![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() النسطورية وقف القديس كيرلس السكندري في بازيليكا (باسم والدة الإله) عام 431 م.، يتحدَّث أمام آباء مجمع أفسس، قائلًا: [السلام لمريم والدة الإله، كنز العالم كله الملوكي، المصباح غير المطفي، إكليل البتولية، صولجان الأرثوذكسية، الهيكل غير المُدرَك، مسكن غير المحدود. السلام لكِ، يا من حملتِ غير المُحوى في أحشائك البتولية المقدسة[72].] في الحقيقة الصراع الذي قام بين القديس كيرلس السكندري ونسطور لم يقم أساسًا حول لقب القديسة مريم "الثيؤطوكوس"، بل حول شخص السيد المسيح نفسه، وإننا نستطيع أن نُلَخِّص الظروف التي دفعت القديس كيرلس ليدخل هذا النزاع هكذا[73]. في العاشر من شهر أبريل عام 428 م. رُسِم نسطور الكاهن بإنطاكية وتلميذ ثيؤدور أسقفًا على القسطنطينية. وقد اِعتاد أن يستخدم لقب خريسطوكوس "والدة المسيح" للقديسة مريم وليس "ثيؤطوكوس"، لكن ملامح المعركة وضحت تمامًا عندما قام أحد كهنته يُسَمَّى أنسطاسيوس الذي جاء به من أنطاكية يعظ أمامه في ديسمبر عام 428 م. قائلًا: [ليته لا يسمي أحد مريم "ثيؤطوكوس"، لأن مريم لم تكن إلاَّ امرأة، ومن المستحيل يُولد الله من امرأة[74].] أكد نسطور نفسه هذا التعليم علانية، مُقَدِّمًا في عظاته تمييزًا بين الإنسان يسوع المولود من مريم، وابن الله الذي سكن فيه. في رأيه يوجد شخصان في المسيح: ابن مريم وابن الله، اتحدا معًا اتحادًا معنويًا وليس أقنوميًا. فالمسيح لا يُسَمَّى "الله" بل حامل الله "ثيؤبورون"، على نفس المستوى الذي يُدعَى إليه القديسون بالنعمة الإلهية التي تُوهَب لهم، هكذا فإن مريم لم تكن أمًا لله بل للإنسان يسوع، الذي سكن فيه الله الرأس. انتقد نسطور وأتباعه المجوس، لأنهم سجدوا أمام الطفل يسوع، ونادوا بأن اللاهوت قد اِنفصل عن الناسوت في لحظة الصلب. بلغ ذلك إلى مسامع القديس كيرلس بابا الإسكندرية، فانتهز فرصة كتابة الرسالة الفصحية السنوية عام 429 م. ليكتب دون أي تلميح إلى شخص نسطور، مؤكدًا التعليم الخاص بالتجسد في عبارات واضحة وبسيطة، موضحًا اتحاد ناسوت السيد المسيح الحقيقي الحقاني الكامل بلاهوته في الشخص الإلهي الواحد. وبعد أربعة أشهر كتب رسالة أخرى إلى الرهبان في ذات الشأن، بلغت هذه الرسائل مسامع نسطور، فأثارت غضبه جدًا، وطلب من شخص يسمى Photius أن يجيب عليها[75]. أرسل القديس كيرلس إلى نسطور رسالتين يوضح فيهما طبيعة السيد المسيح كابن الله المتجسد، شخص واحد، مُعلِنًا أنه من حق القديسة مريم أن تُدعَى "ثيؤطوكوس". وفي رسالته الثانية كتب هكذا: [لسنا نقول بأن الكلمة صار جسدًا بالتحوُّل، فهو لم يتحوَّل إلى إنسانٍ كاملٍ بنفسٍ وجسدٍ، بل بالحري اتحد الكلمة أقنوميًا بطريقة غير موصوفة ولا مُدرَكة بالجسد الحيّ، بنفس عاقلة، وهكذا صار إنسانًا ودُعِي ابن الإنسان.. كما أنه لم يُولَد أولًا من العذراء القديسة كإنسانٍ عاديٍ وبعد ذلك نزل عليه "الكلمة"، بل بالحري اتحد "الكلمة" بالجسد في الأحشاء ذاتها.. لهذا السبب دعا "الآباء القديسون" بثقة العذراء القديسة "ثيؤطوكوس"، لا بمعنى أن طبيعة الكلمة أو اللاهوت قد تقبَّل بدءًا جديدًا من العذراء القديسة، بل يُقَال إنه وُلِد منها حسب الجسد، مادامت نفسه العاقلة التي تحيي الجسد اتحد بها الكلمة أقنوميًا مولودًا منها. هكذا أكتب إليك بدالة الحب التي لي في المسيح، متوسلًا إليك كأخٍ مُحَمِّلًا إياك المسئولية أمام السيد المسيح وملائكته المختارين أن تُفَكِّر وتعلِّم معنا هكذا، لحفظ سلام الكنائس ورباط الحب والمودة القائم بين كهنة الله[76].] بعد هذا اِنعقد مجمع محلي بالإسكندرية بعث رسالة مجمعية إلى نسطور يوضح ذات التعاليم التي وردت برسائل القديس كيرلس، مُذيلة بما يُسمَّى "الاثني عشر بندًا أو الاثني عشر حرمانًا". جاء في الحرمان الأول: [من لا يعترف بأن عمانوئيل هو الله حقًا، وبالتالي فإن القديسة العذراء هي "الثيؤطوكوس" إذ ولدت كلمة الله المتجسد حسب الجسد فليكن محرومًا.] وفي الثاني والعشرين من شهر يونيو عام 431 م. انعقد المجمع المسكوني الثالث بأفسس تحت رئاسة البابا كيرلس، الذي جرَّد نسطور من الكهنوت وحرمه، كما قُرِأت الرسالة التي وجَّهها القديس كيرلس لنسطور، ووافق على الحرومات الاثنى عشر، وأدان المجمع رأى نسطور في شخص السيد المسيح، وثبت بكل وقارٍ لقب "الثيؤطوكوس". |
![]() |
|