رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الاتكاء في حضنه وَكَانَ مُتَّكِئًا فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ ..،كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ .. فَاتَّكَأَ ذَاكَ .. وَقَالَ لَهُ: يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ؟ ( يو 13: 23 ، 25) في العلّية، حيث غسل الرب أرجل تلاميذه وصنع الفصح معهم، نرى أن سلوك بطرس المُندفع وغير المُتروِّي، وكذلك خيانة يهوذا الفظيعة المُحزنة، يتناقضان مع السلام والثقة المُتمثلين في اتكاء يوحنا «في حضن يسوع». والتعبير «في حضن يسوع» أو «على صدر يسوع» ( يو 13: 23 ، 25) يُشير إلى أن يوحنا كان له مكان الشرف على يمين الرب؛ لقد اتكأ قريبًا تمامًا من الرب يسوع في محضر الرب المباشر، وفي موضع الثقة والصِلة الوثيقة. ويذكِّرنا يوحنا13: 23 بقول الوحي في نفس الإنجيل «الله لم يَرَهُ أحدٌ قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر» ( يو 1: 18 ). لقد كان المسيح في حضن الآب (الأقرب لقلب الآب)؛ كان هو الابن الأزلي، وإذ كان في حضن الآب، فقد كان قادرًا على إعلانه. والآن كما أن الابن نفسه هو موضوع محبة الآب، فإن التلميذ هو موضوع محبة الرب. ونحن أيضًا نستطيع أن نستمتع بمكان معه على مقربة وثيقة من قلبه كيوحنا تمامًا. وهذا الأمر لا بد وأن يغيِّر حياتنا، لأن إدراكنا لمحبة الآب يعطينا ”السلام“ وأيضًا ”الفهم“. وهكذا استطاع يوحنا أن يبقى هادئًا في وسط التوتر الذي أحدثته إشارة الرب عن أن واحدًا من تلاميذه سيُسلِّمه، وفضلاً عن ذلك، فقد كان يوحنا في وضع أفضل من بطرس من حيث إمكانية سؤال الرب عن الشخص الذي يتكلَّم عنه، وأن تُتاح له رؤية أوضح في هذا الموقف العصيب. فلقد كان على اتصال مباشر بالرب. والمكان الذي اتخذه يوحنا في محضر الرب هو صورة لمكاننا كالمتحدين بالمسيح في السماء «في ذلك اليوم تعلمون أني أن في أبي، وأنتم فيَّ، وأنا فيكم» ( يو 14: 20 ). وفي وسط عالم مُعَادٍ رفض السيِّد، ما زال لنا مكان في محضره منفصلين عن العالم، ومرفوعين عن اضطرابات ظروفنا. وهناك نكون معه «في العلِّيَّة»، نتمتع بالشركة السعيدة معه إذ يعطينا سلام القلب والعقل ومعرفة أفكاره. وبوسعنا أن نمتلك السلام الحقيقي، وأن نعرف إرادة الله بنفس الكيفية التي استمتع بها يوحنا بالسلام، وتلقى المعرفة بأفكار الرب. ونحن ـ في المسيح ـ قد بُوركنا بكل بركة روحية في السَّماويات ( أف 1: 3 )، فليتنا نستمتع بشركة، لا يعكِّر صفوها شيء، مع سيِّدنا في السماء. |
|