأول - الى السابع


معلومات إضافية

ولد في قرية الجاولى التابعة لمركز منفلوط، تَرَهَّب في دير القديس انطونيوس وكان اسمه العلماني منقريوس، وَرُسِمَ قسًا في دير مرقوريوس ثم رقى لدرجة القمصية. لما لاحظه فيه رئيس الدير الكثير من التقشف والاستقامة، وقد وصلت سمعته إلى مسامع البابا مرقس فاستدعاه إليه وكان في حاجة شديدة إلى رجل صالح يرسمه مطرانا للحبشة بناء على طلب الملك الحبشي إجوالا سيون Egwale Seyon: لٹ¥لŒ“لˆˆ لŒ½ل‹®لٹ• ولقبه نوايا ساجاد Newaya Sagad وأرسل وفدا إثيوبيا لهذا الغرض وكان يطلب راهبا تتوافر فيه الجمع بين الدين والسياسة، فأنتخبه البابا لهذا المنصب، غير أن عناية الله اختارت رسامته لكي يفوز بما هو أسمى، حيث سيم مطرانًا عامًا على الكنيسة في مصر باسم (وكيل الكرازة المرقسية باسم تاوفيلس، فأقام مع البابا مرقس في الدار البطريركية وشاطره القيام بجمع مصالح الأمة إلى أن توفي البابا مرقس فأجتمع رأى الكل على إقامته بطريركًا، وقد تمت رسامته في يوم الأحد 16 كيهك 1526 س 1810 م. بعد وفاة سلفه بثلاثة أيام، في عهد الوالي محمد على باشا، وهو أول من وضعت عليه الأيدي في مركز البطريركية.

اتصف هذا البابا بالتقوى والورع والتقشف والزهد، قليل الكلام مع هيبة ووقار، يقضي يومه منكبًا على المطالعة، أو مواظبًا على الصلاة من أجل سلام الكنيسة، ويروى أحد المقربين إليه أنه احتاج إليه في أمر فدخل عليه حجرته فوجده يصلى والدموع ملء عينيه وليس عليه من الملابس إلا ما يستره، ومن هنا أمر تلميذه بألا يدخل عليه أحد وهو منفرد.


صورة في موقع الأنبا تكلا: رفات وأجساد الآباء القديسون (من أعلى لأسفل): البابا مرقس الثامن، البابا بطرس السابع، الأنبا صرابامون أبو طرحه - من صور مزار الأنبا صرابامون أبو طرحة في الكاتدرائية القديمة بالأزبكية، القاهرة، مصر - أكتوبر 2011 - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت

لم يكن يهتم بما يأكل أو يشرب، حتى أنه اشتهى يومًا طعامًا فأحضروه له، فأمر بإبقائه حتى انتن، ومن ثم أكله مرغما مشمئز النفس، ليزيد النسك لنفسه وتبكيتا لها، ولم يكن يلبس عليه سوى الخشن من الصوف ولا ينام إلا على الأرض في الصيف وعلى دكة خشب في الشتاء، وكان يجدل الخوص أثناء فراغه

كان لا يتعرض إلى أمر من أمور السياسة، ولا يخرج من دار البطريركية إلا إذا دعته الحاجة وإذا سار في الطريق وضع على وجهه لثامًا أسودًا، وإذا تكلم كان صوته منخفضا ولا ينظر إلى وجه سامعه، ولم يكن يرغب في حضور الأكاليل في المنازل، وإذ دعي لذلك دعا العروسين لحضور القداس في الكنيسة أولى لهما.



البطريرك الدارس:

كان الأنبا بطرس منذ أن كان راهبا محبا للدراسة ومطالعة الكتب على اختلاف أنواعها، فلما تولى مقاليد الرياسة لم يكن للدار البطريركية مكتبة بالمعنى المعروف نظرا لما تعرضت له الكنيسة في ألازمنه السالفة من نهب وتخريب، فأخذ يجمع المراجع التاريخية والإسفار اللاهوتية والطقسية من جهات متفرقة، حتى حصل منها على مجموعة ثمينة، كان من بينها عدد من المخطوطات النادرة التي لا تقدر بمال، ولما ازداد رصيده من هذه المجلدات النفيسة أعد لها مكانا في المقر البابوي يتناسب مع قيمتها، وأخذ بنفسه يرتبها ويرصها، ووضع لها سجلًا خاصًا.

كما كلف عددا من مشاهير النُسَّاخ بنسخ الكتب الفريدة التي جاء بأصولها من دير القديس الأنبا انطونيوس ومن الكنائس الأثرية في القاهرة، كما كتب عدة مقالات في التثليث والتوحيد لتثبيت المؤمنين.

أضاف هذا البابا إلى صفاته هذه صفة الحلم في الرئاسة والحكمة في التصرف وفي الكلام، فأصبح موضع احترام لدى الكل، ورضي عنه محمد علي وبذلك حصل للأقباط على الأمن والرفاهية، ونجح الأقباط في عهده في الوصول إلى المناصب الإدارية الرفيعة وإقامة شعائرهم الدينية وباشروا عبادتهم في حرية وكانوا يخرجون موتاهم وأمامهم الصليب بدون خوف.

وكان في النوبة 17 إيبارشية أيام أن كان أهلها يدينون بالمسيحية، فلما خضعت لمصر بعد الفتح العربي ودخلها الإسلام ابتدأت بحكومة إسلامية، ولما فتحها محمد علي باشا 1820 كان لا يزال فيها آلاف من الأقباط، وعاد الذين تظاهروا بإنكار الديانة المسيحية إلى الاعتراف بها، وطلبوا أن يرسم لهم أساقفة، فرشم لهم البابا بطرس أسقفين.

حارب السيمونية ورسم كثيرًا من الأساقفة والكهنة، وفي مدته تجددت كثير من الكنائس في الوجهين البحري والقبلي ومطرانين للحبشة ومن أشهر الأساقفة في عهده:

الأنبا يوساب الاطينتى - الأنبا أثناسيوس الغمراوى - الأنبا توماس المليجي - الأنبا سرابامون المتوفي الشهير بأبي طراحة.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 11 - 2021, 07:38 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: البابا بطرس (خاتم الشهداء) من الأول - الى السابع




أهم الأحداث في عهده:

حدث أن اشتكى إليه أقباط بلدته الجاولي من قسوة بعض العائلات المسلمة معهم في التعامل، فلكي يحل هذه المشكلة في محبة، استدعى إليه أكابرهم وكلفهم بانتقاء، مائتي فدان من أفضل أراضيهم وإهدائها لشريف باشا، وكان يرمى من وراء ذلك أن يعين لها الباشا متى دخلت حوزته مندوبا من قبله ليرعاها ويشرف أيضًا على شئون البلدة وبذلك يحسم هذا الحاكم الموقف بين الطرفين مع إعطاء الأقباط حقوقهم، وكان أن أشار البابا على شريف باشا بتعيين هذا المندوب وهو قبطي اسمه المعلم بشاي من أسيوط، فوافق شريف باشا على ذلك وأعطى المعلم بشاي 36 فدانا ليعيش فيها من هذه الأرض مقابل عمله، وبهذا استطاع الأقباط أن يعيشوا في سلام. وفي عهده أجرى الله على يدين كثيرا من المعجزات بين الناس وبين الحكام، منها أن قل فيضان النيل في سنه 1525 ش وجعل كل المصريين يصلون من مسلمين ويهود وأقباط، إلا أنه أقام قداسًا وألقى بمياه غسل الأواني المقدسة في النيل فارتفعت مياهه.


إلا أن عدو الخير لم يترك البابا في علاقته الطيبة مع محمد علي إلى المنتهى، وإنما دفع بعض الأشرار ليشوا به لدى إبراهيم باشا ابن محمد علي وكان قائدًا فذًا في طريقه لفتح بلاد الشام فقالوا له أن ما يدعيه المسيحيون من ظهور النور على قبر السيد المسيح في القدس هو زور وبهتان، فصدق إبراهيم باشا هذه الوشاية، وزادوه شكا أن هذا النور لا يظهر إلا على أيدي بطاركة الروم الأرثوذكس، ولما كانت ثقة إبراهيم باشا وأبيه بالبابا بطرس كبيرة، استدعاه إليه من مصر وكان حينئذ في القدس، فسار البابا إليه، فاستقبله إبراهيم بات وحاشيته معه، وافهمه بالأمر وطلب منه أن يصلى ليخرج النور على يديه، وهو يريد بذلك عدم الإيقاع ويحضر هو معهما فرافقهما، وكانت الكنيسة مكتظة بالمصلين فأمر إبراهيم باشا بإخراج جميع الفقراء والزوار إلى الخارج.

وكان البابا واقفا يصلى وهو مقدر سوء العاقبة أن لم يظهر النور، وهو أمر ليس في يده، وكان قد قضى ثلاثة أيام صائما مصليا مع مطران الروم، وانطلقت أصواتهما بالصلاة كالمعتاد، وفي الوقت المعتاد انبثق النور فضجوا (النور النور) بصوت كل الجماهير فذهل إبراهيم باشا وكاد يسقط على الأرض قائلًا: "آمان بابا آمان"، وزاد تكريمه للبابا.



البابا والعلاقات الخارجية:

لما كان محمد علي موفقًا في فتوحات شرقًا وغربًا خشيت الدول الأجنبية من هذا، ومنها روسيا التي قدرت سوء الموقف لو استمر في فتوحاته، ففكرت أن تستعين بالأمة القبطية في الوصول إلى أهدافها ضد محمد علي باعتبار مسيحيتها، فأرسلت أميرًا روسيًا يعرض على البطريرك قبول حماية قيصر الروس لشعبه.

فذهب هذا المندوب الروسي إلى الدار البطريركية ظنا منه أنه سيرى رئيس أكبر أمة مسيحية في أفريقية بحالة تدل على عظمة، وكانت أخبار هذه الزيارة قد وردت إلى البابا من قبل ولكنه لم يأبه، ولما وصله المندوب الروسي رأى إنسانًا بسيطا يحمل الكتاب المقدس بين يديه يقرا فيه وهو يرتدى زعبوطًا خشنًا جالسًا على دكة خشبية وحوله مقاعد مبعثرة، ولم يبال به فسأله في شك: "هل أنت البطريرك"؟!

فلما عرف منه طلب إليه أن يجلس بجواره، فجعل المندوب يتفرس فيه وهو لا يصدق أنه يجالس البطريرك وبدأ المندوب يسأله لماذا يعيش بهذه البساطة ولا يهتم بمركزة في العالم المسيحي فأجابه البابا (ليس الخادم أفضل من سيده، فأنا عبد يسوع المسيح الذي أتى إلى العالم وعاش مع الفقراء ولأجلهم، وكان يجالس الخطاة ولم يكن له ابن يسند رأسه، أما أنا فلي مكان أقيم فيه واحتمى فيه من حر الصيف وبرد الشتاء، لم يكن للمسيح ارض ولو أنه ملك السماء والأرض ولم يكن له مخزن فيه موؤنة، وها أنا آكل وأتمتع فهل هناك أفضل من هذا؟ فبعد تعجب من المندوب، بدأ يعرض على البابا في بساطة: وهل ملككم يحيا إلى الأبد؟ قال له: لا يا سيدي البابا بل هو إنسان يموت كما يموت سائر البشر. فأجابه: "إذن أنتم تعيشون تحت رعاية ملك يموت وأما نحن تحت رعاية ملك لا يموت وهو الله". حينئذ لم يسع المندوب الروسي إلا أن ينطرح تحت قدميه واخذ يقبلها وتركه وهو يشعر بعظمة هذا الرجل البسيط وقال " لم تدهشني عظمة الأهرام ولا ارتفاع المسلات، ولم يهزني كل ما في هذا القطر من العجائب بقدر ما هزني ما رأيته في هذا البطريرك القبطي. ولما وصل نبأ هذه المقابلة إلى مسامع محمد علي سر جدا وذهب إليه ليهنئه على موقفة وما أبداه من الوطنية الحقة، فقاله له البابا (لا تشكر من قام بواجب عليه نحو بلاده) فقال له محمد علي والدموع في عينية (لقد رفعت اليوم شأنك وشأن بلادك فليكن لك مقام محمد علي في مصر، ولتكن مركبة معدة لركبك كمركبته).

+ حصل خلاف بين الأنبا سلامة مطران الحبشة وبين ملكها بسبب أنه لما فتح محمد علي السودان سنه 1820 طلب النجاشي من البابا بطرس رسم الكهنة على الحدود للحبشة، فَلِبُعد المسافات كلف الأنبا سلامة باختيار الكهنة، فرسم الأنبا سلامة من العلمانيين الأقباط العدد المطلوب على الطقس القبطي، فلم يرض بهم الكهنة الأحباش الذين معه ونصحهم ليعودا إلى معتقدهم الصحيح فرفضوا، فهددهم بتطبيق شريعة الكنيسة وعقوباتها، فحاولوا شكايته لدى البابا فشجعه البابا على موقفه.

فدار الأحباش من ناحية أخرى ليلعبوا بمسألة دير السلطان بالقدس، مستغلين شقاقًا وقع بين الأحباش والرهبان في الدير، حتى وصلت إلى الشجار بالأيدي، فأخرج الرهبان الأقباط الأحباش خارج الدير وأغلقوا الباب، فحاول الأحباش الدخول عنوه، فذهبوا إلى القنصل الإنجليزي ليشكوا الأقباط، وكانت بريطانيا تكره محمد علي والأقباط والمصريين جميعا فناصرهم القنصل الإنجليزي لدرجة أنهم ادعوا ملكية الدير وأن الذي أسسه هو ملك الجيش، وأوعز القنصل للجيش بأن يرفعوا تظلماتهم إلى السلطان العثماني، وكان السلطان في تلك الفترة يكره المصريين فسار منهم مجموعة إلى القسطنطينية وأراد البابا أن يحتوى الموقف فأرسل مندوبًا عنه إلى ملك الحبشة، لأنه أراد أن يذهب هو بنفسه ولكنه كان شيخًا لم يستطيع السفر فأرسل بدلًا عنه القس داود (كيرلس الرابع فيما بعد) على أساس أنه إذا نجح في مسعاه يرسمه مطرانا هناك.

إلا أنه ما أن وصل إلى هناك حتى مرض البابا بطرس وأوشك على الموت ونصح بأن داود هو الذي سيخلفه، فأرسلوا إليه يستحضروه من الحبشة فحضر بعد وفاته بأكثر من شهرين.

وتنيَّح البابا بطرس الجاولي في سنة 1852 م.

  رد مع اقتباس
قديم 06 - 11 - 2021, 07:38 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية بشرى النهيسى

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بشرى النهيسى غير متواجد حالياً

افتراضي رد: البابا بطرس (خاتم الشهداء) من الأول - الى السابع




أهم الأحداث في عهده:

حدث أن اشتكى إليه أقباط بلدته الجاولي من قسوة بعض العائلات المسلمة معهم في التعامل، فلكي يحل هذه المشكلة في محبة، استدعى إليه أكابرهم وكلفهم بانتقاء، مائتي فدان من أفضل أراضيهم وإهدائها لشريف باشا، وكان يرمى من وراء ذلك أن يعين لها الباشا متى دخلت حوزته مندوبا من قبله ليرعاها ويشرف أيضًا على شئون البلدة وبذلك يحسم هذا الحاكم الموقف بين الطرفين مع إعطاء الأقباط حقوقهم، وكان أن أشار البابا على شريف باشا بتعيين هذا المندوب وهو قبطي اسمه المعلم بشاي من أسيوط، فوافق شريف باشا على ذلك وأعطى المعلم بشاي 36 فدانا ليعيش فيها من هذه الأرض مقابل عمله، وبهذا استطاع الأقباط أن يعيشوا في سلام. وفي عهده أجرى الله على يدين كثيرا من المعجزات بين الناس وبين الحكام، منها أن قل فيضان النيل في سنه 1525 ش وجعل كل المصريين يصلون من مسلمين ويهود وأقباط، إلا أنه أقام قداسًا وألقى بمياه غسل الأواني المقدسة في النيل فارتفعت مياهه.


إلا أن عدو الخير لم يترك البابا في علاقته الطيبة مع محمد علي إلى المنتهى، وإنما دفع بعض الأشرار ليشوا به لدى إبراهيم باشا ابن محمد علي وكان قائدًا فذًا في طريقه لفتح بلاد الشام فقالوا له أن ما يدعيه المسيحيون من ظهور النور على قبر السيد المسيح في القدس هو زور وبهتان، فصدق إبراهيم باشا هذه الوشاية، وزادوه شكا أن هذا النور لا يظهر إلا على أيدي بطاركة الروم الأرثوذكس، ولما كانت ثقة إبراهيم باشا وأبيه بالبابا بطرس كبيرة، استدعاه إليه من مصر وكان حينئذ في القدس، فسار البابا إليه، فاستقبله إبراهيم بات وحاشيته معه، وافهمه بالأمر وطلب منه أن يصلى ليخرج النور على يديه، وهو يريد بذلك عدم الإيقاع ويحضر هو معهما فرافقهما، وكانت الكنيسة مكتظة بالمصلين فأمر إبراهيم باشا بإخراج جميع الفقراء والزوار إلى الخارج.

وكان البابا واقفا يصلى وهو مقدر سوء العاقبة أن لم يظهر النور، وهو أمر ليس في يده، وكان قد قضى ثلاثة أيام صائما مصليا مع مطران الروم، وانطلقت أصواتهما بالصلاة كالمعتاد، وفي الوقت المعتاد انبثق النور فضجوا (النور النور) بصوت كل الجماهير فذهل إبراهيم باشا وكاد يسقط على الأرض قائلًا: "آمان بابا آمان"، وزاد تكريمه للبابا.



البابا والعلاقات الخارجية:

لما كان محمد علي موفقًا في فتوحات شرقًا وغربًا خشيت الدول الأجنبية من هذا، ومنها روسيا التي قدرت سوء الموقف لو استمر في فتوحاته، ففكرت أن تستعين بالأمة القبطية في الوصول إلى أهدافها ضد محمد علي باعتبار مسيحيتها، فأرسلت أميرًا روسيًا يعرض على البطريرك قبول حماية قيصر الروس لشعبه.

فذهب هذا المندوب الروسي إلى الدار البطريركية ظنا منه أنه سيرى رئيس أكبر أمة مسيحية في أفريقية بحالة تدل على عظمة، وكانت أخبار هذه الزيارة قد وردت إلى البابا من قبل ولكنه لم يأبه، ولما وصله المندوب الروسي رأى إنسانًا بسيطا يحمل الكتاب المقدس بين يديه يقرا فيه وهو يرتدى زعبوطًا خشنًا جالسًا على دكة خشبية وحوله مقاعد مبعثرة، ولم يبال به فسأله في شك: "هل أنت البطريرك"؟!

فلما عرف منه طلب إليه أن يجلس بجواره، فجعل المندوب يتفرس فيه وهو لا يصدق أنه يجالس البطريرك وبدأ المندوب يسأله لماذا يعيش بهذه البساطة ولا يهتم بمركزة في العالم المسيحي فأجابه البابا (ليس الخادم أفضل من سيده، فأنا عبد يسوع المسيح الذي أتى إلى العالم وعاش مع الفقراء ولأجلهم، وكان يجالس الخطاة ولم يكن له ابن يسند رأسه، أما أنا فلي مكان أقيم فيه واحتمى فيه من حر الصيف وبرد الشتاء، لم يكن للمسيح ارض ولو أنه ملك السماء والأرض ولم يكن له مخزن فيه موؤنة، وها أنا آكل وأتمتع فهل هناك أفضل من هذا؟ فبعد تعجب من المندوب، بدأ يعرض على البابا في بساطة: وهل ملككم يحيا إلى الأبد؟ قال له: لا يا سيدي البابا بل هو إنسان يموت كما يموت سائر البشر. فأجابه: "إذن أنتم تعيشون تحت رعاية ملك يموت وأما نحن تحت رعاية ملك لا يموت وهو الله". حينئذ لم يسع المندوب الروسي إلا أن ينطرح تحت قدميه واخذ يقبلها وتركه وهو يشعر بعظمة هذا الرجل البسيط وقال " لم تدهشني عظمة الأهرام ولا ارتفاع المسلات، ولم يهزني كل ما في هذا القطر من العجائب بقدر ما هزني ما رأيته في هذا البطريرك القبطي. ولما وصل نبأ هذه المقابلة إلى مسامع محمد علي سر جدا وذهب إليه ليهنئه على موقفة وما أبداه من الوطنية الحقة، فقاله له البابا (لا تشكر من قام بواجب عليه نحو بلاده) فقال له محمد علي والدموع في عينية (لقد رفعت اليوم شأنك وشأن بلادك فليكن لك مقام محمد علي في مصر، ولتكن مركبة معدة لركبك كمركبته).

+ حصل خلاف بين الأنبا سلامة مطران الحبشة وبين ملكها بسبب أنه لما فتح محمد علي السودان سنه 1820 طلب النجاشي من البابا بطرس رسم الكهنة على الحدود للحبشة، فَلِبُعد المسافات كلف الأنبا سلامة باختيار الكهنة، فرسم الأنبا سلامة من العلمانيين الأقباط العدد المطلوب على الطقس القبطي، فلم يرض بهم الكهنة الأحباش الذين معه ونصحهم ليعودا إلى معتقدهم الصحيح فرفضوا، فهددهم بتطبيق شريعة الكنيسة وعقوباتها، فحاولوا شكايته لدى البابا فشجعه البابا على موقفه.

فدار الأحباش من ناحية أخرى ليلعبوا بمسألة دير السلطان بالقدس، مستغلين شقاقًا وقع بين الأحباش والرهبان في الدير، حتى وصلت إلى الشجار بالأيدي، فأخرج الرهبان الأقباط الأحباش خارج الدير وأغلقوا الباب، فحاول الأحباش الدخول عنوه، فذهبوا إلى القنصل الإنجليزي ليشكوا الأقباط، وكانت بريطانيا تكره محمد علي والأقباط والمصريين جميعا فناصرهم القنصل الإنجليزي لدرجة أنهم ادعوا ملكية الدير وأن الذي أسسه هو ملك الجيش، وأوعز القنصل للجيش بأن يرفعوا تظلماتهم إلى السلطان العثماني، وكان السلطان في تلك الفترة يكره المصريين فسار منهم مجموعة إلى القسطنطينية وأراد البابا أن يحتوى الموقف فأرسل مندوبًا عنه إلى ملك الحبشة، لأنه أراد أن يذهب هو بنفسه ولكنه كان شيخًا لم يستطيع السفر فأرسل بدلًا عنه القس داود (كيرلس الرابع فيما بعد) على أساس أنه إذا نجح في مسعاه يرسمه مطرانا هناك.

إلا أنه ما أن وصل إلى هناك حتى مرض البابا بطرس وأوشك على
الموت ونصح بأن داود هو الذي سيخلفه، فأرسلوا إليه يستحضروه م
ن الحبشة فحضر بعد وفاته بأكثر من شهرين.

وتنيَّح البابا بطرس الجاولي في سنة 1852 م.

  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تمجيد للقديس البابا بطرس الأول خاتم الشهداء
القديس البابا بطرس الأول خاتم الشهداء
قداسة البابا البابا بطرس الأول البابا السابع عشر خاتم الشهداء
البابا بطرس خاتم الشهداء
قداسة البابا البابا بطرس الأول البابا السابع عشر خاتم الشهداء


الساعة الآن 07:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024