رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سر اضطهاد تلاميذ المسيح طوبى للمطرودين من أجل البر، لأن لهم ملكوت السماوات ( مت 5: 10 ) لماذا يضطهد العالم تابعي المسيح ويُبغضهم؟ إنهم ودعاء رحماء، مُسالمون وأنقياء. فلماذا يأخذ العالم هذا الموقف الشاذ منهم؟ السبب في هذه الكراهية والبُغضة يرجع إلى العالم الشرير نفسه. فحال هذا العالم الذي يسوده الشيطان يُشبه تلك الدُمي التي كنا نلهو بها ونحن أطفال: الدُمية التي على شكل رجل. ولكن نظرًا لأن هناك ثقلاً خفيًا داخل رأسه، فهو دائمًا منقلب؛ رأسه إلى أسفل ورجلاه إلى فوق! وهكذا عالم اليوم. إن أثقاله الخفية تجعله دائمًا منقلبًا على طول الخط. يحدّثنا سفر الأعمال عما احتمله التلاميذ في بداية المسيحية من الاضطهاد والآلام، بل من الافتراءات العديدة التي وُجهت إليهم. فقيل عن بولس إنه مُهيّج فتنة! ( أع 24: 5 ). وقيل عن آخرين إنهم فَتنوا المسكونة ( أع 17: 6 ) أي قلبوا الدنيا!! الاختلاف بين تلاميذ المسيح وبين أهل الدنيا، هو اختلاف فكري وأيديولوجي جوهري وعميق. وهذا في حد ذاته سر عداء العالم نحو كل ما يذكِّر الناس بالمسيح ومبادئه. تأمل معي في تلك الصفات التي يتصف بها تلاميذ المسيح ( مت 5: 3 - 9)، تجد في البداية المَسكَنة بالروح: أَ ليس هذا هو تمامًا عكس روح العالم المتصلف، وعكس روح أولاد إبليس، الذي «هو ملك على كل بني الكبرياء» ( أي 41: 34 )؟! ثم بعد ذلك تجد الحزن؛ الحزن الذي هو بحسب مشيئة الله: أَ ليس هو تمامًا عكس روح العالم الذي يجري وراء المُتع الوقتية، واللذة العابرة، ولغة أهله «هلموا آخُذ خمرًا ولنشتَّف مُسكرًا، ويكون الغد كهذا اليوم عظيمًا بل أزيد جدًا» ( إش 56: 12 ). ثم الوداعة؛ أَ ليست هي عكس روح العالم المتعجرف العدواني، والذي يحتقر الودعاء ويعتبر الوداعة نوع من الخنوع؟! .. والجوع والعطش إلى البر: أَ ليس ذلك عكس روح العالم الذي كل ما فيه «شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة»؟! ( 1يو 2: 16 ) والرحمة؛ أَ ليست هي عكس ما في العالم من أنانية ومشغولية محورها الذات؟! أَ ليس البشر بصفة عامة «بلا عهد ولا حنو ... ولا رحمة» ( رو 1: 31 )؟ ثم نقاوة القلب: أَ ليست هي عكس روح العالم الدنس؛ العالم المُرائي؟! وصُنع السلام: هل يطيقه مُحبو الشجار وصُنَّاع الحروب؟! . |
|