إن تأليه النفس ووضعها مركزاً للحياة، لا يظهرها كأنها ضد الله فقط، ولكن يكشفها ضد إخوتنا ورفاقنا، ويقول السر سيدني سميث - عميد كلية الطب في جامعة أدنبرة - "بأن الطفل يأتي إلى العالم وفي طبيعته العداء والشر، وحبّ الاستطلاع، والإجرام الكامن في جميع الأحوال" ويضيف المعقّب على هذا قوله: "وقد تعلّمت في شبابي أن أسمّي هذا بالخطية الأصلية". أما مشكلة العلاقات البشرية، فهي عامة اليوم، كما كانت كل يوم.. وليس من السهل أن يجلس الإنسان في المقاعد الخلفية، أو يُذكر اسمه في المرتبة الثانية بعد شخص آخر، لكننا نسعى أن نأخذ المتكأ الأول، وأن نكون في الطليعة.. ونفعل ذلك عفواً وبدون تفكير، ويحدث عادة أننا نأخذ الطعام لأنفسنا أولاً، وعندما نجلس إلى المائدة، وننسى أن نعطيه لجارنا، ونهتم بأنفسنا ونأكل ونأكل دون أن نعير أي اهتمام بمَن يجلس بجانبنا، ونحاول أن نأخذ الأولوية والأفضلية عن غيرنا، إن أمكننا التهرب من أعين المراقبين، ونفضّل الكلام على الاستماع، والأخذ دون العطاء.