كانت هذه هي المرة الأخيرة التي دخل فيها السيد المسيح أورشليم وكان اليوم هو العاشر من نيسان وفيه كان الشعب اليهودي يهتم بشراء خروف الفصح وإبقائه إلى اليوم الرابع عشر من الشهر ليذبح في المساء بين العشاءين لأن فيه تذكار خلاص الشعب من الملاك المهلك وتحررهم من العبودية.
" فالرب كلم موسى في مصر قائلا... هكذا كلم بني إسرائيل أن يشتري كل منهم خروفا حوليا لا عيب فيه ويحفظ عندهم من العاشر في الهلال إلى الرابع عشر منه ليذبح عند المساء " (خر 12، لا 23: 4-8).
وفي اليوم العاشر من نسيان دخل المسيح حمل الله بإرادته وسط حملان الذبائح الداخلة إلى أورشليم فيكون تحت الحفظ أربعة أيام ليصلب في يوم الجمعة العظيمة (1 كو 5: 7) اليوم الذي يذبح فيه خروف الفصح.
وهذا ما أخبر به تلاميذه حين قال لهم: " قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان، الحق الحق أقول لكم أن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير . .. لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة وأنا إن ارتفعت (على الصليب) أجذب إلى الجميع قال هذا مشيرا إلى أية ميتة كان مزمعا أن يموتها " (يو 12: 24-36).
وحين دخل السيد هذا اليوم أورشليم تزايد عليه حنق الرؤساء وتشاوروا كيف يقتلونه (لو 19: 47-48) فدخل ليكمل تدبير الفداء ويقدم نفسه ذبيحة، حملا بلا عيب ليطهر ضمائرنا وليبطل الخطية بذبيحة نفسه (عب 9: 14، 26) وفيه وجد أيوب النبي إجابة للسؤال الذي كرره مرتين كيف يتبرر الإنسان... (أي 9: 22، 25: 4). وسؤال أيوب: كيف يتبرر الإنسان؟ اليوم عرفنا أنه يتبرر... بدم المسيح... " فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدَّم نفسه لله بلا عيب ..." (عب 9: 14).