يفيد أصل هذه الكلمة العبراني معنى الدوس، لأن القصّار كان يدوس القماش مع الصابون حتى ينظف. وكان العبرانيون الأقدمون يغسلون ثيابهم في بيوتهم (خر 19: 10). وقد استخدم القصَّارون في صناعتهم المستعملة للتبييض النطرون (أم 25: 20؛ إر 2: 22) والإشنان (أي 9: 30؛ إر 2: 22؛ ملا 3: 2). وكانوا أيضًا يستعملون الطباشير. ولسبب الروائح التي تنبعث من هذه المهنة كان موضِع القصّارين خارج المُدُن، فكان حقل القصار بقرب بركة جيحون العُليا (2 مل 18: 17؛ اش 7: 3؛ 36: 2). وكان لهم موضِع عند بركة روجل أيضًا. أما عملية القصر في تلك الأيام فلا نعرف شيئًا عنها إلا من التحليل اللغوي للفظة، أو من الصور في الآثار المصرية. وقد كانت الثياب تُنْقَع وتُخْبَط بمخباط أو تُدَلَّك وتُدَاس وتُنْشَر في الشمس لكي تَجِف. وكان القصَّار ينظف الثياب ويبيضّها بياضًا ناصعًا. وإذ أصبحت ثياب المسيح تلمع على جبل التجلي وُصِفَت بأنها "لاَ يَقْدِرُ قَصَّارٌ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يُبَيِّضَ" مِثْلَها (إنجيل مرقس 9: 3).