منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 11 - 2021, 02:42 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 363,717

☦️ صلاة الإنسان  واستجابة الله


يعرّف القديس إسحق السرياني الصلاة النقية الحقيقية بأنها الغاية الأسمى والنهائية لكل مسعًى روحيٍّ يقوم به الإنسان. والصلاة النقية توجد في اللحظة التي تلتقي فيها محبة الإنسان بمحبة الله التي تملأ القلب بالنعمة وتفيض فيه.
ولكن الواقع هو أننا لا نتجاوب دائماً مع هذه المحبة. حينئذٍ لا بد من التعويض عن تقصيرنا بالتواضع والانسحاق والتحسّس العميق لضعفنا وعدم استحقاقنا، لا بد من شعور العشّار.
يلزم ساعتئذٍ أن نقدّم لله كل ما يسعنا تقديمه من جهد روحي، مجهود نسكي صغير، صوماً صغيراً، حرماناً طوعياً، تخلِّياً عما نمتلكه من أجل إنسان محتاج... لكن الأهم هو أن تصدر كل هذه عن قلب مخلِص، عن قلب يتألم، بدون عنف أو غضب، بدون تكبُّر، ببساطة وهدوء وتواضع، ومن غير ضجيج، كالزانية التي أفاضت الطيب على قَدمَي المخلِّص، والمرأة الكنعانية التي طلبت شفاء ابنتها، وزكّا العشّار الذي أدرك قصر قامته، فاعتلى الجميزة كالطفل الصغير ليشاهد مرور الرب يسوع.

الرب يعلِّمنا في الإنجيل أن نرنو على الدوام نحو الآب السماوي طالبين أولاً أن تكون مشيئته، طالبين ملكوته وبره. أما نحن فنطلب أشياء كثيرة قبل أن نطلب مشيئة الله، ونعتقد في كثير من الأحيان أنّ صلاتنا غير مستجابة ولا ثمر لها. والحقيقة هي التالية: الصلاة غير مستجابة لأنّ الله لم يستجب بالشكل الذي نحن أردناه.
حياة الانسان لا تخلو من الضيقات والتجارب. ومن التجارب ما نستدعيه نحن بداعي أخطائنا، لذلك نصلّي قائلين "لا تدخلنا في التجربة". وثمة تجارب أخرى تأتي من الشيطان أو تعقيدات العالم، لذلك نقول "لكن نجّنا من الشرير". التجربة لها قيمة إيجابية لأنّها تكشف خفايا الانسان وأفكار قلبه. بالتجارب يقتني الانسان معرفة ذاته ومعرفة ضعفه. يُمتحَن "كالذهب في البوتقة". لهذا يقول القديسون إنّه لا يمكن لأحد أن يُرضي الله إن لم يعبر في التجربة. ولكن لا يستطيع أحد خارج الصلاة أن يحتمل التجربة.

التجربة تبعت السيدة والدة الإله في كل خطوة من حياتها لأنّ العجائب المستغربة التي شهدتها في الولادة الفائقة الطبيعة: النجم، الملائكة، والمجوس... استتبعها الهروب الى مصر والنفي، الخطر، الرفض، الإهانة. والصليب الذي خلّص الجنس البشري كان السيف الذي جاز في قلبها. ولكنّها كانت متسلّحة بالنعمة، النعمة التي اقتنتها من خلال الصلاة والصمت الروحي والتسليم الكامل للمشيئة الإلهية، ليس لكي تتفادى التجارب، بل لكي تحتملها بأناة ومعرفة.
والدة الإله تترك لنا المثل الأعلى في الالتجاء الى الصلاة، الى الهدوء الروحي، الى سهر الحواس الروحية، والتضرّع المتواضع والاستسلام المطلق لمشيئة الله.
قد تبدو الصلاة أصعب عمل، ولكن مهما بدت صعبة فهي ليست غير ممكنة لأنّها ليست مجرّد محاولة إنسانية، بل هي عطية إلهية. إن نحن تذكّرنا الله وحاولنا أن نكون في حالة انفتاح متواضع عليه، رغم عجزنا وتقصيرنا، يأتي وقت يلمس فيه الروح القدس المنير والمقدّس الخليقة قلوبنا ويظلّلها ويملأها عزاء وسلامًا وشجاعة يتخطّى بها الانسان كلّ ضعف أو ضيقة.
يعلِّم آباء الكنيسة أن محبّة الله متواضعة تتنازل وتقيم معنا، ولكن لأنّها متواضعة لا تتّحد إلاّ مع القلب المتواضع.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
☦️ صلاة يسوع ☦️ (المسبحة الأرثوذكسية)
صلاة قبل إشعال الشمعة أمام الايقونات ☦️
☦️المقعد القديم لوالدة الله مريم العذراء ☦️
☦️القدّيس البارّ أونوفريوس المصريّ☦️
حان وقت أن تكوني لصلاتي معني واستجابة ❤️


الساعة الآن 11:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024