لكن دع كلماتنا الأخيرة تكون عن ”الضال“. ما أبرز الاختلاف بين حالته الأولى وحالته وهو مع أبيه، إذ نراه في الحالة الأولى: «ابْتَدَأَ يَحْتَاجُ» (ع14)، أما مع أبيه «فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ» (ع24)! والآن عزيزي القاري، هل هذا مفهوم لك، أم كنت أتكلم بلغة غير معروفة؟! هل شعرت بالجوع الشديد الذي في هذا العالم؟ هل بدأت تحتاج؟ هل نفسك تصرخ طالبة ما يُشبعها؟ هل رجعت إلى نفسك، أو إلى وعيك، واكتشفت أن الخطية خاطئة جدًّا؟ إذا كانت الإجابة: نعم، ألا ترجع إلى الله وتأخذ مكان الخاطىء الضال أمامه؟ ألا تُلقي بنفسك على نعمته المطلقة وتمتلك لنفسك هذا الإمداد المدهش الذي أعده الله للخطاة المستحقين الجحيم؟ إذا فعلت هذا، فستعرف بركة الانتماء لعائلة الله. وإذا كنت لم تفعل هذا بعد، فيمكنك أن تأتي إلى الله الآن كما أنت معترفًًًا بشرك العظيم وبعدم استحقاقك، ملقيًا نفسك على نعمته المجانية، فسوف تلقى أنت أيضًا ترحيبًا حبيًا؛ قبلة المصالحة؛ ثوب البر، ومكان حيث الشركة مع الله نفسه. «تَعَالَ لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ أُعِدَّ» (لو14: 17).