منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 11 - 2021, 10:49 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,621

"لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها" (متى 6: 22)


البابا شنوده الثالث
دون أن نطلب


لعل أحدكم يقول: كيف يكون لي رجاء، وأنا لا أصلي، ولا أطلب من الله نعمة ولا قوة ولا ملكوت الله وبره؟ هل مثلي يكون له خلاص؟!

نعم، إن الخلاص للكل. وإن كنت أنت لا تطلب خلاصك، فإن السيد الرب قد قيل عنه إنه: "جاء لكي يخلص ما قد هلك" (لو 19: 10). إنه يسعى لخلاصك أكثر مما تسعى أنت إليه. وهو في كل مجال يعطينا دون أن نطلب.

إنه شيء مفرح أن يعطينا الله ما نطلب. ولكن عمق الفرح يظهر في أنه يعطينا دون أن نطلب..

هنا عمق المحبة الإلهية نحو البشر. بل هنا أبوة الله الحانية، التي تدرك تمامًا ما نحتاجه وما يلزمنا، فيعطينا من فيض محبته، وليس لمجرد استجابته لصلواتنا. وسأحاول يا أخوتي أن أثبت لكم هذه الحقيقة بأمثلة عديدة، حتى يكون لكم عمق الرجاء في عمل الله لأجلكم.


طبيعة الله الذي يعطي دون أن نطلب، ظهرت واضحة منذ البدء، من أول قصة الخليقة بل في عملية الخلق ذاتها.

إنه منحنا الوجود دون أن نطلب. ومنح الوجود لكل الكائنات التي خلقها العاقلة والجامدة، التي لها حياة والتي ليس لها، طبعًا دون أن تطلب. لقد خلقها كلها من العدم. والعدم ليس له كيان لكي يطلب.


وخلقنا الله على صورته ومثاله دون أن نطلب..

حتى على فرض المستحيل، لو كانت لنا الإمكانية أن نطلب الصورة التي نخلق عليها، ما كنا نطلب أن نخلق على صورة الله ومثاله، كما شاء الله وتحنن (تك 1: 26، 27).


ودون أن نطلب خلق الله لنا هذه الطبيعة وسلطانًا عليها.

أعد لنا كل شيء قبل أن نكون. بسط لنا السماء سقفًا، ومهد لنا الأرض كي نمشي عليها. وكما قال القديس غريغوريوس في قداسه: "لم تدعني معوزًا شيئًا من أعمال كرامتك.. من أجلي أخضعت طبيعة الحيوان".. ومن أجلنا خلق الله الأشجار والأثمار، والعشب والبقول، والأزهار والأطيار. ومن أجلنا خلق النور، ووضع قوانين الفلك.. كل ذلك دون أن نطلب..

ولم يكتف بهذا وإنما قال لنا في حنوه "أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها. وتسلطوا على سمك البحر، وعلى طير السماء، وعلى كل حيوان يدب على الأرض" (تك 1: 28).


وخلق الله حواء لآدم دون أن يطلب..

كان يعلم أن آدم لا يجد له معينًا نظيره، مثلما تجد باقي الكائنات (تك 2: 20). فخلق له حواء. وهكذا أمكن أن تنمو البشرية وتملأ الأرض وتعمرها، وكل ذلك دون أن نطلب.


إن هذه هي طريقة الله كأب محب وكراع صالح..

أنه لا ينتظر من أولاده ومن رعيته ومن خليقته أن يطلبوا فيعطيهم. بل هو من تلقاء ذاته يعرف ما يحتاجون إليه، فيعطيهم دون أن يطلبوا..


حقًا ماذا يدركه الطفل الصغير من احتياجاته حتى يطلبها؟!

ولكن أباه يعلم ويفهم ماذا يحتاج إليه ابنه، فيعطيه دون أن يطلب. هكذا نحن مع أبينا السماوي، أنه أدري بما نحتاج إليه. وهو كأب حنون يدبر احتياج كل إنسان، ويدبر احتياجات الأمم والشعوب والجماعات. ولا ينتظر من كل هؤلاء حتى يطلبوا.. وربما لا يطلبون ما يفيدهم وما يفيد غيرهم معهم.


إن كان الكاهن العادي يفتقد رعيته، ويوفي احتياجاتها دون أن تطلب فكم بالأولى الله رئيس الكهنة الأعظم وراعي الرعاة؟
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بحضور البابا تواضروس منح جائزة «البابا شنوده الثالث للحكمة والتعاطف» للدكتور رشاد برسوم
البابا المحب العطوف مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث
البابا شنوده الثالث وإعادة جسد البابا أثناسيوس الرسولي
البابا شنوده الثالث و هو يرسم قداسه البابا تواضروس الثاني راهب
صورة نادره جدا لمثلث الرحمات قداسه البابا شنوده الثالث مع بابا الفاتيكان البابا يوحنا بولس الثاني


الساعة الآن 11:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025