بينما حالتها تُعبِّر عمَّا وصلت إليه من قصور مُشين، نجد عينا الرب العجيبة تُبصِر كمالها المُتجانس والمُتناسق، فيرى فيها جمالاً أخَّاذًا، ألا وهو كمال جمال الحمامة!!
بل العجيب أنَّنا لا نرى في كل السِفر مناسبة فيها خاطب العريس عروسه بكثير من كلمات المديح والثناء كما نرى هنا، فكيف يكون هذا؟ هذه هي نظرة النعمة الخالصة، والمؤسَّسة على أساس راسخ ومتين، بل أقول على أساس بار وعادل.
فليست عينا الرب هي التي تغضّ الطَّرف عن سلبياتنا وعيوبنا، إذ قداسته المطلقة لا تسمح بذلك، إنَّما عينا الرب ترى أحبائه في كمال الذبيحة، وأنا لا أقصد تلك الذبائح المتكرِّرة، التي كانت تُقدَّم قديمًا، والتي كانت مجرَّد رمز للذبيح الأكمل والأعظم، شخص الرب تبارك اسمه، حَمَل الله الذي يرفع خطيَّة العالم.