رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
ظ، تشرين الثاني عيد جميع القديسين تَنتَظِم كنيسة المسيح في ثلاثة أجزاء، وهي: 1) كنيسة الأرض المجاهدة، 2) كنيسة السماء الممجّدة، 3) وكنيسة المطهر المتألّمة. وترتبط هذه الكنائس الثلاث إرتباطًا وثيقًا ببعضها البعض. فنحنُ على الأرض نتوق إلى المجد المزمع أن يأتي، ونسعى إلى بلوغ الملكوت في السّماء، حيثُ "سيمسحُ الله كلّ دمعةٍ من عيوننا" (رؤيا 7 /17، و21/ 4)، بينما نُصلّي لأجل إخوتنا "النفوس المطهريّة" لكي يرحمها الله. وتقوم علاقتنا مع الشّهداء، على مثال مار جرجس، والأبرار والصّديِّقين على نقطتين أساسيَّتين: 1) هُم مثالٌ لنا، نتبع خُطاهم، ونتأمّل فضائلهم لكي نتعلّم من جهادهم ونكبر مثلهم في الفضيلة. 2) هم شفعاءٌ لنا، يُصلّون من أجلنا، نحنُ كنيسة الأرض وأيضًا كنيسة المطهر، أمام عرش الحمل في كلّ حين (رؤيا 4 /1-9، و7 /14). القدّيس هو مَن عاش إنجيل المسيح، فصار هو بدوره إنجيلاً حيًّا، مفتوحًا للنّاس. فمار شربل مثلاً، بجهاده ومحبّته المتفانية لله، صار "بُشرى خلاص مُفرحة" (أي إنجيل) لمَن عرفه. لذا فمُطالعتنا لسِير القدِّيسين، لا تختلف عن قراءتنا للإنجيل، الذي هو حضور الله الكلمة الأسراريّ بيننا. وقد إعتادت الكنيسة من القديم تعليم سير القدّيسين كأنّها بُشرى حياة جديدة، وطريقة خلاص. فالقدِّيسة تريزا الطفل يسوع مثلاً، طوّرت طريق خلاص روحيّة جديدة: الطريق الصّغيرة . وهكذا صارت مسيرة حياتها على الأرض، أي جهادها وعيشها للفضائل الإنجيليّة، صارت إنجيلاً جديدًا، أو بالحريّ تأوينًا جديدًا لإنجيل المسيح. وعلى ما يشرح البابا السّابق، يوحنّا بولس الثاني، فإنّ عمل الكنيسة ليس سوى تأوينٌ لإنجيل المسيح، بشكلٍ يسهلُ فهمه من قبل عالم اليوم. وهذا أيضًا عمل كلّ قديس، وكلّ مسيحي، وهو أن يفهم بُشرى الخلاص بالمسيح، ويعيشها في مجتمعه، فيقدّسه. هكذا عاش ومات الشهيد الكبير جرجس، الذي صار للكنيسة مصدر إلهامٍ في أيّام الإضطهاد الحالكة، ومثلاً يُحتذى على طريق القداسة والشّهادة للإله الحقّ، يسوع الحيّ. والقدّيسون هم أيضًا شفعاءٌ لنا. يُصلّون من أجلنا بشكلٍ متواصل أمام عرش الحمل، في السّماء. وما العجائب التي لا تحصى على مدى التاريخ، والتي صنعها الله بشفاعة قدّيسيه إلاّ برهانا على دور القدِّيسين كونهم شفعاء لنا أمام الله الحيّ. إنّ غاية كلّ أعجوبة، أو آية (بحسب مفهوم مار يوحنّا الإنجيليّ) إنّما هي الإيمان بالله. ونتيجة الإيمان هي اتّباع المسيح، الطريق الوحيد إلى الآب (يوحنّا 14|6)، فيكون لنا الخلاص والحياة الأبديّة (يوحنا 20|31). إذًا فإنّ غاية كلّ أعجوبة أو نعمة نحصل عليها بشفاعة أي قدّيس هي أن نتقرّب من الله، ونزدادَ إيمانًا به، فيكون لنا الخلاص باعتناقنا المشورات الإنجيليّة. "إنّ أعياد القدّيسين هي محطّات هامّة في حياتنا اللّيتورجيّة. فالقدّيسون هم أعضاء الكنيسة المنتصرة في السّماء، يعاينون وجه الرّبّ في رباط حبّ لن ينتهي" (أ. (بيار. نجم، ر.م.م.). القدّيسون هم المعمّدون الّذين أتمّوا جهادهم على الأرض وانتصروا فشاركوا الله في مجده الأزليّ. وعلاقتنا معهم لا تقوم فقط على إكرامهم، بل هي أوّلاً علاقة أخوّة، فنحن وهم إخوة في المسيح رأس الكنيسة الواحدة. فكلّ مرّة أصلّي، أو أشارك في القدّاس الإلهيّ، أدخل في شركة مع كلّ الكنيسة، أي مع كلّ القدِّيسين، والشّهداء والمعترفين والأبرار عبر التاريخ. والقدِّيسون هم بمثابة إخوتنا الكبار في الإيمان، يحملوننا على الصّلاة وعيش الإنجيل، ويحملون صلواتنا، وحاجاتنا وتسبيحنا وشكرنا إلى الله. وتكون شفاعتهم مقبولة بقدر ما أطاعوا الله في حياتهم على الأرض. وتكبُرُ عظمتهم في ملكوت الله بقدر اقترابهم منه. فالقدِّيسة مريم العذراء مثلاً، هي أعظم القدِّيسين، وسلطانة الملائكة والشّهداء والمعترفين، لأنّها الأقرب من عرش الله، وقد حملته في أحشائها، ورافقته حتّى الصّليب، وجمعت كنيسته الخائفة بصلاة، في إنتظار الرّوح القدس. |
01 - 11 - 2021, 06:02 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: ١ تشرين الثاني عيد جميع القديسين
ميرسي علي مشاركتك الجميلة
ربنا يفرح قلبك |
||||
01 - 11 - 2021, 06:04 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: ١ تشرين الثاني عيد جميع القديسين
يا رب يفرح قلبك يا أختي الغالية سُررتُ كثيراً بمروركِ الغالي |
|||
01 - 11 - 2021, 06:31 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: ١ تشرين الثاني عيد جميع القديسين
شفاعة جميع القديسين تكون معنا أمين
|
||||
01 - 11 - 2021, 08:19 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: ١ تشرين الثاني عيد جميع القديسين
رووووووووووعة ربنا يفرح قلبك |
||||
|